#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كانَ ينقصُ "النجيبُ العجيبُ" السجالُ حولَ ملفِ الكهرباءِ، حتى تضافَ الى سلسلةِ مواصفاتهِ صفةُ "الرهيبِ"...
"رهيبٌ" هذا الرجلُ كيفَ يتصرفُ على انه اذكى من غيرهِ، او انهُ مبدعٌ بافكارهِ، فإذا بالتطوُّراتِ والايامِ تُظهرهُ رجلاً له في كلِّ مكانٍ لسانٌ، وكلِّ موقعٍ كلامٌ...
عَرِفَ "الرهيبُ" كيفَ يُسجِّلُ في الجلسةِ الاخيرةِ لمجلسِ الوزراءِ نقاطاً تظهرهُ انه حاولَ وعملَ واشتغلَ، فإذا بالآخرينَ ما "خلُّوه"...
وصلتْ عدوى ما "خلُّونا" الى "الرهيبِ" الذي انتظرَ حتى الجلسةِ الاخيرةِ ليطرحَ مناقصاتِ الكهرباءِ...هل هذا هزلٌ اكثرُ من هذا الهزلِ، وهلْ هناكَ دَجَلٌ اكثرُ من هذا الدجلِ؟
هلْ يُعقلُ طرحُ مناقصاتِ الكهرباءِ في الجلسةِ الاخيرةِ مع اكثرِ من 130 بنداً..؟
ما هذهِ الخفَّةُ في طرحِ ملفٍ بهذهِ الحساسيةِ،وهذهِ الدِّقةِ مع خطَةِ التعافي الماليةِ، ومع سلفِ خزينةٍ؟
الحديثُ عن سحبِ بندِ الكهرباءِ.
ما الهدفُ منهُ؟ هلْ لتحميلِ وزيرِ اللاطاقةِ "الوليد الفياض" وِزْرَ الامرِ؟
***
لماذا لمْ يعرضْ على الرأيِّ العامِ "النجيبُ الرهيبُ" عروضاتِ شركتي General Electric و Siemens عندما وردتْ مع كاملِ التفاصيلِ المتعلقةِ بها؟ وما علاقةُ سلعاتا بالامرِ؟
منْ يُصدِّقُ الناسُ؟
وكيفَ يعرفونَ الصحَّ من الغلطِ؟
الاكيدُ ان بنداً كالكهرباءِ لا يمكنُ ان ينتظرَ مع خطَّةِ التعافي المالي جلسةً ختاميةً للحكومةِ، فلماذا سحبَ اذاً وزيرُ اللاطاقةِ العرضينِ؟
ما هذهِ القطبةُ المخفيَّةُ؟ وأينَ الصحُّ من الخطأِ؟
ما يهمُّ ان الناسَ لم تصلها كهرباءٌ، ولنْ تصلها كهرباءٌ، وان الكلامَ الممجوجَ نفسهُ والخطَطَ المستهلكةَ نفسها والعروضاتِ نفسها مرتْ عليها سنواتٌ وتُعادُ الاسطوانةُ...
لماذا علينا ان نُصدِّقَ "النجيبَ الرهيبَ،" وهلْ هذهِ اولُ "بلْفةٍ" يمرِّرها على الناسِ؟ وأينَ حدودُ الصفقاتِ والسمسراتِ، واينَ حدودُ الشفافيةِ والمصداقيةِ؟
سيأتي وقتٌ تُكشفُ فيهِ كلُّ الحقائقِ والاسرارِ...
ما يهمنا الآنَ انهُ وحسبَ منظمةِ هيومن رايتس ووتش 78% من سكانِ لبنانَ يعيشونَ تحتَ خطِّ الفقرِ، وان الدولارَ مرشَّحٌ للطيرانِ كلَّ يومٍ... فهلْ سيصلُ الى الخمسينَ الفاً، او المئةِ الفٍ كما يتوقعُ الباحثونَ؟
***
هلْ فكَّرَ احدٌ من هؤلاءِ الذينَ عاشوا نشواتِ الانتصارِ، كيفَ سينظرونَ في عيونِ الناسِ الجائعةِ، وبماذا يُجيبونَ نقيبَ اصحابِ المستشفياتِ الذي قالَ ان الناسَ ستموتُ على ابوابِ المستشفياتِ...
الى متى يرضخُ الناسُ، وآخرُ رضوخٍ لهمْ هو سكوتهمْ،
عن هذا الجنونِ في اسعارِ الاتصالاتِ الآتي اليهم، مع حرِ الصيفِ وإنقطاعِ الكهرباءِ والمياهِ، والانتظاراتُ المتوقعةُ على الافرانِ ومحطاتِ الوقودِ والصيدلياتِ، إذا استمرَ الدولارُ بالارتفاعِ وعجزَ مصرفُ لبنانَ عن تلبيةِ "الواجبِ"...
انتهتْ الانتخاباتُ وثمَّةَ ايامٌ سوداءُ للأسفِ مقبلةٌ على الناسِ وهذا ما كنا كتبنا عنهُ مراراً وتكراراً.
فما همُّ الناسُ من انتخاباتِ رئاسةِ مجلسٍ او نيابتهِ، طالما ان لا شيءَ سيتغيَّرُ،
وماذا إذا كانتْ هناكَ حكومةٌ جديدةٌ ستُشكَّلُ ام لا، طالما ان حدودَ اللعبةِ هي نفسها، والتوازناتُ لم تتبدلْ بشكلٍ جذريٍّ..
الاسوأُ والاخطرُ ان الناسَ سيدخلونَ من جديدٍ في غفوةِ انتظارِ احلامٍ جديدةٍ تتحقَّقُ...
لكنَ الاحلامَ حتى... لن تأتي الى احلامنا..
الآتي صعبٌ تحضَّروا إيها الناسُ، اما "النجيبُ الرهيبُ" فمشروعهُ العودةُ الى السرايا التي لم يكلِّفْ خاطرهُ دفعَ دولارٍ من جيبهِ الخاص لترميمها،
إنما وضعَ على جدولِ اعمالِ الجلسةِ الاخيرةِ سلفةَ خزينةٍ لترميمِ السرايا من خزينةِ الدولةِ.
هلْ هناكَ اوقحُ من ذلكَ؟