#الثائر
أعلن النائب نعمة افرام أن "الأولويّة هي للحماية الاجتماعيّة الفوريّة، وعلينا استثمار الأزمة لتحسين وتطوير النظام اللبناني، بدءاً من المشكلات الاقتصاديّة، مروراً بالإدارة اللبنانيّة وإعادة هيكلتها، وصولاً إلى إصلاح النظام السياسي".
إضاف:" هناك وقائع في النسيج الوطني لا يمكن تغييرها، وفي "مشروع وطن الانسان" الذي أحمله نطرح إجابات واضحة حول كيفيّة إقامة نظام ديمقراطي حديث مع حوكمة عمليّة للنسيج اللبناني المتنوّع ".
واعتبر أنّ "تحديد النجاح في المشروع الرئاسي قائم على القدرة على إقامة حوار شامل لجميع المكوّنات اللبنانيّة من أجل لبنان أكثر فاعليّة واستقراراً وقوّة، لبنان يسير مجّدداً على طريق التطوّر والنموّ، حيث يشكّل الازدهار هدفًا أساسيّاً مع قاسم مشترك لكلّ اللبنانيين وهو السعادة".
كلام افرام تضمّنه حديث مطوّل أجرته معه صحيفة "لوبينيون" L'opinion الفرنسيّة الدوليّة الواسعة الانتشار، نشر كمقابلة مطبوعة وأخرى متلفزة أشار خلاله أنّه "إن تمكنّا في أي وقت من تشكيل الحكومة المرجوّة، آمل أن يشكّل ترشيد الانفاق أولويّتها المطلقة بسبب القلّة الكبيرة في الإمكانات والموارد الماليّة، وفي ظلّ التضخّم الشديد وذوبان الحماية الاجتماعيّة في لبنان وارتفاع الدين العام الذي هو في أساس كلّ هذه المشاكل...أكرّر الأولويّة للحماية الاجتماعيّة الفوريّة، ثمّ لكيفيّة العمل مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي من أجل وضع خطّة تعافي للاقتصاد اللبناني ورسم استراتيجية للنموّ الاقتصادي، بالإضافة إلى الإصلاحات اللازمة للإدارة اللبنانيّة".
وأردف:" نحن بحاجة كذلك إلى سنّ 3 أو 4 قوانين أساسيّة: الطاقة أوّلاً وآخراً، والتحكّم في رأس المال أو الكابيتال كونترول، وتطوير مفهوم ما يسمّى بالسرّية المصرفية ليتلاءم مع القرن الحادي والعشرين، وذلك دون تحطيم ما كان موجوداً من قبل. هذا الأمر لن يكون سهلاً على الاطلاق".
افرام شرح ما يعرقل تشكيل الحكومة قائلاً: " إنّه النظام القديم والمهترئ الذي بلغ نهاية عمره. فعند نهاية الحرب الأهليّة، أعاد النظام السياسي اللبناني تشكيل نفسه في الدولة اللبنانيّة، فقوّض المؤسّسات من الداخل فأصبحت إنتاجيّتها شبه معدومة... ولهذا يتعيّن علينا الخروج من هذه الدوّامة بطريقة إبداعية". واعتبر أنّه "عندما تتدهور الظروف المعيشيّة لتبلغ هذا المستوى المتدنّي، لا يعود علينا إلاّ أن نعمل مع مؤسّسات مثل بريتون وودز Bretton Woods ومع المجتمع الدولي بأسره كي لا تصبح دولة لبنان منبوذة في وجه النظام الاقتصادي والسياسي العالمي. لذلك يتوجّب علينا ايجاد أفضل سبل للعمل معاً، بالإضافة إلى استخلاص العبر من اليونان وكيفيّة خروجها من الأزمة، فنحن لا نريد حلاًّ على الطريقة الفنزويليّة... وأضيف أنّه علينا استثمارهذه الأزمة لتحسين وتطوير النظام اللبناني، بدءاً من المشكلات الاقتصاديّة، مروراً بالإدارة اللبنانيّة وإعادة هيكلتها، وصولاً إلى إصلاح النظام السياسي".
عن النظام القائم شرح افرام "ضرورة العمل عليه بطريقة توافقيّة لتطويره لا إلغائه، فهناك وقائع في النسيج الوطني لا يمكن تغييرها، وفي "مشروع وطن الانسان" الذي أحمله مع حفنة من الباحثين والمفكّرين وقادة الرأي نطرح إجابات واضحة حول كيفيّة إقامة نظام ديمقراطي حديث مع حوكمة عمليّة للنسيج اللبناني المتنوّع، في ظلّ يقين الجماعات اللبنانيّة في لاوعيها الجماعي أنّ العيش معاً أفضل، وهذا ما يجب التأكدّ منه".
وحول سؤال إذا كان يهمّه أن يصبح رئيساً أجاب: "إذا تطلّب الأمر أن أكون رئيساً لتحقيق أهداف "مشروع وطن الانسان"، فأنا مستعد، وإلا فسنقوم بتحقيقها من الخارج. بالمقابل، إذا شعرت أن ّمنصب الرئاسة لن يمكّنني من إحداث فرق فلن أكون مهتماً له، ولهذا السبب يجب أن أتأكدّ أوّلاً أنّ شروط النجاح موجودة وأن أعمل على تحسينها. وتحديد النجاح قائم على القدرة على إقامة حوار شامل لجميع المكوّنات اللبنانيّة من أجل لبنان أكثر فاعليّة واستقراراً وقوّة، لبنان يسير مجّدداً على طريق التطوّر والنموّ، حيث يشكّل الازدهار هدفاً أساسيّاً، مع قاسم مشترك لكلّ اللبنانيين وهو السعادة. نحن ننسى دوماً أنّ السعي وراء السعادة هدف جدير بالثناء، فهو مفهوم عميق بعيد عن المادة. السعادة عنصر تلاقي بين كلّ البشر من كل الطوائف والأعراق، وأعتقد أن لبنان القرن الحادي والعشرين يجب أن يكون بلد السعادة. لا نريد أن نكون بعد اليوم وكلاء لتأمين سعادة بلدان وشعوب أخرى"!