#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يبدو ان الثورةَ في لبنانَ لم تنطفئ أبداً، وفي كلِّ مرَّةٍ يشعرُ المراقبونَ أنها تراجعتْ، تأتي تطوراتٌ لتثبتَ أنها ما زالتْ بألفِ خيرٍ، وإن اتخذتْ اشكالاً مختلفةً .
لماذا؟ لأنَ في لبنانَ سياسيينَ وليستْ هناكَ حياةٌ سياسيةٌ.
لماذا هناكَ كثرةُ سياسيينَ وقلَّةُ سياسةٍ؟
بكلِّ بساطةٍ لأنَ السياسيينَ لم يبلغوا كي لا نقولَ "سنَّ النضجِ"، بل بعدُ الرؤيةِ اولاً الاداريةِ المستقبليةِ،ويتعاطونَ مع كلِّ الملفاتِ دونِ علمٍ او درايةٍ.
حتى لو كانَ البلدُ على شفيرِ الأنهيارِ، او فلنقلْ انهُ اصبحَ في قلبِ الانهيارِ .
***
نأخذُ محاولةَ تشكيلِ الحكومةِ مِثالاً:
اجتماعانِ لا أكثرَ بينَ رئيسِ الجمهوريةِ ورئيسِ الحكومةِ المكلَّفِ،لم يوصِلا إلى أيِّ نتيجةٍ أيجابيةٍ!
ما المخرجُ في هذهِ الحالِ؟
لا أحدَ يملكُ مخرجاً:
رئيسُ الجمهوريةِ مصرٌّ على شروطه في مقابلِ تمسُّكِ الرئيسِ المكلَّف باللائحةِ التي حملها معهُ إلى قصرِ بعبدا في اللقاءِ الاولِ، وبينَ شروطِ رئيسِ الجمهوريةِ وتمسُّكِ الرئيسِ المكلَّفِ بتشكيلتهِ،
خلاصةٌ:
لا حكومةَ في المدى المنظورِ .
أصلاً، لماذا المطلوبُ تشكيلُ حكومةٍ جديدةٍ؟
بماذا ستتميزُ عن الحكومةِ القائمةِ؟
عملياً لا شيءَ.
في هذهِ الحالِ، لماذا لا يبقى القديمُ على قِدَمهِ؟ فهلْ الحكومةُ الجديدةُ يمكنُ أن "تشيل الزير من البير"؟
ان أيَّاً من الملفاتِ المتراكمةِ منذُ سنواتٍ تُطرحُ للمعالجةِ،
نتأكدُ ان تلكَ السلطةَ المتسلِّطةَ إياها عاجزةٌ، فاشلةٌ بالمبدأِ.
اولاً بسببِ قصورٍ في المعرفةِ، وبسببِ غيابِ القرارِ المشتَّتِ بينَ اكثرِ من مقرٍّ وموقعٍ وجهاتٍ متناحرةٍ.
***
ما يجري على صعيدِ تشكيلِ الحكومةِ لا يعدو كونهُ عمليةَ إلهاءٍ للناسِ لتمريرِ ما يريدونَ تمريرهُ:
مرَّروا الارتفاعَ الهائلَ في كلفةِ الخليويِّ،وقريباً جداً سيمرِّرونَ "الزيادات الرشاوى" لموظفي القطاعِ العامِ،
ليعودوا عن إضرابهمْ الذي بلغَ أسبوعهُ الرابعَ .
لكنَ السلطةَ المتسلِّطةَ إياها "الفارغةَ من أيِّ مضمونٍ"، تدورُ حولَ نفسها متخبِّطةً،
فعلى سبيلِ المثالِ، فالوعودُ التي اعطتها للقطاعِ العامِ،
منْ أينَ ستوفَّر لها الاموالُ؟
هلْ بمزيدٍ من طبعِ العملةِ؟
وفي حالِ حصلَ ذلكَ، أينَ ستصبحُ قيمةُ العملةِ اللبنانيةِ؟
أعطيتْ رواتبُ القضاةِ على دولار ٨٠٠٠، هذا حقهمْ، ولكنْ ماذا عن سائرِ القطاعاتِ؟
***
في موازاةِ الإلهاءِ، هناكَ عمليةُ إطلاقِ وعودٍ اخرى على الكمون،
من دونِ رصيدٍ ومن دونِ مردودٍ،
فإلى متى ستبقى هذهِ السلطةُ التنفيذيةُ إياها تحتَ رعايةِ "الملك نجيب IV " في هذهِ الدُّويخةِ وفي هذهِ الحلقةِ المفرغةِ؟
***
أعانَ اللهُ شعبنا الطيِّبَ الاصيلَ المتعبَ،على سلطةٍ متخصِّصةٍ برئيسِ حكومتها شغفاً بالكرسي،
وآخرُ بِدَعِ وهرطقاتِ حكومةِ التصريفِ قطعُ الكهرباءِ في ايامٍ لتعطيها في ايامٍ أخرى، على سبيلِ المثالِ لا الحصرِ:
تمَّ تعليقُ توليدُ الكهرباءِ في معملِ ديرِ عمار حتى آخرِ الاسبوعِ، مع حلولِ عيدِ الاضحى المباركِ فيعادُ توليدُ الكهرباءِ منهُ .
هكذا على زمنِ "الملك نجيب IV " تُعتمدُ سياسةُ الاستنسابيةِ، وتخضعُ لمزاجيةِ المسؤولِ من دونِ ايِّ معاييرَ واضحةٍ،
بالاضافةِ طبعاً لا دراسةً او علماً او منْ يعلمونَ.
في ايِّ بلدٍ تَحدثُ مثلُ هذهِ الأمورِ؟ افيدونا .
***
يبدو ان لا خلاصَ إلاَّ بالغضبِ والثورةِ،
بقلبِ كلِّ المواطنينَ المتألمينَ واليائسينَ والمقهورينَ،
فلماذا هذا "العَلُّ"؟
فكلما حدثتْ هدنةٌ لدى المواطنينَ،
تتنفسُ المنظومةُ الصعداءَ .
من الافضلِ والانجحِ والاقلِ إيلاماً،
لتكنْ الضربةُ قاضيةً وليسَ بالنقاطِ ...!
اطيبُ التهاني والتبريكاتِ بحلولِ عيدِ الاضحى المبارك،
كلُّ عامٍ وانتمْ بخيرٍ.
اعودُ اليكمْ قرَّائي، احبَّائي، اصدقائي صباحَ الثلاثاءِ المقبلِ.