#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
١-كلمة "أمريكي"
لها وقع غريب ومفعول ساحر في الأذهان والعقول والقلوب، وتنبهر بها غالبية شعوب العالم خاصة اللبنانيين.
فقط الأسم الأمريكي، يكفي لينظر إليك العالم بأنك ذكي وبطل خارق، ليس مهماً اذا كنت تعرف أو لا تعرف فمجرد ذكر أنك خريج جامعة أمريكية، أو أنك كاتب أمريكي، أو صحفي أو طبيب أو مهندس أمريكي، أو موظف في شركة أمريكية، حتى ولو برتبة بواب، فالكل سينظر إليك بأنك فوق مستوى باقي البشر، ولديك من الحقوق أكثر مما لديهم بكثير.
إذا كنت أمريكياً يمكنك أن تكتب أي مقال أو خرافة، وتقول أي كذبة، وسيتناقلها ويصدّقك العالم كله، فالأمريكي وحده قادر على معرفة كل شيء في العالم، ووحده الصادق والمثقف، والخبير والعالِم في؛ التكنولوجيا، والسياسة، والاقتصاد، والاجتماع، والاخلاق، وحتى آخر إبداعاتهم في تسويق المثلية، وإقامة المهرجانات لها، والتأييد الشديد لهذه الظاهرة، من قبل وزير خارجية أمريكا انتوني بلينكن، لتدمير ما تبقى من قيم أخلاقية وروابط أسرية لدى الشعوب، لا يجرؤ أحد على معارضتها، لا بل على العكس تحوّل دعم هذه الظاهرة لدى الكثيرين، إلى مدعاة للتفاخر، واعتبارها سِمة حضارية ودليل رقي.
٢- الدفاع عن المثلية في لبنان
حتى في لبنان نشطت في الأيام الماضية، الدعوات لإقامة مهرجانات تروّج لظاهرة المثلية، ولقد كلّف وزير الداخلية بسام المولوي قوى الأمن الداخلي، بمنع اقامة هذه التجمعات، وقامت قوى الأمن بمداهمة عدة ملاهي ليلية، وأماكن تجمّع للمثليين.
انبرى بعضو رجال القانون للدفاع عن هذه الظاهرة، المدمرة للمجتمع، واعتبروها حقاً طبيعياً لهؤلاء، فكتب المحامي نزار صاغية، المدير التنفيذي للمفكرة القانونية، وهي منظمة غير قانونية، تُعنى بشرح القوانين: أن "ما يسميه الوزير ترويجا للشذوذ الجنسي، هو بالواقع دفاع عن حقوق المثليين بالاحترام".
وكذلك دافع حزب "تقدم" عن حق المثليين في التجمع وإقامة الاحتفالات، واعترض على قرار وزير الداخلية، ودافع أعضاء الحزب عن هذه الظاهرة، باعتبار أن المثلية هي نوع من الحريات والحقوق المكفولة في الدستوري اللبناني!!!
ومن الجدير ذكره أن حزب تقدم أنشأه ناشطون في المجتمع المدني والإنتفاضة، بعد أحداث ١٧ تشرين وهم: مارك ضو، نجاة صليبا، جاد شعبان، سمير فرح، وحسام العيد، ولوري هايتيان، وسعيد فرنسيس، ومارفين منذر، ونزار رمال،
٣-الحرب المدمّرة قادمة:
الترويج للمثلية سيبلغ مداه الأقصى قريباً عبر أفلام الكرتون، وإبداعات هوليود، التي تصنع من المثليين والمتحولين جنسياً أبطالاً خارقين، وسيتم غرس هذه الأفكار في اللاوعي لدى الأطفال عند مشاهدتهم لهذه الأفلام، ليكونوا مُعجبين بهذه الشخصيات، وتُصبح مثالهم الأعلى، الذي يسعون لتقليده.
