#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ومَنْ قالَ إن الحربَ قذائفُ وصواريخُ فقط؟
أليسَ إنقطاعُ الأدويةِ والمستلزماتِ الطبيةِ والخبزِ والمحروقاتِ ،هي الحربُ بعينها؟
أليسَ إضرابُ موظفي الادارةِ العامةِ، اي موظفي الوزاراتِ والاداراتِ والمرافقِ، وما يسبِّبهُ من شللٍ على مستوى البلدِ كلهِ ، هي الحربُ بعينها؟
أليستْ هجرةُ اكثرِ من ٣٥٠٠ طبيبٍ من خيرةِ اطبائنا، هي الحربُ بعينها؟
أليسَ احتجازُ ودائعِ اللبنانيينَ، مقيمينَ ومغتربينَ، هي الحربُ بعينها؟
أليسَ حرمانُ الشبابِ اللبنانيِّ من فرصِ العملِ، ومنعهمْ من تأسيسِ عائلةٍ، بسببِ إستحالةِ شراءِ منزلٍ او حتى استئجارِ منزلٍ، هي الحربُ بعينها؟
أليستْ إستحالةُ شراءِ سيارةٍ او حتى شراءِ دراجةٍ ناريةٍ، بسببِ
إستحالةِ تسجيلها في "النافعة"، هي الحربُ بعينها؟
أليسَ حرمانُ اللبنانيِّ من دخولِ المدرسةِ الخاصةِ او الجامعةِ الخاصةِ، بسببِ عدمِ القدرةِ على دفعِ الأقساطِ بالفريش دولار، هي الحربُ بعينها؟
***
عن أيِّ حربٍ تتحدَّثونَ؟
يكفينا حربُ الدولةِ على شعبها،
والسلطةُ في حالِ إنفصامٍ عن اوجاعِ شعبها:
الشعبُ تحتَ الحصارِ لأن لا قدرةَ لهُ على السفرِ ولو في عطلةٍ ليومينِ،
فيما الزعماءُ والسياسيونَ يسوحونَ في دولِ حوضِ البحرِ الابيضِ المتوسطِ، من اليونان وتركيا وايطاليا، وصولاً الى اسبانيا، مروراً بفرنسا وبريطانيا .
***
عنْ ايِّ حربٍ تتحدَّثونَ؟
هلْ تفرَّجتمْ على صورِ رؤساءٍ سابقينَ "يتشمسونَ" في موناكو فيما يُرسلونَ بياناتٍ عنتريةً إلى وسائلِ الإعلامِ اللبنانيةِ؟
عنْ ايِّ حربٍ تتحدَّثونَ؟
عن عبءِ أكثرِ من مليونٍ ونصفِ مليونِ نازحٍ سوريٍّ يستفيدونَ من كلِّ الدعمِ ويتقاضونَ رواتبَ بالفريش دولار من منظماتٍ دوليةٍ،
وفي العطلاتِ يذهبونَ إلى بلدهمْ سوريا، وبعدَ العطلةِ يعودونَ إلى لبنان؟
كيفَ تنطبقُ عليهمْ تسميتهمْ نازحينَ؟ مَنْ يعالجُ هذهِ المعضلةَ قبلَ إندلاعِ الحربِ؟
***
نحنُ في قلبِ الحربِ، في خِضَمِّ الحربِ،
تُريدونَ اقصى درجاتِ الصراحةِ؟
دولةٌ أو سلطةٌ او إدارةٌ ، لا تقوى على طمرِ حفرةٍ في الطريقِ،
كيفَ لها ان تَتحمَّلَ حرباً؟