#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
إذا كانَ "القاضي راضي" كما يُقالُ، وإذا كانَ المزايدونَ قبلَ الواقعيينَ يريدونَ نهايةً سعيدةً لملفِ الترسيمِ البحريِّ،
فلماذا يغرِّدُ بعضُ النوابِ الجدُدِ على اللعبةِ السياسيةِ والبرلمانيةِ من بابِ المزايدةِ ومن بابِ "خالف تُعرفْ"...؟
قد يكونُ التوقيتُ مناسباً للاسرائيليينَ، وقد لا يكونُ مناسباً للبنانَ في التوقيعِ،
ولكنْ هلْ كانَ بالاستطاعةِ الحصولُ على اكثرِ ما حصلنا عليهِ؟
وهلْ لو كانَ بالامكانِ الحصولُ على الخطِّ 29 ،هلْ كنا لنتنازلَ بهذا القدرِ؟
معروفٌ ان الحربَ الاوكرانيةَ – الروسيةَ هي التي سرَّعتْ الاتفاقَ، ومعروفٌ ان اسرائيلَ جاهزةُ لضخِّ الغازِ عبرَ الخطِّ المصريِّ الى اوروبا في ايِّ وقتٍ، مما قد يُعوِّضُ للاوروبيينَ 10 % من الغازِ الروسيِّ ... ومعروفٌ ان اوروبا الغارقةَ في القلقِ حولَ الطاقةِ والشتاءِ تتطلعُ الى ايِّ مصدرٍ جديدٍ يعوِّضُ لها النقصَ في الطاقةِ، ويضافُ اليها العاملُ الداخليُّ الاسرائيليُّ عشيَّةَ الانتخاباتِ...
عملياً ضمنتْ باريس وواشنطن برعايةِ الاممِ المتحدةِ هذا الاتفاقَ.
اما لبنانُ الغارقُ بتناقضاتهِ، فيبدو ان لهُ مصلحةً اليومَ قبلَ الغدِ للدخولِ في نادي الدولِ النفطيةِ قبلَ فواتِ الاوانِ وخسارةِ الفرصةِ.
***
اليومَ الجميعُ لهُ مصلحةٌ في التوقيعِ، فلماذا الانتظارُ؟
انتظارٌ آخرُ يُؤْمَلُ ان تُفككَ عقدهُ هو الحكومةُ التي صارَ واضحاً انها ستتسلَّمُ صلاحياتِ رئيسِ الجمهوريةِ.
واللافتُ هنا تشديدُ حزبِ اللهِ على اولويةِ الحكومةِ...
فهلْ ادركَ حزبُ اللهِ سلفاً صعوبةَ ايصالِ مرشَّحهِ غيرِ المعلنِ سليمان فرنجيه حتى الساعةَ،
ففضَّلَ الاسراعَ بتشكيلِ حكومةٍ حتى يقفلَ البابَ على ايٍّ فوضى سبقَ ان حذَّرَ التيارُ الوطنيُّ الحرُّ من الانجرارِ اليها،
إذا استمرَّتْ حكومةُ تصريفِ الاعمالِ بالحكمِ في ظلِ الشُّغورِ.
عملياً سيزدادً الضغطُ لإزالةِ العقدِ للتشكيلِ.
يبدو ان التيارَ الوطنيَّ الحرَّ يريدُ ان يُغيِّرَ كلَّ الوزراءِ المسيحيينَ فيها، باستثناءِ وزيرِ الطاقةِ، فهلْ بالامكانِ في خمسةَ عشرَ يوماً إزالةُ كلِّ العقدِ المطروحةِ؟
***
ولننتظرْ هذا الاسبوعَ إذا كانَ رئيسُ الجمهوريةِ سيوقِّعُ على قانونِ الموازنةِ،
وبعدها سندخلُ اعتباراً من هذا الاسبوعِ في همروجةِ خطَّةِ إعادةِ هيكلةِ القطاعِ المصرفيِّ التي سترسلها حكومةُ ميقاتي الى مجلسِ النوابِ.
فأيةُ بدائعَ وبدَعٍ تنتظرُ اموالَ المودعينَ عبرَ هذهِ الخطَّةِ؟
وما مصيرُ اموالِ المودعينَ او ما تبقَّى منها إذا اقرِّتْ خطَّةٌ عشوائيةٌ ككلِ خططِ "النجيبِ" من دونِ دراساتٍ، وضمنَ سياساتِ النكاياتِ والاحقادِ،
وتصفيةِ الحساباتِ، وطبعاً ضمنَ مفهومِ الانسحاقِ الكاملِ امامَ متطلباتِ صندوقِ النقدِ الدوليِّ،
حتى ولو على حسابِ ما تبقَّى من سيادةٍ وكرامةٍ وعزَّةٍ للبنانَ!