#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في مجلسِ النوابِ جلستانِ، الاولى لانتخابِ اللجانِ والثانيةُ للتشريعِ، والابرزُ كما صارَ معلوماً التعديلاتُ الجديدةُ على قانونِ السرِّيةِ المصرفيةِ والتمديدُ للضباطِ وبعضِ قادةِ الاجهزةِ الامنيةِ.
هو تشريعٌ اقربُ الى تشريعِ الضرورةِ، الاولُ ارضاءٌ لصندوقِ النقدِ الدوليِّ لاعطائهِ جرعةَ تطميناتٍ جديدةٍ،
بعدَ الموازنةِ، والثاني خشيَّةُ ايِّ فراغٍ يمتدُ في حالِ الشغورِ الحكوميِّ والرئاسيِّ على بعضِ الاجهزةِ.
لكنَّ "مرتا" المشغولةَ بامورٍ كثيرةٍ، لا تبدو مهتمةً بالاستحقاقِ الابرزِ وهو رئاسةُ الجمهوريةِ التي تتعثَّرُ اكثرَ فاكثرَ،
قبلَ خمسةَ عشرَ يوماً من إنتهاءِ عهدِ الرئيسِ عون.
وها هي جلسةُ الخميسِ ستكونُ فاقدةَ النصابِ لالفِ اعتبارٍ واعتبارٍ، وندخلُ في اليومِ التالي حيث يحقُّ لايِّ نائبٍ دعوةَ مجلسِ النوابِ للانعقادِ، إذا لم يدعُ رئيسُ المجلسِ..
فلماذا تضييعُ الوقتِ طالما ان لا اتفاقَ في الافقِ،
إلاَّ إذا كانَ من فاوضَ على الترسيمِ وسهَّلهُ واعطى الضوءَ الاخضرَ بشأنهِ، قد فاوضَ ايضاً على الرئاسةِ لمرحلةٍ ثانيةٍ...
***
وبينَ التاريخِ المؤجلِ للانتخابِ، والتاريخِ المؤكدِ لنهايةِ عهدٍ... ثمَّةَ ضوءٌ يلوحُ ويعملُ عليهِ عميدُ الديبلوماسيةِ الامنيةِ اللواء عباس ابراهيم، لعلَّ ثغرةً تُفتحُ في حائطِ الحكومةِ المغلقِ،
فهلْ الوقتُ لا يزالُ كافياً امامَ لعبةِ الاسماءِ والاسماءِ المضادةِ والتوازناتِ، وهذا لي وهذا لكَ...؟
لا نزالُ نعيشُ في الذكرى الثالثةِ لثورةِ 17 تشرين الاول، منطقَ المحاصصةِ والتقاسمِ نفسهً، وحتى مَنْ جاؤوا باسمِ هذهِ الثورةِ لطشتهمْ لفحةُ الاتكاليةِ وعدمِ المبادرةِ إلاَّ للاستعراضِ، وبفولكلورٍ ما بعدهُ فولكلور..
***
ندخلُ الى فراغٍ في بدايةِ موسمِ البردِ، والناسُ تئنُّ جوعاً ووجعاً ولا من يسألُ...
وها هي احدى الدراساتِ تتحدَّثُ عن ان الكلفةَ الادنى لمعيشةِ الاسرةِ في لبنانَ هي 23 مليونَ ليرةٍ..
هذا فقط للاكلِ والشربِ، فماذا عن فواتيرِ الكهرباءِ والمولِّداتِ والمياهِ والبنزين والطبابةِ والتعليمِ والادويةِ والانترنتْ وغيرها..
مَنْ يصلُ الى هذا الرقمِ، ومَنْ أينَ يأتي موظفٌ او عسكريٌّ بــ 23 مليونَ ليرةٍ؟
في فرنسا مظاهراتٌ وتحطيمُ مبانٍ وهتافاتٌ ضدَّ ماكرون بسببِ زيادةِ كلفةِ المعيشةِ المرتبطةِ بزيادةِ اسعارِ الطاقةِ نتيجةَ ازمةِ اوكرانيا...
نزلَ الناسُ، وتخشى الانظمةُ في اوروبا على عروشها...
في لبنانَ بقيَ تماسيحُ السلطةِ حيثُ همْ، اما الناسُ فعادوا الى بيوتِهمْ مستسلمينَ في انتظارِ...
زمنٍ آخرَ ... للتغييرِ!