#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تعدَّدتْ "الاجانداتُ" لتطييرِ مشروعِ الكابيتال كونترول في مجلسِ النوابِ، بينَ نوابِ التغييرِ ونوابِ المنظومةِ وحزبِ المصارفِ وحزبِ اليسارِ وحزبِ اليمينِ،
طارَ المشروعُ الاجراميُّ،
بانتظارِ ان تقدِّمَ حكومةُ تصريفِ الاعمالِ مشروعاً متكاملاً لخطَّةِ التعافي...
هكذا بعدَ سنةٍ من الدورانِ على الذاتِ، وبعدَ ثلاثِ سنواتٍ من الكلامِ عن اتفاقٍ مع صندوقِ النقدِ، عادتْ الامورُ مع مجلسِ النوابِ الى نقطةِ الصفرِ...
اساساً أليستْ مهمةُ مجلسِ النوابِ مناقشةُ جدوى الاتفاقِ مع صندوقِ النقدِ في بلدٍ محاصرٍ ومعزولٍ سياسياً ومالياً واقتصادياً؟
هلْ قرأ احدٌ من المسؤولينَ ماذا يتضمنُ التفاهمُ الاوليُّ الموقَّعُ مع صندوقِ النقدِ، وأيةُ إلتزاماتٍ يفرضها على لبنانَ؟
اساساً هلْ سأل احدٌ حتى الساعةَ لماذا توقفَ مشروعُ مدِّ لبنانَ بالغازِ المصريِّ بالتعاونِ مع البنكِ الدوليِّ؟
أليستْ اسبابهُ سياسيةً ولها علاقةٌ بكلِّ إلتزاماتِ بعضٍ من لبنانَ بمشاريعَ اقليميةٍ لا علاقةَ للدولةِ اللبنانيةِ بها...
لماذا الاتفاقُ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ طالما انهُ لنْ يكونَ مفتاحاً لأيِّ قرضٍ او هبةٍ في غيابِ القرارِ السياسيِّ...؟
واستطراداً يجبُ الشروعُ فوراً كمجلسٍ نيابيٍّ بسلَّةِ مشاريعَ قوانينٍ في الداخلِ لتحفيزِ الانتاجِ ولتحريكِ الاقتصادِ.
اولها قانونُ استقلاليةِ القضاءِ الذي يحمي ايَّ مواطنٍ وايَّةَ مؤسسةٍ وايَّ استثمارٍ..
***
كانَ يمكنُ ان لا يكونَ الوضعُ بهذا السوءِ لو لمْ تقمْ حكومةُ الاكاديمي حسان دياب،
السيئةُ الذكرِ بالتوقُّفِ عن دفعِ سنداتِ اليوروبوندز وتعريضِ سمعةِ لبنانَ ومكانتهِ الماليةِ للخطرِ...
وكانَ بالامكانِ تلافي القعرِ الذي تحدثتْ عنهُ وكالة فيتش حيثُ قالت ان التصنيفَ الائتمانيَّ للبنانَ في القعرِ، وحديثها عن ان موعدَ البدءِ بتنفيذِ برنامجِ الانقاذِ غيرُ اكيدٍ بسببِ المشهدِ السياسيِّ في لبنانَ...
عملياً... نحنُ ذاهبونَ اقلَّهُ الى سنةٍ لا فلسَ فيها قادماً من الخارجِ، ولا مساعداتٍ ولا هباتٍ ولا قروضاً..
ويزيدُ في الطينِ بلَّةً فراغٌ رئاسيٌّ قد تملأهُ حكومةٌ برئاسةِ النجيبِ تتابعُ مسيرةَ ترقيعِ الامورِ وتدويرِ الزوايا والالتفافِ على الحقائقِ.
ولعلَّ الاسوأَ ما قالهُ السفيرُ السعوديُّ في بيروت وليد البخاري،
الذي وليسَ من بابِ الصدفةِ، يُكثرُ من زيارةِ وزيرِ الداخليةِ ولا يقابلُ رئيسَ الحكومةِ،
الذي مللنا وكللنا وزهقنا حتى من ذكرِ اسمهِ "على الفاضي"، ما قالهُ يُنذرُ بالاسوأِ:
"تحدَّثَ عن استهدافٍ لبنانيٍّ للامنِ القوميِّ العربيِّ.."
***
هذا اكبرُ جرسِ انذارٍ لما قد يكونُ آتياً علينا..
فماذا ينتظرنا بعدُ من حرائقَ في الجحيمِ؟
أليسَ مضحكاً ومسلِّياً في وسطِ الجحيمِ مشهدُ وزيرينِ في الحكومةِ يتنافسانِ على رمي الحجارةِ على العدو الاسرائيلي،
وهما عاجزانِ عن تأمينِ الكهرباءِ ساعةً واحدةً للبنانيين؟