#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في لبنانَ كلُّ شيءٍ بالمقلوبِ وعكسُ السيرِ...
في لبنانَ وكأنَ لا انتخاباتٍ جرتْ، ولا قوى تغييريةً دخلتْ الى مجلسِ النوابِ، ولا ثورةً ولا غضباً ولا إنهيارَ دولةٍ ولا صرخاتِ شعبٍ...
في التداولِ من جديدٍ يُفرضُ اسمُ "النجيبِ العجيبِ" فرضاً على الناسِ، وكأنَ العجيبَ صدَّقَ اسمهُ وصدَّقهُ الناسُ واجترحَ العجائبَ وقامَ بالمعجزاتِ وانجزَ ما لم ينجزهُ ايُّ رئيسِ حكومةٍ آخرُ.. حتى بطرحِ اسمهِ وحيداً لتشكيلِ حكومةٍ؟
هلْ ما زلنا بعدَ الانهيارِ في زمنِ البصمِ، وفي زمنِ التسوياتِ التي تطبخُ في الخارجِ وفي الكواليسِ، ويتمُّ إنزالها بالباراشوت على الناسِ؟
هلْ انتهى مفعولُ الانتخاباتِ بهذهِ السرعةِ لتتابعَ الازمةُ مسيرتها، ويعودَ من الشباكِ من خرجوا من البابِ؟
ماذا فعلَ "النجيبُ العجيبُ" ليعودَ؟
في كلِّ الدولِ الديمقراطيةِ يترأسُ حكومةَ ما بعدَ الانتخاباتِ التشريعيةِ من فازَ حزبهُ او تيارهُ او شخصهُ بخيارِ الناسِ، فيأتي تتويجاً ليحكمَ في السلطةِ التنفيذيةِ وتحقيقاً لآمالِ ناخبيهِ؟
لماذا يكونُ الوضعُ مختلفاً في لبنانَ؟
لماذا يعودُ الى ترؤُّسِ الحكومةِ من خافَ من مواجهةِ الناسِ في صندوقِ الاقتراعِ، ومنْ خافَ من زيارةِ مدينتهِ، ومن تخلَّى عن رفاقهِ في لائحةٍ يدعمها وتركهمْ فريسةَ التشتُّتِ في طرابلس؟
***
لماذا لا يترأَّسُ حكومةَ ما بعدَ الانتخاباتِ من خاضَ انتخاباتٍ في بيروتَ العاصمة، وواجهَ كلَّ ادواتِ الضغطِ والسلاحِ والاصواتِ التفضيليةِ، وفوضى الاقتراعِ السنِّيِ وسطَ مقاطعةٍ ولا مقاطعةٍ؟
في بيروتَ مثلاً لماذا لا تُعطى فرصةٌ لشخصيةٍ اثبتتْ حضورها على الساحةِ اللبنانيةِ ولها مواقفها السياسيةُ والسياديةُ والاقتصاديةُ والماليةُ،
ولها مُقاربتها للحلولِ التي لبنانُ بأمسِّ الحاجةِ أليها، فضلاً عن كونها على علاقةٍ ممتازةٍ بكثيرٍ من النوابِ المستقلينَ والتغييريينَ على مساحةِ الوطنِ ومن مختلفِ الطوائفِ، فضلاً عن إمتلاكِ هذهِ الشخصيةِ الكثيرَ من العلاقاتِ عربياً ودولياً.
***
هلْ علينا ان نعودَ الى دوَّامةِ ودوَّارةِ "النجيبِ العجيبِ" الذي يُسرِّبُ أن لهُ شروطَهُ للعودةِ...
يا للهولِ... شروطُ "النجيبِ العجيبِ" للعودةِ؟
لماذا لا نفرضُ نحنُ شروطاً عليهِ ليعودَ..
لماذا لا تكونُ هناكَ بدائلُ عن ميقاتي وهي موجودةٌ وكثيرةٌ؟
كيفَ يعقلُ ان نعودَ الى نفسِ نغمةِ من فتكوا بالبلادِ فساداً وهدراً وتدويرَ زوايا ومحاصصاتٍ، لنعطيهمْ فرصةَ قتلنا من جديدٍ وإعدامنا من جديدٍ وقهرنا من جديدٍ؟
في البلادِ مليونُ قضيةٍ وقضيةٍ يجبُ ان تعالجَ، وإذا ذكرنا بعضها نحتاجُ الى مجلَّداتٍ، فماذا فعلَ ببعضِ منها "النجيبُ"،
غيرَ سرقةِ الفرصِ وإضاعةِ الوقتِ والتسليةِ بالنفاقِ على الناسِ وآخرها كلامهُ عن العلاقةِ الودِّيةِ التي تجمعهُ برئيسِ الجمهوريةِ...
هلْ علينا ان ننسى آخرَ محطةٍ في علاقتهِ الجيدةِ بالرئيسِ عون، عندما اتهمهُ على الهواءِ مباشرةً بتعطيلِ حلولِ الكهرباءِ؟
هلْ يمكنُ أن يُؤتى من جديدٍ برئيسِ حكومةٍ تفرضُ عليهِ القوى السياسيةِ متى يَجمعُ مجلسَ الوزراءِ، ومتى لا يَجمعُ مجلسَ الوزراءِ، وماذا هناكَ على جدولِ الاعمالِ وما الممنوعُ؟
هلْ يمكنُ على سبيلِ المثالِ برئيسِ حكومةٍ لا يمونُ على وزيرِ ماليتهِ بتوقيعِ تشكيلاتٍ قضائيةٍ لتسهيلِ تحقيقاتِ المرفأِ؟
الامثلةُ كثيرةٌ، لعلَّ افظعها ماذا كانَ سعرُ الدولارِ عندما استلمَ النجيبُ وما اصبحَ عليهِ اليومَ...
***
يقولُ المثلُ "اللي استحوا ماتوا"...
عيبٌ علينا ان نوافقَ بالقبولِ مجدداً بِمن اعدمونا..
وللحديثِ تتمةٌ...