#الثائر
على مائدة ضمّت تشكيلة من المأكولات اللبنانيّة، حلّ رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان ضيفاً على أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله . وقبل العشاء المتأخر وبعده كان حديثٌ مطوّل بلغ الساعات السبع زمناً، وشمل المنطقة ولبنان جغرافيةَ، بدءاً من الإقليم المتأرجح بين الحروب والسلام وصولاً الى لبنان الغارق في رمال الأزمات المتحرّكة.
يشير أرسلان، في حديثٍ لموقع mtv، الى أنّ "هدف اللقاء تثبيت التحالف والثوابت التي تجمع الحزبين، وقد تحدّث فيه السيّد مطوّلاً عن الوضع الإقليمي فبدا مرتاحاً لمسار الأمور".
وبشأن ملف الترسيم، نقل أرسلان عن نصرالله قوله إنّ "الكرة ليست في ملعبنا بل في ملعب الإسرائيلي، فإن ارتكب رعونةً سيتحمّل نتائج فعلته. إسرائيل هي التي تحدّد الوجهة، بين التأزّم والتهدئة".
كذلك، شمل اللقاء حديثاً عن الوضع في سوريا، فتوقّف نصرالله عند "التطوّرات المريحة هناك"، مشيراً الى التقارب الواضح أخيراً بين القيادة السوريّة وقيادة حماس.
أمّا في الشأن اللبناني، فكان عرضٌ مسهب من أمين عام حزب الله عن الوضع المتأزّم نتيجة الصراعات الداخليّة وعدم الاتفاق على قواعد جديدة للمقاربات الاقتصاديّة والماليّة. وتحدّث عن تفويت فرصة التوجّه شرقاً "ما كان يمنحنا فرصةً كبيرة، ولكن نتيجة الحسابات الخاصّة عند بعض اللبنانيّين أضعنا هذه الفرصة ما دفع الوضع المعيشي والمالي نحو المزيد من التأزّم".
ورأى نصرالله أنّ "العقد السياسيّة تعيق أيّ تقدّم، خصوصاً في الملف الرئاسي، لذا فإنّ الأولويّة اليوم للملف الحكومي في ظلّ أرجحيّة الفراغ".
لم يسمّ نصرالله مرشّحاً ولن يسمّي. يقول إنّه مع التوافق على رئيس. ولكن، متى يحين أوان التوافق وعلى من؟ الله أعلم...
وفي الملفّ الحكومي، يبدو أرسلان صارماً حازماً في ما يقوله لموقع mtv: "لم نسمّ وزيراً للحكومة التي ستشكّل قريباً، وما يطرح من أسماء غير دقيق، بل نحن نصرّ على بقاء الوزير الحالي عصام شرف الدين، وإن كان الموضوع شخصيّاً مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فيمكن تجاوزه وإيجاد حلٍّ له".
وشدّد أرسلان على أنّ الجلسة مع السيّد نصرالله لم تشهد طرحاً للأسماء، "فنحن لم نسمّ أحداً لا مع السيّد ولا مع غيره".
وعن احتمال أن تأتي التسمية من قبل رئيس الجمهوريّة، قال ارسلان "إنّنا والرئيس في موقفٍ واحد، وهو لن يسمّي أحداً خارج هذا الإطار"، نافياً أن يكون طرح اسم الوزير السابق صالح الغريب، كما أن يكون وُضع "فيتو" عليه من قبل أحد "لأنّ اسمه لم يُطرح أصلاً".
وأضاف: "الأسماء التي تُطرح هي إمّا للحرق أو الإحراج، ولكنّنا لا نُحرَج وحين نسمّي أحداً نفعل ذلك "على رأس السطح"، ولكنّ موقفنا واضح اليوم وهو التمسّك بالوزير شرف الدين".
تبدو الحكومة على مسافةٍ قريبة من الولادة، وستكون الأيّام القليلة التي تتبع عودة رئيس الحكومة المكلّف من نيويورك حاسمة. ومن المؤكّد أنّ اسم الوزير الدرزي هو، حتى الآن، العقدة الأكبر. وفي كلام طلال ارسلان إشارة واضحة: لا بديل عن شرف الدين، وفيه أيضاً نافذة على حلّ مع ميقاتي. فهل تفتح نافذة الحلّ الباب أمام ولادة الحكومة؟
داني حداد - موقع ام تي في