#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
منْ تابعَ المقابلةَ التلفزيونيةَ لحاكمِ المركزيِّ رياض سلامة، تنتابهُ مجموعةٌ من الاسئلةِ المقلقةِ والمُوجعةِ حولَ الماضي والحاضرِ والمستقبلِ...
بلدٌ يعيشُ وكأنهُ في هذيانٍ جماعيٍّ، وتختلطُ الامورُ بعضها ببعضٍ، وكأننا في عُرسٍ يجمعُ الشياطينَ بالملائكةِ..
حاكمٌ مطلوبٌ للعدالةِ يُداهَمُ منزلُّهُ في وقتٍ لا يزالُ يمارسُ عملهُ كالمعتادِ، ويُصدرُ التعاميمَ ويجري المقابلاتِ التلفزيونيةَ،
حاكمٌ مدَّعى عليهِ بتبييضِ الاموالِ والاختلاسِ،
لا يزالُ رئيساً لهيئةِ التحقيقِ الخاصةِ ولا يزالُ مَرْضيَّاً عنهُ اميركياً، وغيرَ مشتبهٍ بهِ حتى في واشنطن عاصمةِ مكافحةِ تبييضِ الاموالِ..
مغزى الكلامِ ان الحاكمَ رمى بالمسؤولياتِ على غيرهِ، وحدَّدَ مسارَ ملفَّاتهِ بالبعدِ السياسيِّ والتدخُّلاتِ السلطويةِ في القضاءِ...
منْ يصدِّقُ الناسُ، وكيفَ يفرِّقونَ الصحَّ من الغلطِ،
وقد جاءَ كلامُ سلامة معزَّزاً بالارقامِ حولَ مسؤوليةِ الدولةِ مجلِساً وحكومةً ووزراءَ واداراتٍ عن الفجواتِ الماليةِ..
***
وفي المقابلِ يتساءلُ رئيسُ الجمهوريةِ العماد ميشال عون، عن سببِ عدمِ إدعاءِ القضاءِ بعدُ على سلامة المتَّهمِ داخلياً وخارجياً؟
هلْ نحنُ هنا امامَ تدخُّلٍ فاقعٍ بالقضاءِ، ام كما ترجمها الرئيس عون بأنهُ طرفٌ معنيٌّ في مكافحةِ الفسادِ، وكونهُ القاضي الاولَ في البلادِ..؟
***
ملفُ الحاكمِ على صُلبِ طاولةِ النقاشِ لتكليفِ رئيسٍ جديدٍ للحكومةِ...
هو كانَ السَّببَ في التوتُّرِ بينَ "النجيبِ" والعهدِ وسيكونُ مادَّةَ التفاوضِ للمرحلةِ المقبلةِ مع أيِّ رئيسٍ يُكلَّفُ ويُشكِّلُ...
هو عهدٌ أخذهُ على نفسهِ رئيسُ البلادِ "بقبعِ" الحاكمِ قبلَ ان يتركَ القصرَ الجمهوريَّ، فهلْ يُوفِّرُ لهُ أيُّ رئيسٍ مُكلَّفٍ هذا الاستحقاقَ:
التحدي؟
اليومَ وللمرةِ الثانيةِ بعدَ انتخاباتِ رئاسةِ المجلسِ ونيابةِ رئاسةِ المجلسِ، تبدو الامورُ سائرةً في مسارِ البوانتاج وإحتسابِ النقاطِ.
وتُذكِّرُ هذهِ اللعبةُ بانتخاباتِ الرئاسةِ عام 1970، وبزمنِ الديمقراطيةِ غيرِ المعلَّبةِ...
هلْ نحنُ امامَ ديمقراطيةٍ حقيقيةٍ، ام امامَ فوضى وضياعٍ؟
وهلْ ستنعكسُ هذه الفوضى على إمكانيةِ أيِّ رئيسٍ مُكلَّفٍ لتشكيلِ حكومةٍ؟
يُكلَّفُ ولا يُشكِّلُ.. هذا هو العنوانُ...
وسنكونُ امامَ حكومةِ تصريفِ اعمالٍ طويلةٍ تجتهدُ لانعقادِ جلساتٍ لها تحتَ الفِ حجَّةٍ قانونيةٍ،
وستدخلُ البلادُ بعدَ اليوم الخميس في حساباتِ انتخاباتِ الرئاسةِ الاولى، والتي من غيرِ المعروفِ لماذا جزمَ الرئيس عون بحصولها؟
اذاً بعدَ اليوم ..
لنْ يعودَ التركيزُ على تشكيلِ الحكومةِ، بل على اسمِ الرئيسِ المقبلِ..
امَّا الناسُ فمتروكونَ لحرارةِ الصيفِ ولهيبِ الاسعارِ...!