#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وكأنَ المصارفَ تستعيدُ باعتكافها عن العملِ سيناريو ما بعدَ 17 تشرين، باستثناءِ إن ما هُرِّبَ هُرِّبَ، وما حُوِّلَ حُوِّلَ، ولم يبقَ إلاَّ الفتاتُ... تقفلُ المصارفُ ابوابها بوجهِ الناسِ الذينَ يتلقونَ ضرباتِ مؤامرةِ السلطةِ على اموالهم، كما مؤامرةِ بعضِ المصارفِ.
وإلاَّ ماذا يعني ان يدفعَ المُودعونَ الذينَ ينتظرونَ فُتاتَ التعاميمِ اثمانَ ما قامَ بهِ افرادٌ اساساً هم على حقٍّ؟
وما الذي يمنعُ بعدَ استئنافِ اعمالِ المصارفِ حتى ولو على مواعيدَ،
ان لا يتسللَ مودعٌ اومودعةٌ الى فرعٍ غيرِ محصَّنٍ ولا تطالهُ خطَّةُ وزارةِ الداخليةِ ويقومُ بما سبقَ ان جرى..
بعدَ الخبزِ والبنزينِ والدواءِ ، سينتظرُ الناسُ في الصفوفِ للدخولِ الى المصارفِ لانجازِ معاملاتهمْ.
***
فما هي قدرةُ هذا اللبنانيِّ بعدُ على التحمُّلِ والذلِّ والانكسارِ؟
وهلْ إذا شُكِّلتْ حكومةٌ ستحلُّ ازماتِ الناسِ بسحرِ ساحرٍ وقدرةِ قادرٍ... البلدُ بحاجةٍ الى نفضةٍ كبيرةٍ على كلِّ الاصعدةِ ولنْ تنجحَ محاولاتُ ترقيعٍ من هنا وتعويمٍ من هناك وتعديلٍ من هنالكَ، في إعادةِ الحدِّ الادنى من الكرامةِ للناسِ المصابينَ قبلَ ايِّ شيءٍ آخرَ بكراماتهمْ وبعزَّتهمْ...
يقالُ ان حزبَ اللهِ يريدُ تأمينَ حصانةِ ومناعةِ المرحلةِ المقبلةِ التي لنْ تشهدَ انتخاباتٍ رئاسيةً، وهو لهذهِ المهمَّةِ سهلَ وضغطَ لحسمِ امرينِ اساسيينِ، الاولُ:
الترسيمُ البحريُّ الذي لا شكَ كما صارَ معروفاً ما سيتمُّ انجازهُ قبلَ الاولِ من تشرين الثاني بناءً على توصياتِ كبارِ الضباطِ في اسرائيل، على عكسِ ما يريدهُ المتنافسونَ في الانتخاباتِ الداخليةِ.
اما الامرُ الثاني الذي يريدُ حزبُ اللهِ حسمهُ، فهو تشكيلُ حكومةٍ مهما كلَّفَ الامرُ... ستطيرُ اسماءٌ وتحطُّ اسماءٌ وتُحرقُ اسماءٌ وتُعوَّمُ اسماءٌ، لكنَ القرارَ جاءَ من صاحبِ القرارِ:
المطلوبُ تأمينُ الحصانةِ الداخليةِ ليتمَّ الانتظارُ والتفرُّغُ لما قد يأتي على الصعيدِ الدوليِّ والذي قد يعيدُ تحريكَ الانتخاباتِ الرئاسيةِ...
***
وفي الانتظارِ، الكثيرُ من السُّخطِ المضبوطِ وربما الفوضى المنظمةِ التي تتطلَّبها لعبةُ شدِّ الحبالِ في الداخلِ..
لكن لا شيءَ سوى الترسيمِ والحكومةِ والهبَّاتِ الباردةِ كما الهبَّاتِ الساخنةِ في الدولارِ ...!