#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هي الذكرى الثانيةُ تحلُّ... هي الذكرى الثانيةُ على دموعنا التي لم تتوقفْ، وعلى احزاننا المستمرَّةِ، وعلى جروحنا التي لنْ تندملْ، وعلى صرخاتِ الغضبِ التي لنْ تسكتَ...
سنتانِ على مدينةٍ نُكبتْ بأحلى وأجملِ ما عندها. مرفأٌ وناسٌ وبناياتٌ وشوارعُ وتاريخٌ...
كلها انهارتْ في لحظةٍ، وحتى الساعةَ لم تعدْ الحياةُ كما كانتْ ولنْ تعودَ...
لأنَ روحاً لمدينةٍ ماتتْ في السادسةِ وسبعِ دقائقَ من مساءِ 4 آب، ولأنَ مجموعةَ مجرمينَ ارادتْ لعروسِ الشرقِ ان تُنحرَّ عن سابقِ تصوُّرٍ وتصميمٍ..
لنْ يتبدَّلَ شيءٌ هذا العامَ، سيأتي اهلُ الضحايا ليصرخوا في وجهِ مجرمينَ لنْ يسمعوا ولن يهتموا.. وسيثرثرُ السياسيونَ واصحابُ الكلماتِ الممجوجةِ بخطاباتٍ رنَّانةٍ وطنَّانةٍ مناديةً بالحقيقةِ وبالعدالةِ، فيما همْ منْ يدفنونها ويطمسونَ معالمها مع صباحِ كلِّ يومٍ...
***
سنتانِ والحقيقةُ لم تظهرْ وسطَ الخزعبلاتِ القانونيةِ والقضائيةِ، والسعيِ المتمادي لطمسِ معالمِ المسؤولياتِ بين قاضٍ وقاضٍ ومحكمةٍ ومحكمةٍ...
الحيتانُ الكبيرةُ او التماسيحُ الكبيرةُ، تسرحُ وتمرحُ فيما دفعَ الموظفونَ الصغارُ الاثمانَ عن الحيتانِ الكبيرةِ.. ثمَّةَ موقوفونَ ابرياءُ ربما، ولكنَ الاكيدَ ان هناكَ من اغفلَ او تآمرَ او دبَّرَ او اهملَ او ارتكبَ عن عمدٍ وقصدٍ كبيرينِ دخولَ السفينةِ وافراغها وتشتيتَ الانظارِ عنها .
الاسوأُ ان قاضياً تنحَّى،وقاضياً آخرَ موقوفاً عن العملِ، والايامُ تدورُ والحقيقةُ تختفي شيئاً فشيئاً. هلْ سيعرفُ الناسُ منْ ادخلَ السفينةَ، ولمنْ كانتْ ذاهبةً، ولمصلحةِ منْ النيتراتُ؟ ومنْ اهملَ؟
ومنْ فجَّرَ؟ وكيفَ جرى التفجيرُ؟ وهلْ تمَ تهريبُ جزءٍ من النيتراتِ، وما هي مسؤولياتُ الامنِ والقضاءِ والادارةِ في ما جرى...
***
تبدو الحقيقةُ في مهبِّ الريحِ، تماماً كمصيرِ وطنٍ في مهبِّ الريحِ، ومعلَّقٍ على حبالِ التسوياتِ..
من الانَ وحتى وقتٍ طويلٍ ستسقطُ صومعةٌ وراءَ صومعةٍ من الاهراءاتِ، لتندثرَ معها آخرُ معالمِ مسرحِ الجريمةِ..
ولنْ يبقى مكانٌ يحجُ اليهِ اهلُ الضحايا ليبكوا او يُصلوا.. الاسوأُ ان بلداً بكاملهِ صارَ مسرحاً للجرائمِ وللبكاءِ..
ولم يعدْ لنا غيرُ الصلاةِ...!