#الثائر
بعد مؤتمر باريس وعدم صدور بيان جامع، أعاد رئيس مجلس النواب نبيه بري التمسك العلني بترشيح سليمان فرنجية. فيما برزت مجدداً معادلة “فرنجية مقابل نواف سلام”. بينما هناك من يذهب إلى تفسير ذلك بمعادلة أخرى خبرها اللبنانيون في أواخر الثمانينيات وتلخّص حالياً بـ”فرنجية أو الفوضى”. جملة وقائع دفعت بري لاتخاذ هذا الموقف: وفقا ل"المدن"، أبرزها التوتر في العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ ورفض التيار لأي من مقومات التفاهم أو التسوية. ثانياً، تعطيل القوى المسيحية لعمل مجلس النواب ومنع عقد جلسة تشريعية. ثالثاً، قدرة الكتل المسيحية على تعطيل عمل اللجان المشتركة. هنا وجد برّي نفسه مطوقاً فاختار القفز إلى الأمام في تصعيد موقفه ضد خصومه وفي اعلان ترشيح فرنجية.
نقطة ثانية دفعت برّي إلى اتخاذ هذا الموقف التصعيدي والذهاب أبعد من موقف الحزب الذي لا يزال يلتزم صمتاً تجاه ترشيح فرنجية، وهذه النقطة تتعلق في الردّ على من يحاول حشر برّي في زاوية الحزب وأخذه بجريرته من خلال الإصرار على التعميم تجاه الشيعة ككل أو تجاه الثنائي الشيعي. علماً أن رئيس المجلس من قبل كان يشير إلى ضرورة الحوار وعدم التشبث، كما يشدد على ضرورة الحوار مع السعودية للوصول إلى اتفاق، لا سيما أنه يرفض انتخاب أي رئيس من دون موافقة السعودية.
إنقسام مسيحي – شيعي
أخطأ بري بحق نفسه وبحق الخصوم في الموقف الذي أطلقه تجاه المرشح ميشال معوض، وهذه نقطة ارتدت عليه سلباً، ويمكنها أيضاً أن ترتد سلباً أكثر على سليمان فرنجية. على الرغم من ان الأخير يعتبر نفسه مرتاحاً على وضعه باعتبار أن بري قد نجح في تحييد معوض وقائد الجيش من أمام طريقه إلى بعبدا. استدعى موقف برّي رداً عنيفاً من رئيس حركة الإستقلال ومن القوات اللبنانية. بينما في المقابل يستمر التوتر في العلاقة بين التيار الوطني الحرّ وكل من حزب الله وحركة أمل، وهذا ارسى انقساماً مسيحياً شيعياً ستكون مخاطره كبيرة في حال استمرّ، ولم يتم السعي للبحث عن صيغة تسوية تدفع إليها بعض قوى الداخل بالإضافة إلى قوى الخارج.