إنها أخطر حرب، تعبث بمستقبل العالم، عن طريق برامج تغيير وتعديل جينات البشر، وغسل أدمغتهم، وزرع مفاهيم خاطئة ونشر فيروسات وأمراض فتاكة. حرب يقودها منحرفون، لتدمير ما تبقى من أخلاق وإرث إنساني. فالأمر يتجاوز حرية الرأي، وأصبح ترويجاً للشذوذ والأفكار والعادات الهدّامة، التي تُدمر القيم والأخلاق والحضارة، التي حاول المصلحون بناءها منذ آلاف السنين، ومنذ أن قضى الله على قوم لوط الفاسقين.
لقد انقلبت مفاهيم البشرية بشكل غريب، وأصبح لدى بعض الناس، يُسمّى؛ الجهل علماً، والقتل عدلاً، والكذب والفساد والسرقة ذكاءً، والشذوذ والسفاهة والإباحية تطوراً وتقدماً!!! وبات كل شيء وهم وافتراضي، فلا الصداقة حقيقية، ولا الحب حقيقي ولا قيم الأخلاق مُهمّة، وبات الصدق والنزاهة والشرف مذمة، والاستقامة غباء، والضمير كلمة مجهولة!!!
العالم الأمريكي قادم، والبشر فيه مجرد أرقام وبطاقات الكترونية مشفّرة!!!
٤- إحصل على الجنسية الأمريكية لتصبح رئيساً
الجنسية الأمريكية، حلم الشباب في عدة دول في العالم، خاصة في لبنان والعالم العربي، فبمجرد حصولك عليها، سيصبح كل شيء أمامك سهلاً، فهي شهادتك العليا، التي تجعل الشركات تتسابق لتوظيفك، وبراتب يفوق بأضعاف راتب مهندس أو مدير أو استاذ هندي أو عربي، وليس هذا وحسب بل ستصبح مرشحاً مرموقاً لتولّي أي منصب رفيع في بلدك، من مدير عام، الى سفير، أو نائب، أو وزير، أو رئيس وزراء، أو رئيس دولة!!!
في دولنا العربية المسؤولون يتفاخرون بهويتهم الأجنبية، ويتباهون ويتفاصحون بمعرفتهم لغة أجنبية، ولا يُهيبهم أو يعيبهم، أنهم لا يجيدون لغة بلدانهم "العربية" .
هنا لا أحد يتذكّر أو يعرف من اخترع علم؛ الرياضيات، والكيمياء، والطب، ولا أحد يذكر مخترع الكهرباء من الشمس، العالم اللبناني حسن كامل الصباح، ولا مخترع الواي فاي المهندس المصري حاتم زغلول، هذه الاختراعات التي غيّرت العالم، ولكن الكل يعرف جميع ماركات الثياب الأمركية، والهواتف المحمولة، ويتابع؛ الصحف الأمريكية، وآخر أفلام هوليود، و"صرعات" الموضة.
وبعد هذا كله يسأل صاحبي: عن الهوية اللبنانية، والافتخار بالوطنية، بدل حمل جنسية بلد آخر، والتنمّر بها على باقي اللبنانيين!!!
وإذا كان من الممكن منع ازدواجية الولاء وازدواجية الجنسية للحاكم والمسؤول في لبنان والعالم العربي؟؟؟
قلت لصديقي: لو عاش جبران خليل جبران إلى يومنا هذا، لأضاف إلى كتابه "حديقة النبي" يقول:
الويل لأمة تحتقر هويتها وتاريخها وقيمها، وتفضّل عليها هوية وحضارة شعب آخر .
الويل لأمة تحتقر علماءها ومفكريها، وتولي المناصب للجهلة الفاسدين.
الويل لأمة يتبجح قادتها بالحديث بلغات أجنبية، وهم لا يجيدون لغة بلدهم الأم.
الويل لأمة تقاتل في سبيل مصالح أمم وشعوب، ولا تُجيد الدفاع عن مصالحها وشعبها.
الويل لأمة تنبذ الصادقين، وتمجّد الكذابين المنافقين.
الويل لأمة ترى المثلية تقدماً وحضارة، والدين تخلفاً، والأخلاق غباءً ومهانة!!!
يُرجى الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية عند نسخ أي شيء من مضمون الخبر وضرورة ذكر اسم موقع «الثائر» الالكتروني وإرفاقه برابط الخبر تحت طائلة الملاحقة القانونية.