#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الاسبوعُ المقبلُ جلسةٌ عامةٌ مبدئياً لمناقشةِ وإقرارِ موازنةِ 2022.. حتى الساعةَ لم يُعرفْ علامَ سيرسو سعرُ الصرفِ الموحَّدِ، وما إذا كانَ سيتمُّ اعتمادهُ ام سيُتركُ فالتاً في السوقِ،
وحتى الساعةَ لم يُعرفْ ايضاً عَلامَ سيرسو الدولارُ الجمركيُّ حتى يُعرفَ حجمُ الوارداتِ، وما إذا كانتْ الدولةُ ستكونُ قادرةً من خلالِ هذا السعرِ الجديدِ للدولارِ الجمركيِّ على تأمينِ متطلِّباتِ موظفي القطاعِ العامِ الذينَ لا يزالونَ مُضربينَ...
جرى إحتسابُ رقمِ العشرينَ الفاً للدولارِ الجمركيِّ لتأمينِ ما يطالبُ بهِ موظفو القطاعِ العامِ.
وإذا افترضنا ان المجلسَ النيابيَّ ذهبَ الى إحتسابِ الدولارِ على اساسِ 12 الفاً،
فمنْ أينَ نأتي بالاموالِ لندفعَ لموظفي القطاعِ العامِ المضربينَ؟
وماذا عن القضاةِ الذينَ يُطالبونَ بزيادةِ رواتبهمْ 18 مرَّةً،
وماذا عن اساتذةِ التعليمِ الرسميِّ والمتعاقدينَ منهُ الذينَ يُطالبونَ بالمثلِ؟
وهلْ يُعقلُ ان يستمرَّ موظفو اوجيرو باضرابهمْ مُطالبينَ بزياداتٍ بعدما ظهرتْ الزياداتُ الفاحشةُ في شركتي الخليوي؟
ومع استمرارِ الاضرابِ وغيابِ المازوتِ تتراجعُ الخدماتُ الى درجةِ الانهيارِ الكاملِ في الاتصالاتِ..
وإذا ذهبتَ الى الامنِ والعسكرِ والدفاعِ المدنيِّ الممنوعِ من الصراخِ والاضرابِ والقادرِ فقط على الهروبِ مع وقفِ العملِ بالتسريحِ،
فحدِّثْ ولا حرجَ، احوالُ عناصرنا الامنيةِ موجعةٌ ومقلقةٌ والمتقاعدونَ منهمْ يقفونَ مذلولينَ امامَ المستشفياتِ والمراكزِ الصحيةِ العاجزةِ بدورها عن استقبالهمْ، من دونِ تأمينِ الاموالِ على حسابهمْ بالفريش دولار.
منْ أينَ نأتي بالاموالِ لكلِّ هؤلاءِ؟
وهلْ يكفي ان نُطالبَ بمؤتمرِ حوارٍ وطنيٍّ تمهيداَ لنظامٍ سياسيٍّ جديدٍ حتى تتأمنَ لكلِّ هؤلاءِ الناسِ حقوقُهمْ؟
***
ماذا ينفعُ الصراخُ من هذا او ذاكَ حولَ الحقوقِ والمكتسباتِ والتمثيلِ والحكومةِ والمناصبِ والرئاسةِ والصلاحياتِ، إذا كانَ كلُّ واحدٍ من هؤلاءِ ومنَّا جميعاً جائعاً ومقهوراً وعاجزاً عن دفعِ متطلباتِ الحدِّ الادنى من العيشِ، وليسَ الكريمَ طبعاً...
في بلدٍ المواطنُ يؤمِّنُ بنفسهِ ماءهُ وكهرباءهُ ودواءهُ ورغيفهُ... لماذا نريدُ الدولةَ؟
لماذا نريدُ دولةً غيرَ قادرةٍ على منعِ عمليةِ تشليحٍ على اوتوسترادِ مطارها الدوليِّ؟
وغيرَ قادرةٍ على إطفاءِ حريقٍ، وغيرَ قادرةٍ على إطعامِ وتطبيبِ سجينٍ،
وغيرَ قادرةٍ على إعادةِ اموالِ المودعينَ...
قولوا لنا لماذا نريدُ الدولةَ؟
وماذا نريدُ منها، وهي العاجزةُ عن منعِ مدرسةٍ من ان تقبضَ بالفريش دولار من الاهالي، وهي العاجزةُ عن تطبيقِ قرارِ منعِ التسعيرِ بالدولارِ لاصحابِ الموتوراتِ، والعاجزةُ الاسبوعَ المقبلَ،
عن وقفِ العملِ بالتسعيرِ بالدولارِ الفريش على محطاتِ البنزين .
فلتُعلنْ دولةً فاشلةً عملتها الدولارُ الاميركيُّ.
الأنكى ان كلَّ من في هذهِ الدولةِ غرَّدوا دعماً لفرقةِ "مياس" واعتبروهمْ سفراءنا الى العالميةِ،
بينما هم، أي سعادةُ مسؤولينا، سفراؤنا الى جهنمٍ...!