#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
منْ تابعَ كلامَ "رئيسِ التصريفِ" النجيبِ العجيبِ على التلفزيون،
ولو لدقائقَ من كثرةِ ما صارَ كلامهُ ممجوجاً ومستعاداً وعادياً، يدركُ حجمَ إنفصالِ هذهِ المنظومةِ المملَّةِ، و"النجيبُ" من بينها طبعاً، حجمَ أنفصالهِ عن الواقعِ...
لم نعرفْ ما إذا كانَ النجيبُ مُدافعاً عن نفسهِ او متوثِّباً للهجومِ على غيرهِ...
استعانَ لغةَ غيرهِ وقالَ في الدقائقِ القليلةِ التي تابعناهُ فيها عدَّةَ مرَّاتٍ ما "خلُّونا".
وكأنَ هذهِ الحكومةَ ليس هو من شكَّلها، وليسَ هو من ساومَ عليها،
وليسَ هو من فرضَ فيها تسوياتٍ ومحاصصاتٍ وتركيباتٍ لا تمرُّ بعقلٍ..
غريبٌ هذا الرجلُ وهو يودعُ الناسَ، يوحي لهمْ انهُ باقٍ وانهُ حاجةٌ، وان العالمَ كلهُ يريدهُ ويُجمعُ عليهِ.
وعلى سبيلِ التسليةِ، ارادَ إيهامَ الناسِ بأنهُ جديٌّ بالمغادرةِ "فزكَّى" على سبيلِ المثالِ مجموعةَ اسماءٍ لخلافتهِ في مجلسِ النوابِ ومن خارجِ مجلسِ النوابِ.
حاولَ "النجيبُ" تكريسَ نفسهِ مرجعيةً عبرَ تسميةِ رئيسٍ جديدٍ للحكومةِ، متجاهلاً النوابَ ومجلسَ النوابِ ورئاسةَ الجمهوريةِ،
وكأنهُ مُرشدُ المجموعاتِ السنِّيةِ وهو يعرفُ تماماً انهُ لا يجرؤ على دخولِ طرابلس او حتى على المبيتِ ليلةً واحدةً فيها، خوفاً من غضبِ الناسِ، وعالماً في اعماقِ نفسهِ انه لو اختارَ خوضَ الانتخاباتِ لكانَ مُنيَ بالخسارةِ الاكيدةِ...
***
تحدَّثَ النجيبُ بالكهرباءِ فكانَ مُراوغاً كعادتهِ،
ولم يقلْ لنا سرَّ إصرارهِ على طرحِ ملفِّ الكهرباءِ في آخرِ جلسةٍ للحكومةِ، وهو يعرفُ تماماً انه لا يمكنُ حتى،
ولو كانَ وزيرُ الطاقةِ جدياً، انهُ لا يمكنُ مناقشةُ بنودِ عروضٍ كهربائيةٍ في جلسةٍ ختاميةٍ، وفيها الى الكهرباءِ اكثرُ من مئةٍ وخمسينَ بنداً،
فضلاً عن خطَّةِ التعافي الماليةِ التي اصرَّ على تمريرها رغمَ معارضةِ الوزراءِ وعدمِ مناقشتها...
ومع ذلك ووسطَ الفوضى أُقرَّتْ ورمى بكرةِ النارِ كما فعلَ سابقاً مع سلسلةِ الرتبِ والرواتبِ، رماها على مجلسِ النوابِ ليحوِّلها مجموعةَ قوانين..
كانَ عملياً يقدِّمُ اوراقَ اعتمادهِ من جديدٍ للغربِ ولصندوقِ النقدِ الدوليِّ بالقولِ:
انا قمتُ بما طُلبَ مني: من انتخاباتٍ الى خطَّة تعافٍ.. وانا مستعدٌّ لاتابعَ العملَ معكمْ...
هلْ يعتقدُ "النجيبُ العجيبُ" أن بامكانهِ بعدُ، ان يتسلَّى بالناسِ وأن يستخفَّ بعقولهمْ وبافكارهمْ ومستقبلهمْ...
ألم يتعلَّمْ هذا الذي عاشَ وكَبُرَ ونمتْ ثروتهُ على حسابِ اموالِ اللبنانيينَ، انهُ صارَ مكشوفاً امامَ الرايِّ العامِ؟
هلْ يمكنُ لاحدٍ ان يستعيدَ بيانهُ الوزاريَّ ليُدركَ، باستثناءِ اجراءِ الانتخاباتِ النيابيةِ والتي هي قرارٌ دوليٌّ،
انه لم ينجزْ شيئاً سوى شراءِ الوقتِ والمماطلةِ؟
حتى في وعودهِ بإعادةِ الاموالِ للمودعينَ،هلْ يشرحُ لنا "النجيبُ العجيبُ" كيفَ سيتمكَّنُ من الدفعِ لاصحابِ المئةِ الفِ دولارٍ بعدَ سنتين، ومنْ أينَ وكيفَ سيتأمنُ ذلكَ بالدولارِ الاميركيِّ؟
تعبنا من "ولدناتِ" النجيبِ العجيبِ ومنْ صفقاتهِ فوقَ الطاولةِ وتحتها، وفي السفاراتِ واقبيةِ القناصلِ والسفراءِ..
هلْ يمكنُ ان يقولَ لنا "النجيبُ العجيبُ" كيفَ ثبَّتَ الدولارَ قبلَ الانتخاباتِ النيابيةِ، وكيفَ تركهُ يقفزُ مع المركزيِّ بعدها،
وكيفَ عادَ الدولارُ ليقفزَ بعدَ سلسلةِ التعاميمِ البهلوانيةِ للمصرفِ المركزيِّ...
لا احدَ بامكانهِ اخذُ جوابٍ شافٍ على أيِّ سؤالٍ يُوجَّهُ "للنجيبِ العجيبِ".. هذا الرجلُ مجبولٌ بالدَّورانِ "لدرجةِ الغثيانِ"...