#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
إذا سألنا الأكثريةَ الساحقةَ من اللبنانيين: مَنْ منكمْ يريدُ الحربَ ؟ لجاءَ الجوابُ بصوتٍ واحدٍ:
لا احدَ يريدُ الحربَ، نحنُ دعاةُ استقرارٍ وحياةٍ، نريدُ مسقبلاً زاهراً لأبنائنا.
نريدُ مستقبلاً واعداً لأجيالنا، نريدُ بقاءً لوطننا، نريدُ صيفاً واعداً يُطفئُ شيئاً من جمراتِ جهنمٍ التي نحنُ فيها.
كفاناً حروباً ودماءً وتهجيراً وهجرةً .
***
يصرخُ اللبنانيونَ:
ربما نحنُ البلدُ الأصغرُ في العالمِ الذي شهدَ أكبرَ الحروبِ واطولها:
رسمياً من العامِ 1975، وإلى اليومِ لم تنتهِ هذهِ الحربُ، لا بلْ تأخذُ أشكالاً مختلفةً.
لكنَ الواقعَ واقعٌ، حيناً قتالٌ داخليٌّ، وحيناً آخرَ حروبٌ لا تنتهي .
***
مَن مِنْ اللبنانيينَ لم يدفعْ ثمنَ الحربِ:
أثمانٌ بشريةٌ لا تعوَّضُ، واثمانٌ ماديةٌ لا أحدَ يعوِّضها، وفوقَ ذلكَ حروبٌ امتدتْ على مساحةِ الوطنِ .
أعظمُ جنرالاتِ العالمِ وأعظمُ مفكري العلومِ العسكريةِ، وصلوا إلى استنتاجاتٍ، بعدَ تجاربهمْ في الحروبِ، أن الحربَ هي آخرُ الخياراتِ التي تلجأ إليها الدولُ، وليستْ أولَ الخياراتِ.
راجعوا مذكَّراتِ كبارِ جنرالاتِ العالمِ فتقرأوا أن معظمهم ندموا على الحروبِ التي خاضوها ، فهلْ القيِّمونَ والمعنيونَ عندنا "أفهمُ منهمْ"؟
فلنأخذْ مثلَ حربِ روسيا – أوكرانيا،كلُّ ما أعرفهُ ويعرفهُ العالمُ، أن أوكرانيا دُمِّرتْ، وأن روسيا دُمِّرَ اقتصادها،
فهلْ من أحدٍ يأخذُ العبرةَ من أحدثِ حربٍ تكادُ أن تتحوَّلَ إلى حربٍ روسيةٍ – أميركيةٍ – أوروبيةٍ؟
اكثرُ من ذلكَ ، هلْ فكَّرَ دعاةُ الحربِ بالمليونِ ونصفِ المليونِ مغتربٍ وسائحٍ سيأتونَ إلى لبنانَ هذا الصيفَ؟
هلْ فكَّروا في الإفادةِ من الأموالِ التي سيصرفونها في لبنانَ؟
التقديراتُ تتحدثُ عن ثلاثةِ ملياراتِ دولارٍ، وهي توازي ما كانَ يمكنُ أن يصلنا من صندوقِ النقدِ الدوليِّ، كقروضٍ وعلى دفعاتٍ،
وهذا ما عُرضَ علينا ووقعَ عليهِ "دولةُ التصريفِ"، لاغراقنا لاكثرَ من اربعِ سنواتٍ دونَ فائدةٍ، الاَّ لشخصهِ الكريمِ.
بناءً على كلِّ ما تقدَّمَ، إنزعوا فكرةَ الحربِ من رؤوسكمْ.
إن حجراً واحداً يقعُ، بسببِ الحربِ، لن يجدَ مَنْ يعوِّضَ عنهُ، فكفى "مزايدات" !
هناكَ مفاوضاتٌ تجري ، دعوها تأخذُ مداها ، ألم تسلِّموا رئيسَ الجمهوريةِ قرارَ التفاوضِ؟
فليكنْ لفخامةِ رئيسِ البلادِ، قرارُ الحربِ او السلمِ!