#الثائر
نقلت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين عن مصادر ديبلوماسية غربية ان تركيز الرئيس نجيب ميقاتي على تشكيل حكومة مع كل التعقيدات المتوقعة يجب الا يكون الهاء على حساب تنفيذ إصلاحات مطلوبة من صندوق النقد الدولي . ورأت هذه المصادر ان حكومة تصريف الاعمال التي يرأسها ميقاتي بامكانها ان تفعل الكثير من الإصلاحات المطلوبة وان البرلمان بامكانه أيضا ان يتحرك بسرعة للتصويت على القوانين المطلوبة من الصندوق سواء بالنسبة الى السرية المصرفية او للكابيتال كونترول وللمودعين . واكدت المصادر ان على القيادات اللبنانية الا تظن ان أية أموال ستصل الى لبنان في غياب اتفاق مع صندوق النقد علما ان باريس وواشنطن متفقتان على كل ما يتعلق بالوضع في لبنان ومعالجته . بالإضافة الى ان الإدارة الاميركية ترى ان ما قام به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون باقناع القيادة السعودية بتقديم مساعدات إنسانية الى لبنان هو بالغ الاهمية لأن المسؤولين السعوديين ما زالوا على اقتناع بان لا شيء تغير في لبنان وانهم يشككون جدا في تغيير الأمور في لبنان وتشكيكهم اعمق من الدول التي تتحاور معهم لمساعدة لبنان الذي هو في رأيهم مازال تحت نفوذ “حزب الله” . ولكنهم ظلوا ملتزمين على الاقل بمساعدات إنسانية بعد حوار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وماكرون وهذا مهم . وتتابع المصادر ان السعودية تعتبر ان لبنان قضية خاسرة فالسعودية ليست براغماتية بالنسبة للبنان ولكنها تنظر الى هذا البلد بشكل أيديولوجي . وعن عدم تسمية أصدقاء السعودية في لبنان لنجيب ميقاتي بررت المصادر ان السعودية ليست ضد ميقاتي ولكنها قد تريد توجيه رسالة عبر اصدقائها في لبنان ان لا شيء تغير فيه .
وتجمع المصادر الدبلوماسية الغربية على القول ان الاستحقاق الرئاسي مهم ويجب ان يتم في موعده وتستبعد ان يبقى الرئيس عون طويلا بعد انتهاء ولايته الرئاسية لأن ذلك سيكون خطأ كبيرا ، وتركز العاصمتان الفرنسية والاميركية على ضرورة احترام موعد الاستحقاق ولو ان البعض يرى ان الانتخاب الرئاسي لن يغير شيئا في النظام اللبناني لان خيارات المرشحين معروفة وهي ليست شخصيات من خارج النظام السياسي اذ يقتصر الخيار على سليمان فرنجية وجبران باسيل وربما سمير جعجع وقائد الجيش العماد جوزف عون . وتعتبر هذه المصادر ان هذه ليست افضل الخيارات ولكنها تشدد على ان انتخاب الرئيس في موعده يحمي استقرار الدولة واستمرار عمل المؤسسات في لبنان . فلا شيء جديدا سيأتي مع انتخاب الرئاسة اذا كان المرشحون من النظام الحالي الذي فشل في لبنان . والعاصمتان الاميركية والفرنسية ليس لهما التدخل مع المرشحين ولكنهما تعولان على اجراء الانتخاب الرئاسي في موعده .وترى المصادر ان اهم ما يحصل للبنان الآن هو إخراجه من أزمات الكهرباء والطاقة والمالية اذ ان ذلك أولوية قبل العمل لتغيير النظام الحالي لذا تقول المصادر ان لا شيء منتظرا من المرشحين الموجودين . وتشكك المصادر الديبلوماسية الغربية بوصول جبران باسيل الى الرئاسة لأن ذلك قد يؤدي الى مشكلة مع الولايات المتحدة كونه يخضع لعقوبات اميركية واذا فرض للمنصب فالادارة الاميركية ستضطر الى مراجعة علاقتها بلبنان ومساعداتها الى الجيش وقوى الامن وكل ما تقدمه من دعم الى لبنان .
الى ذلك تنقل المصادر الغربية عن الوسيط الاميركي آيموس هوكشتاين تفاؤلا كبيرا إزاء التوصل الى اتفاق بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية وان الرئيس الاميركي جو بايدن قد يثير الموضوع مع المسؤولين الإسرائيليين خلال زيارته المرتقبه الى إسرائيل حيث سيكون هوكشتاين في عداد الوفد المرافق للرئيس الاميركي .