#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
على عكسِ ما نقفزُ اكثرَ فاكثرَ في القعرِ نحوَ الهاويةِ، فأنَ الدولارَ الاميركيَّ يقفزُ يوماً بعدَ يومٍ الى الاعلى في السوقِ السوداءِ، من دونِ ايِّ ضوابطَ او روادعَ.
هذا ما حذَّرنا منهُ منذُ اشهرٍ وكتبنا عنهُ بالامسِ، فأذا بنا نقعُ في المحظورِ ليبدأ باكراً شهرُ الدموعِ والاوجاعِ وصرخاتِ الاستغاثةِ..
الى منْ يلجأُ الناسُ ليشكوا همومهمْ... أُقفلتْ الساحاتُ، ومنْ وصلوا الى الندوةِ النيابيةِ تركوا صرخاتِ الغضبِ وراءهمْ، وذهبوا ليدبِّروا امورهمْ، وها همْ اجتماعاً بعدَ اجتماعٍ يلتحقُ واحدٌ ليغيبَ آخر، وكأنَ هناكَ ارادةً خفيَّةً لعدمِ الاجتماعِ.
لِمنْ يشكو الناسُ أمرهمْ؟
رئيسُ حكومةِ تصريفِ اعمالهمْ ضائعٌ بينَ الشرقِ والغربِ، وبينَ ان يتوجَّهَ شرقاً او ان يتوجَّهَ غرباً.
وليسَ معروفاً مَنْ يديرُ حكومةَ تصريفِ اعمالهِ.
وآخرُ الغيثِ زيارةُ وزيرِ المهجرينَ عصام شرف الدين الى سوريا للتباحثِ في ازمةِ النازحينَ من دونِ ان يُعرفَ إذا كانَ "النجيبُ" يعلمُ او لا يعلمُ..
وهلْ استعيدتْ العلاقاتُ مع سوريا؟
ولماذا اعلنتْ سوريا استعدادها لاستعادةِ النازحينَ، وما الذي يمنعُ عودتهمْ اليوم..؟
ولماذا انتظرنا سنواتٍ حتى نتباحثَ في الامرِ لينتهيَ بنا المطافُ في آخرِ ايامِ العهدِ، ومع حكومةِ تصريفِ اعمالٍ؟
***
• لِمنْ يشكو الناسُ امرهمْ،
والقضاءُ بينَ السياسةِ والغيبوبةِ، واجهزةُ المساءلةِ والمحاسبةِ والمراقبةِ معطلةٌ بقراراتِ السياسةِ وبعضِ الاجهزةِ الامنيةِ تابعٌ ومطيَّفٌ وممذهبٌ وغارقٌ في وحولِ السياسةِ والمحسوبياتِ؟
• لِمنْ يشكو الناسُ امرهمْ،
وهمْ إذا تعرَّضوا للسرقةِ واتصلوا بمخفرِ دركٍ، يأتيهمْ الجوابُ:
لا بنزينَ لدينا ولا قطعَ غيارٍ! وهذهِ حالُ الدفاعِ المدنيِّ وسياراتِ الاطفاءِ التي لا تتحرَّكُ عندَ ايِّ نداءٍ إلاَّ إذا تمَّ تأمينُ المازوتِ او البنزين لأيِّ آليةٍ...
• لِمنْ يشكو الناسُ متى ذهبوا في رحلةِ سندبادٍ او "سفر برلك" للبحثِ عن علبةِ دواءٍ لمريضٍ،
هي رحلةُ عذابٍ وإذلالٍ وانتظارٍ بالطوابيرِ ولا دواء، الى منْ يذهبونَ؟
وكيفَ يذهبونَ وهلْ سيصلونَ الى نتيجةٍ إذا اعتصموا امامَ وزارةٍ او مديريةٍ عامةٍ او مرفقٍ عامٍ؟
لا احدَ مهتماً ويبدو المسؤولونَ أنفسهمْ في حفلةِ نزاعٍ اخيرةٍ يلفظونَ انفاسهمْ وهمْ يغادرونَ نعيمَ السلطةِ وينتقمونَ من شعبهمْ على طريقةِ "عليَّ وعلى اعدائي يا ربُّ".
الفرقُ انهمْ يذهبونَ مدجَّجينَ بالاموالِ والصفقاتِ امامَ شعبهمْ الغارقِ في الجوعِ والذلِّ...
يدعو سمير جعجع قوى المعارضةِ لأن تجتمعَ وتتوحَّدَ للمجيءِ برئيسٍ "رجَّال"، ويستحقهُ اللبنانيونَ، وإلاَّ فمنْ لا يلتحقُ هو خائنٌ.. يبدو ان "الحكيم" نسيَ ان قوى المعارضةِ لو اجتمعتْ على برنامجٍ واحدٍ قبلَ الانتخاباتِ لكانتْ اجتاحتْ المجلسَ النيابيَّ،
فكيفَ ستتوحَّدُ بعدَ الوصولِ، ونحنُ نعرفُ كيفَ ان الذينَ يَصلِونَ ... ينسونَ من اوصلهمْ..
هؤلاءِ ايضاً لِمنْ نشكوهمْ؟