#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وفي الذكرى الثالثةِ للثورةِ تصرَّفَ مَنْ ادَّعوا الثورةَ وعزيمةَ الثوارِ، وأعلنوا أنفسهمْ ناطقينَ بإسمها وحراساً لها، فشلٌ بعدَ فشلٍ، وفوضى بعدَ فوضى،
ليصلَ الامرُ إلى تذاكٍ وتشاطرٍ اطاحَ بحضورِ نوابِ التغييرِ في اللجانِ النيابيةِ، واطاحَ باحدِ النوابِ خارجَ التكتلِ الذي كانَ واضحاً،
وكما كتبنا منذُ اسابيعَ حجمَ الفوضى والشعبويةِ التي تتخبَّطُ فيهِ من دونِ رؤيةٍ ولا تنسيقٍ ولا جوامعَ مشتركةٍ.
هكذا وفي لحظةٍ ظهرَ للناسِ وكأنهمْ خُدعوا ليسَ فقط من المنظومةِ، بلْ مِمَنْ جاؤوا بهمْ ليكونوا حُراساً لقضاياهمْ، فإذا بهمْ يطعنونهمْ...
***
ماذا بقيَ للناسِ؟
كلماتٌ ووعودٌ ومشاريعُ لا تطعمُ جائعاً،
واسماكاً في البحرِ تنتظرُ سنواتٍ لتفوحَ منها رائحةُ الغازِ ...
ومن الانِ وحتى سنواتٍ، انتظارٌ يلي انتظاراً، ووعودٌ تلي وعوداً، ولا شيءَ غيرُ الكلماتِ...
في اوساطِ الصرافينَ وشركاتِ تحويلِ ونقلِ الاموالِ،
كلامٌ كبيرٌ حولَ حجمِ التنسيقِ بينهمْ وبينَ المركزيِّ لشفطِ الدولاراتِ من السوقِ لاعادةِ تكوينِ جزءٍ من الاحتياطِ بالعملةِ الصعبةِ، او فلنقلْ تحضيراً لِما تبقَّى من ايامٍ سوداءَ آتيةٍ على لبنان،
فهلْ هذا هو سببُ ارتفاعِ سعرِ الدولارِ الذي كانَ من المفترضِ ان يتراجعَ لحظةَ الاعلانِ عن الترسيمِ...
حسبَ البنكِ الدوليِّ فأنَ اسعارَ الموادِ الغذائيةِ في لبنانَ زادتْ 198 بالمئةِ...
فماذا يأكلُ اللبنانيونَ، ومَنْ أينَ يأتونَ بالاموالِ ليسدُّوا الجوعَ...؟
من دونِ عنصريةٍ، صارَ بعضُ اللبنانيينَ يتمنُّونَ ان يكونوا نازحينَ سوريينَ يعيشونَ في المخيماتِ ليستفيدوا من اموالِ الاممِ المتحدةِ بالعملةِ الصعبةِ.
وقد أُتيحتْ لكُثُرٍ من هؤلاءِ فرصَ الحصولِ على لجوءٍ الى بلدٍ آخرَ، او سِماتِ دخولٍ الى اوروبا من دونِ عناءِ الهروبِ بالبحرِ...
أُقفلتْ بوجهِ الناسِ بانتظارِ فرجٍ لنْ يأتيَ..
قتلتهمْ المنظومةُ وافلستهمْ، وها همْ متسلِّقو الثورةِ من بعضِ النوابِ يخدعونهمْ من جديدٍ.
فإلى مَنْ يلجأ الناسُ...!