#الثائر
دخــــل لبنـان مـدار الانتخابات الرئاسية، فدخل معه الفرقاء السياسيون حلبة الصراع حول الهوية السياسية للرئيس العتيد، إلا أن ما هو ثابت وأكيد، غياب اللاعب السني «الزعيم» عن تلك الحلبة، باستثناء بعض الفعاليات السنية غير الممسكة بسلطة القرار على المستوى الوطني العام، وبالتالي انحسار الصراع مبدئيا بين جهتين شبه متساويتين في المعادلة النيابية، إضافة الى لاعب ثالث رافع شعار الثورة والتغيير.
وعليه، رد النائب السابق مصطفى علوش، غياب الطائفة السنية كركن أساسي في المعادلة السياسية، عن معركة الاستحقاق الرئاسي، إلى عدد من الأسباب القاهرة، بدأت باغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005، ولم تنته بتعليق نجله الرئيس سعد الحريري لنشاطه السياسي والانتخابي في بداية العام 2022، معتبرا بمعنى آخر ان التحالف «الشيعي – المسيحي» خاض على مدى 17 عاما، حرب إلغاء حقيقية ضد الطائفة السنية وتحديدا ضد الحريرية السياسية، أدت إلى اغتيال الدور السني جسديا ومعنويا وسياسيا على المستوى القيادي، واختزاله بالتالي بحيثيات رسمية غير فاعلة.
ولفت علوش في تصريح لـ «الأنباء» الكويتية، إلى ان انسحاب الرئيس سعد الحريري من الحياة السياسية، ساهم إلى حد بعيد في تحقيق ما صبا إليه الثنائي حزب الله – جبران باسيل، علما ان جزءا من «المقاومة السياسية السنية» ممثلا بالرئيس نجيب ميقاتي، مستمر في مواجهة الانقلاب على الدور السني عبر كبح جموح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ومن خلفه حزب الله، إلا ان مشكلته الأكبر تكمن بعدم وجود التفاف شعبي سني حوله، الأمر الذي يحول دون قدرته على إعادة الطائفة الى موقع القرار الحاسم والناهي، لاسيما في موضوع الاستحقاق الرئاسي، انطلاقا من كون الطائفة السنية شريكة أساسية في مجلس النواب الذي ينتخب رئيس الجمهورية.
وردا على سؤال، أكد علوش ان مساهمة الرئيس الحريري في إقصاء الطائفة السنية عن سدة القرار، بدأت بعودته عن الاستقالة التي ارغم عليها في العام 2017، ثم بعدم قدرته، بالرغم من استعانته بحلفائه الأوروبيين، على إعادة تصويب العجلة السنية، التي سلم كامل قرارها السياسي للرئيس ميشال عون وحليفه حزب الله، ومن ثم بقراره القاتل المتمثل بتعليق نشاطه السياسي في العام 2022، معتبرا بالتالي ان من قضى على مدرسة الاعتدال السني التي رفع فيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري راية العيش المشترك، هم عن قصد او غير قصد ورثة الحريرية السياسية، إضافة الى حرب الثنائي عون حزب الله ضد الطائفة السنية.
ولفت استدراكا الى أن الغائب الأكبر اليوم عن الاستحقاق الرئاسي، ليس الطائفة السنية بقدر ما هي الخيارات الوطنية الصحيحة، وذلك انطلاقا من قناعته بأن الاحتلال الإيراني للبنان بالوكالة، يقرر عن اللبنانيين تارة بقوة السلاح، وطورا بالتعطيل، ليس فقط هوية الرئيس، إنما أيضا أجندته على المستويين الداخلي والخارجي، مشيرا بمعنى آخر إلى أن غياب الدور السني الفاعل عن القرار السياسي والاستحقاق الرئاسي، هو مؤشر لغياب الدور المسيحي، وحتى للدور الشيعي المستقل عن حزب الله، الجناح الإيراني المسلح في لبنان.
وبناء على ما تقدم، ختم علوش مؤكدا انه وبغض النظر عن التسويات التي قد يطرحها حزب الله تحت الطاولة وفوقها في الموضوع الرئاسي، فإن حليفه جبران باسيل سيحاول بكل ما أوتي من وسائل وأساليب، تعطيل جلسات انتخاب الرئيس ما لم يكن هو الرئيس المضمون انتخابه، من هنا التأكيد ان إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية شبه مستحيلة، إلا إذا.