#الثائر
رأى النائب السابق د ..مصطفى علوش أن مشهدية انتخاب رئيس ونائب رئيس لمجلس النواب، تؤكد أن هناك محاولات حثيثة للإيحاء بأن التغيير الجذري سلك طريقه باتجاه المؤسسات الدستورية، إلا أن الوقائع على المستوى العام تؤكد أن الأمور ما زالت تدور في حلقة مقفلة، معتبرا بمعنى آخر أن أفول نجم الأكثرية النيابية التي أوصلت الرئيس نبيه بري ست مرات متتالية الى رئاسة السلطة التشريعية، لم يثنها عن اسناد ولاية سابعة إليه، ما يعني أن الصفقات السياسية مستمرة «على عينك يا وطن»، بدليل أن البعض من القوى السيادية ومن قوى التغيير، صوتوا للرئيس بري دون حساب او تردد.
ولفت علوش في تصريح لـ«الأنباء» الكويتية، الى أن ما يمكن استخلاصه من أولى جلسات المجلس النيابي الجديد، وان كانت مخصصة لانتخاب رئيس المجلس ونائبه، هو أن هذا المجلس المنقسم على نفسه، لن يتمكن من تحقيق أي تغيير على المستوى الإصلاحي والسياسي والاقتصادي والأمني والسيادي، الأمر الذي يؤكد أن لبنان سيبقى في النفق، وان مسألة السيادة وسلاح حزب الله ما زالت قاصرة، وستبقى ضائعة بين الاولويات المتعددة والمتناقضة للقوى السياسية التي تتكون منها السلطة التشريعية.
وأردف: «لم نتفاجأ بانتخاب الرئيس بري لولاية سابعة بسبب عدم وجود منافس له، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ما هو مضمون الصفقة التي صاغها حزب الله، وابرمت بين الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، والتي سمحت للنائب الياس بوصعب بالفوز بمنصب نائب رئيس مجلس النواب؟ علما ان الأكثرية النيابية لم تعد مع ما يسمى بقوى الممانعة»، ما يعني من وجهة نظر علوش، ان لعبة الصفقات السياسية ما زالت تتحكم باللعبة الديموقراطية، وستبقى تتحكم في مصير البلاد.
وردا على سؤال، قال علوش: «ما كنا ننتظر نتائج جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه، لنتأكد أن لبنان يسير في الاتجاه الأسوأ، وأن الصفقات السياسية ستمتد حكما الى الاستحقاق الحكومي لجهة تشكيل الحكومة بعد تسمية رئيسها، وما لم تتشكل جبهة سيادية معارضة وموحدة لمواجهة حزب الله وحليفه البرتقالي، سيبقى السجال حول السلاح والسيادة مستعرا وملتهبا دون أفق، وستبقى البلاد ترزح أولا تحت رحمة الشعور بفائض القوة، وثانية تحت وطأة الحلم الباسيلي برئاسة الجمهورية، وبالتالي الى المزيد من التعطيل والشلل والاهتراء در، لاسيما على مستوى الاستحقاقين الحكومي والرئاسي».