#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كلَّما سقطتْ صومعةٌ من صوامعِ الاهراءاتِ...
تَهتزُّ مشاعرنا من جديدٍ، ويأخذنا التاريخُ والذكرياتُ المؤلمةُ والدموعُ الى ذاكَ النهارِ... الى 4 آب...
تَسقطُ الصوامعُ... ولا تسقطُ الذكرى ولا يتوقفُ الألمُ، لكنَّ الحقيقةَ المجبولةَ بين الاهمالِ والتقصيرِ وصولاً الى حدِّ المؤامرةِ،
متى تُعلنُ وكيفَ تُعلنُ،وهلْ تعلنُ كاملةً؟
بالامسِ حلَّتْ ذكرى انتخابِ بشير الجميل رئيساً قبلَ اربعينَ عاماً.. اغتيلَ بشير... وحتى الساعةِ... لم تنجلِ الحقائقُ والقاتلُ او القتلةُ احرارٌ من دونِ حسابٍ...
كم هو عددُ الجرائمِ التي حصلتْ في لبنانَ.. هلْ حُوسبَ احدٌ؟
هلْ تمَّ توقيفُ احدٍ؟. هلْ اعدمَ احدٌ؟
حتى إذا قامَ القضاءُ بواجبهِ، أينَ الملاحقةُ والتوقيفُ؟
اليومَ تزدادُ الامورُ تعاسةً...
قضاءٌ معطَّلٌ، اجهزةٌ امنيةٌ متعثِّرةٌ ومفلسةٌ وعاجزةٌ عن العملِ، سجونٌ مكتظةٌ، وكلُّ اسبوعٍ يموتُ سجينٌ في سجنِ روميه ولا يعلنُ عن الاسبابِ...
امس التقى القضاةُ في جمعيةٍ عموميةٍ استثنائيةٍ، حوالى 382 قاضٍ معتكفونَ واجتمعوا لمناقشةِ اوضاعهمْ واضرابهمْ..
حتى ولو تمتْ تلبيةُ مطالبِ القضاةِ، فماذا ستحقِّقُ،
وهلْ يمكنُ مثلاً إذا تمَّ تصحيحُ الاجورٍ، تزويدُ قصورِ العدلِ بالمازوتِ والمكيِّفاتِ والكهرباءِ والنظافةِ؟
***
مجلسٌ نيابيٌّ عاطلٌ عن العملِ والتشريعِ بسببِ غيابِ المازوتِ والكهرباءِ والتكييفِ، فلماذا انتخابُ نوابٍ،
ولماذا دفعُ رواتبَ لهم، ولماذا تحصينهمْ بمواكباتٍ امنيةٍ،
يدفعها لهمْ المواطنُ من جيبهِ (على الهامشِ في جنازةِ فريد مكاري شوهدَ احدُ النوابِ الجدُدِ التغيريينَ يدخلُ الى الكنيسةِ ويرافقهُ عنصرانِ مسلحانِ من امنِ الدولةِ،وكأنَ الحاضرينَ يريدونَ اغتيالَ النائبِ)..
لماذا ندفعُ لهؤلاءِ؟ ألا يتحمَّلونَ الحرَّ ولو لساعاتٍ ليقوموا باعمالهم، وهمْ بالامسِ كانوا على الطرقاتِ ثواراً في الحرِّ وفي الثلجِ؟
تتراكمُ الملفَّاتُ ولا احدَ يعرفُ الى أينَ تأخذنا حشودٌ اسرائيليةٌ على الحدودِ في الجنوبِ خشيَةَ عملٍ عسكريٍّ من حزبِ الله..
اتصالٌ مطوَّلٌ بينَ الموفدِ الاميركيِّ آموس والوسيطِ اللبنانيِّ ولا احدَ يعرفُ الى أينَ سيذهبُ ملفُ الترسيمِ البحريِّ..
***
الحكومةُ معلَّقةٌ على اجتماعٍ جديدٍ، وقد يكونُ الاخيرَ بين الرئيسِ ميشال عون و"النجيبِ العجيبِ"، مع معرفةٍ مسبقةٍ ان "العجيبَ"،
لا يريدُ حكومةً وهو يتابعُ نهجَ " اللوطعة" على طريقتهِ...
الايامُ تتسارعُ والمواطنُ لا يلمسُ شيئاً حسِّياً.. لا اموالَ من صندوقِ النقدِ الدوليِّ، والمشاريعُ الاصلاحيةُ نائمةٌ،
او معلَّقةٌ او لم يأتِ وقتها، وحتى الموازنةُ معلَّقةٌ على حسمِ الدولارِ الجمركيِّ وتوحيدِ سعرِ الصرفِ،
فكيفَ يمكنُ التكهُّنُ بالوارداتِ إذا لم تتمَّ معرفةُ حجمِ الوارداتِ ومصدرها.
وطنٌ يسقطُ امامَ اعيننا... ودولارٌ يحلِّقُ في الاعالي،
هلْ صارَ مصيرنا كلنا كمصيرِ من ذهبوا غرقاً في عرضِ البحرِ على متنِ زورقِ الموتِ؟