#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لافتةٌ جداً دعوةُ سماحةِ المفتي عبد اللطيف دريان النوابَ السُنَّةَ للقاءٍ في دار الفتوى الكريمةِ، وبيانهمْ الوثيقةُ الملتزمةُ الثوابتَ الوطنيةَ والعربيةَ.
كانَ السؤالُ دائماً ومنذُ انسحابِ الرئيسِ سعد الحريري من المشهدِ السياسيِّ، كيفَ سيُصوِّتُ النوابُ السنَّةُ في المحطاتِ الرئيسيةِ، ولِمَنْ سيصوِّتونَ في انتخاباتِ رئاسةِ الجمهوريةِ.
ها هي الدارُ، وبعدَ بكركي مع سماحةِ المفتي والنوابِ تُوجِّهُ البوصلةَ،
نحوَ رئيسٍ يلتزمُ الطائفَ وعروبةَ لبنانَ والعيشَ المشتركَ.
وها همُ النوابُ يتعهَّدونَ بالمحافظةِ على سيادةِ لبنانَ ووحدتهِ وحرياتهِ وحسنِ علاقاتهِ خصوصاً مع الاسرةِ العربيةِ التي ينتمي إليها.
كما تعهَّدوا بانتخابِ رئيسٍ جديدٍ في الموعدِ الدستوريِّ، يكونُ مِمَنْ يحترمونَ الدستورَ ويلتزمونَ القسمَ الدستوريَّ.
هذهِ هي المعاييرُ.. ولكنْ لِمَنْ سيُصوِّتُ هؤلاءُ النوابُ ، وهلْ ستتركُ الكلمةُ الفصلُ لكلِّ واحدٍ منهمْ،
أم ان دعوةَ العشاءِ التي اقامها السفيرُ السعوديُّ على شرفهمْ بُعيدَ اللقاءِ اعطتْ الاشارةَ انهُ في التوقيتِ المناسبِ واللحظةِ المناسبةِ ستأتي كلمةُ السرِّ ومنْ سينتخبُ النوابُ...
ولكنْ ايضاً، مَنْ يَضمنُ كيفَ سيفسِّرُ كلُّ نائبٍ هذه المعاييرَ... أوليسَ كلُّ مرشحٍ يدَّعي إلتزامهُ الطائفَ والقراراتِ الدوليةَ وعروبةَ لبنانَ... وماذا عن النوابِ السُنَّةِ الملتزمينَ بكتلٍ مُنوَّعةٍ طائفياً ومذهبياً او علمانيينْ؟
***
بانتظارِ ذلكَ، تدخلُ البلادُ اكثرَ فاكثرَ في لحظةِ الاستحقاقِ الرئاسيِّ، الواضحُ انهُ ذاهبٌ الى فراغٍ قد تملأهُ حكومةٌ لا يبدو،
وسطَ استمرارِ التعقيداتِ والتسريباتِ بينَ القصرِ والسرايا،
لا يبدو ان ولادتها ستكونُ سهلةً خصوصاً ان الرئيس ميشال عون يُريدُ لها امتداداً لعهدهِ، إنطلاقاً من مَقُولةِ انه لا يريدُ ليمقاتي ان يَحكمَ البلادَ وحدهُ،
فيما ميقاتي يريدُ الايحاءَ انهُ هو مَنْ يُديرُ اللعبةَ من خلالِ حكومةٍ يتحكمُ بتوازناتها..
بعدَ إجازتهِ في لندن التي تلتْ جهوداً شاقةً واعمالاً قاسيةً في نيويورك، مَنْ عصفٍ ذهنيٍ واشغالٍ يدويةٍ، عادَ "النجيبُ" امسِ الى بيروتَ من دونِ ان يَصدرَ بيانُ تعزيةٍ بابناءِ بلدهِ ومدينتهِ،
وكأنهُ رئيسُ حكومةٍ على كوكبٍ آخرَ...
سيشاركُ اليومَ في جلساتِ مناقشةِ الموازنةِ من دونِ ان يكونَ حتى اطلعَ على تعديلاتٍ جديدةٍ طُلبتْ من حكومتهِ ومن وزيرِ ماليتهِ الذي يبدو بدورهِ انهُ يعيشُ على كوكبٍ آخرَ، والدليلُ ان من اتى به وزيراً للمالِ اسكتهُ عن الكلامِ في مجلسِ النوابِ، ويُقالُ انهُ ينوي التضحيةَ بهِ لمصلحةِ ياسين جابر...
اسبوعٌ مفصليٌّ يبدأُ بعودةِ المصارفِ الى مزاولةِ العملِ ضمنِ آلياتٍ محدَّدةٍ، وعبرَ الصرافَ الآليَّ،
ولا ينتهي بإقرارِ موازنةٍ غيرِ واقعيةٍ، ولا تشكيلِ حكومةٍ لنْ تفعلَ شيئاً سوى تعبئةِ الفراغِ بالفراغِ...!