#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
غَداةَ غيابِ الملكةِ اليزابيت الثانية، كتبنا عن التحدِّياتِ التي تواجهُ المملكةَ المتحدةَ، وأبرزها الاقتصاديةُ، وها هي رئيسةُ الوزراءِ ليز تراس تقدِّمُ استقالتها وسطَ ازمةٍ اقتصاديةٍ واجتماعيةٍ تعيشها بريطانيا وامتداداً الى اوروبا.
في الدولِ التي تحترمُ الانسانَ، وعندما يشعرُ مَنْ في السلطةِ انهُ فقدَ القدرةَ على العطاءِ والمبادرةِ والحلِّ، يتنازلُ ويعترفُ بالفشلِ والعجزِ.
في لبنانَ يُمعنُ من في السلطةِ الفاشلةِ والعاجزةِ على الاستمرارِ في نحرِ الناسِ فقط، ليبقى في السلطةِ من دونِ ان يكونَ هناكَ إمكانيةٌ لدى الرأي العامِ للمحاسبةِ والمساءلةِ بمجلسِ النوابِ المشتَّتِ والمبعثرِ يفقدُ القدرةَ على المحاسبةِ.
والشارعُ تحكُمهُ التناقضاتُ والشعاراتُ المضَّادةُ والمتقابلةُ، وتوازناتُ الرعبِ والسلاحِ، ويعرفُ مَنْ في السلطةِ انه وبحكمِ قوةِ الامرِ الواقعِ والتناقضاتِ،
ودعمِ السفاراتِ ينسى ما يعانيهِ الناسُ.
***
اليومَ، ماذا قدَّمَ نجيب ميقاتي على مدى سنةٍ للناسِ؟
وماذا ستقدِّمُ حكومتهُ إذا استمرَّتْ بعدَ،
الشغورِ للناسِ، حتى ولو امتلكتْ صلاحياتِ رئيسِ الجمهوريةِ..؟
العجزُ عن إنجازِ ايِّ امرٍ، هلْ سيتبدَّلُ بعدَ الشغورِ مع حكومةٍ جديدةٍ تُدارُ من القصورِ والمقارِّ الحزبيةِ، او مع حكومةِ تصريفِ الاعمالِ،
التي يُقالُ أنها إذا استمرَّتْ سيقبلُ مرسومَ إقالتها رئيسُ الجمهوريةِ قبلَ المغادرةِ، او يسحبُ منها وزراؤها المسيحيونَ بعدَ 31 تشرين الاول.
ايُّ فوضى دستوريةٍ سندخلُ عليها ما دامتْ آمالُ تشكيلِ حكومةٍ جديدةٍ تتبخَّرُ..؟
وكيفَ سيتعاملُ الخارجُ مع فوضى دستوريةٍ شهدناها في آخرِ الثمانيناتِ؟
***
ندخلُ الى اسبوعٍ مفصليٍّ يبدأُ من جلسةٍ كغيرها لانتخابِ رئيسٍ،
ونمرُّ بموعدِ التوقيعِ على اتفاقيةِ ترسيمِ الحدودِ، وهنا تبدو إشكاليةٌ تزيدُ الامورَ تعقيداً حولَ مَنْ هي الشخصيةُ التي ستوقِّعُ اوراقَ الترسيمِ،
وصولاً الى احتفاليةِ يومِ الاحدِ في 30 تشرين الاول،
والتي ستبدأُ منذُ الصباحِ لترافقَ العماد ميشال عون في طريقِ العودةِ الى منزلهِ الجديدِ في الرابية، بعدَ ستِ سنواتٍ من عهدٍ وحدهُ التاريخُ سيحكُمُ عليهِ..!