#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
طوى العالمُ صفحةً مشرقةً من تاريخهِ مع تشييعِ الملكة اليزابيت الثانية.
وكأنَ شيئاً جميلاً اخيراً ينتهي مع مراسمِ الوداعِ، لتبدأ مرحلةٌ جديدةٌ في بريطانيا، قد تكونُ الاسوأَ على صعيدها اقتصادياً ومالياً وحتى سياسياً .. لا سيما مع حربِ اوكرانيا وازمةِ الطاقةِ والتضخُّمِ وارتفاعِ الاسعارِ، والوقتُ الذي يتطلَّبهُ الملك شارل الثالث وحتى رئيسةُ الوزراءِ لاستيعابِ هذهِ الازماتِ التي تواكبها مصائرُ سياسيةٌ في اسكوتلندا...
في بريطانيا كما في العالمِ ازماتٌ اقتصاديةٌ متلاحقةٌ، هناكَ رجالُ دولةٍ وزعماءٌ وقادةٌ يعملونَ على فكفكتها وحلولها..
وعندنا.. اسوأُ ازماتِ القرنِ كما وصفها البنكُ الدوليُّ،
ولدينا اسوأُ رجالٍ لادارةِ الانهيارِ او فلنقلْ لتركِ الانهيارِ على غاربهِ، ولتركِ الناسِ يموتونَ جوعاً..
عَلامَ استعجلَ رئيسُ حكومةِ التصريفِ للسفرِ الى لندن ونيويورك،
معلِقاً اعمالَ الموازنةَ؟
وهلْ يعقلُ في بلدٍ ينتظرُ الفلسَ ان تُتركَ موازنةٌ صُرِفَ نصفُ اموالها على دولار 1500 الى الربعِ الاخيرِ من العامِ لنقرَّها؟
الناسُ متروكةٌ في لبنانَ لقدرها الحزينِ، ومَنْ يديرونَ امورهمْ.
وهلْ كانَ "النجيبُ" يعتقدُ ان بإمكانهِ تمريرَ موازنةٍ مفخَّخةٍ بالارقامِ الوهميةِ كالتي جاء بها الى المجلسِ النيابيِّ من دونِ نقاشٍ وتصويبٍ؟
لا احدَ يفهمُ على هذا الرجلِ، ولا احدَ يعرفُ ماذا يحضِّرُ، وكيفَ يختبىءُ وراءَ إصبعهِ، واحياناً وراءَ الآخرينَ لتمريرِ صفقاتهِ وحساباتهِ؟
***
اليوم، هلْ فعلاً هو جديٌّ في تشكيلِ حكومةٍ فورَ عودتهِ، وما الذي تغيَّرَ حتى استيقظَ ضميرهُ وقبلَ بتعويمِ الحكومةِ الحاليةِ مع تغييرِ اسمٍ او اسمينِ؟
ومَنْ يُسمي الاسمين؟
ماذا لو رفضَ "النجيبُ" الاسمين،
إذا اصرَّ رئيسُ الجمهوريةِ على تسميتهما؟
وهلْ يتنازلُ في شهرٍ للرئيسِ ميشال عون بعدما رفضَ كلَّ الاشهرِ الماضيةِ، ولماذا يُعطي الرئيس عون وفريقهُ السياسيَّ حكومةً ستديرُ البلادَ مع الشغورِ الرئاسيِّ لاشهرٍ، ويكونُ الرئيسُ عون كمنْ خرجَ من الباب ودخل من الشباكِ؟
لم نعدْ نعرفُ ما هي حساباتُ "الميقاتي"، ولا مَنْ يُديرُ مفاجآتهِ.
ما نعرفهُ أننا ندخلُ هذا الاسبوعَ الى مزيدٍ من الفوضى والتفلُّتِ وهستيريا الدولار، يقابلهُ تراجعٌ في الخدماتِ الاساسيةِ للناسِ ولا من يسألُ...
فهلْ نحنُ امامَ سيناريو غضبِ الشارعِ من جديدٍ، وهذهِ المرَّةُ حارقاً الاخضرَ واليابسَ، والاخطرُ من قد يدخلُ على خطِّه لالفِ حسابٍ وحسابٍ.
خوفنا كبيرٌ...!