#الثائر
الشاعرة رين سمير علامة
عُد بي صغيراً يا زماني رُدني
ولداً تُلامسُ كفّهُ وجهَ القمرْ
عُدْ بي نقيّاً كالنسائمِ في المدى
حُرّاً كطيرٍ يزدري دُنيا البشرْ
تُلقي السنينُ رمَادَها بقلوبِنا
وتُحيلُ ماءَ العينِ مرآةَ الضجرْ
وتزفّنا للغيبِ نرتقبُ الأسى
نُتفاً نُحاربُ بالمُنى نابَ القدرْ
بدّل مسارَكَ يا زمانُ ورُدّني
طفلاً يخالُ الكونَ عذباً كالمطرْ
إنّي سئمتُ المكرَ في طبعِ الورى
وسئمتُ أكشفُ في المكامِنِ ما استترْ
والوقتُ يذري في الشدائدِ ثلّتي
ورقاً يشرّده الخريفُ عن الشجرْ
ضيّق رؤاي لكي أبدّدَ وحدتي
وأُعيدُ صُبحيَ ناسياً سوءَ الأثرْ
إنّي أخافُ الغوصَ في كُنهِ الأنا
أخشى التغرُّبَ دون زادٍ للسفرْ
ما زالَ فكري في المعارفِ قاصِراً
والنفسُ تهفو بين شكٍّ أو حذرْ
أبطئ مضِيّكَ يا زمانُ برحلتي
لأصيرَ ومضاً خطَّ سطراً واندثرْ