#الثائر
- " الهام سعيد فريجة "
مَنْ راقبَ الجلسةَ الاخيرةَ لحكومةِ "النجيبِ العجيبِ"،
يرى حجمَ الحشرِ للموادِ الملتهبةِ التي ادرجها ميقاتي على جدولِ الاعمالِ متَّكلاً على إلتهاءِ النوابِ المنتخبينَ بنشوةِ الانتصارِ، والنوابِ القدامى بالهزيمةِ، وعلى مساوماتٍ مع اغلبيَّةِ الوزراءِ،
لتمريرِ مشاريعَ وبنودٍ لم يتمكنوا من تمريرها...
ضاعتْ الطاسةُ بين مغادرةِ الرئيسِ عون وعودتهِ، اختلطَ الحابلُ بالنابلِ ومرَّتْ كلُّ صفقاتِ النجيبِ مع وزرائه:
وزراءُ الصدفةِ... لعلَّ الاخطرَ ما مرَّ على صعيدِ شركةِ مراقبةِ الموادِ المُصدَّرة الى الخارجِ تحتَ عنوانِ التأكدِ من عدمِ التهريبِ، فأذا بها اوراقُ اعتمادٍ قدَّمها النجيبُ مع وزيرِ أشغالهِ للمستقبلِ.
اما ثاني الامور فهو موضوعُ تعرفاتِ الاتصالاتِ التي شكَّلَ "النجيبُ" لها لجنةً وزاريةً للبتِّ في ارقامها لذوي الدخلِ المحدودِ.
لجنةٌ وزاريةٌ؟ هلْ يعقلُ؟ كيفَ؟ هي حكومةُ تصريفِ اعمالٍ، فكيفَ تُشَكَّلُ لجنةٌ وزاريةٌ في آخرِ جلسةٍ لحكومةٍ مستقيلةٍ حُكماً؟
والأنكى ان وزيرَ الاتصالاتِ هدَّدَ أنه في حالِ لم تُقرُّ خُطَّته فهو يستقيلُ...
على منْ تضحكونَ؟
انتَ اساساً مستقيلٌ، فكيفَ تهدِّدُ بالاستقالةِ إلاَّ إذا كنتَ ستستقيلُ من تصريفِ الاعمالِ؟
هلْ تخيَّلتمْ حجمَ اسعارِ الاتصالاتِ والطريقةَ الحسابيةَ التي اُديرتْ فيها وعلى اساسِ سعرِ صيرفةٍ..
منْ قالَ ان "صيرفةً" ستستمرُّ وستعملُ، وكيفَ يتمُ تسعيرُ اتصالاتٍ تبعاً لاسعارِ دولارٍ متقلبٍ...
وكيفَ تُزادُ الاسعارُ لتُصبحَ الاغلى عالمياً في بلدٍ الحدُّ الادنى للراتبِ صارَ فيهِ ثلاثينَ دولاراً اميركياً...
ما هذا الجنونُ؟ وأينَ الثوارُ؟ هل عاشوا نشوةَ إيصالِ نوابٍ لهمْ الى البرلمانِ لينسوا ما همْ مُقبلونَ عليهِ...
***
لعلَّ البندَ الاخطرَ مع "النجيبِ" الذاهبِ الى "التصريفِ" هو التهريبةُ التي قامَ بها لخطَّةِ التعافي الماليةِ... خطَّةٌ تُرهنَ البلدَ او تحدِّدُ مصيرَ البلدِ لاجيالٍ ولسنواتٍ مرَّرها من دونِ نقاشٍ، ووسطَ الفوضى والصراخِ واعتراضِ عددٍ من الوزراءِ.
مرَّرها من دونِ مناقشةٍ ولا قراءةٍ ولا دراسةِ جدولٍ، ولا مناقشةِ بنودٍ... هكذا بسحرِ ساحرٍ وبخفَّةٍ لا متناهيةٍ،
رمى "النجيبُ العجيبُ" بخطَّةِ التعافي المالية التي ستدمِّرُ حسبَ بنودها ما تبقَّى من ودائعَ ومصارفَ واقتصادٍ.
رماها كما المشاريعُ الاخرى على مجلسِ النوابِ الجديدِ... ربما حتى لا تُقرُّ...
هلْ تذكرونَ الامرَ نفسهُ الذي قامَ به "النجيبُ العجيبُ" مع سلسلةِ الرتبِ والرواتبِ حينَ رماها في آخرِ جلسةٍ لمجلسِ الوزراءِ، قبلَ إستقالةِ حكومتهِ في اليوم التالي، وما اوصلتِ البلادَ اليهِ؟
هلْ تذكرونَ كيفَ جعلتْ السلسلةُ التي رماها نجيب ميقاتي على مجلسِ النوابِ مع احتسابِ ارقامٍ خاطئةٍ، كيفَ جعلتْ البلادَ تنهارُ...
هذا هو "النجيبُ" نفسهُ اليومَ يُكرِّرُ الجريمةَ نفسها، برمي كرةِ نارٍ ملتهبةٍ على مجلسِ نوابٍ،
لا اكثريةَ فيهِ، والتوازناتُ ضائعةٌ، وقد يجتمعُ وقد لا يجتمعُ، وقد ينتخبُ رئيساً لهُ وقد لا ينتخبُ.
فماذا عن الحكومةِ إذاً، التي يطمحُ النجيبُ بكلِّ ما اوتي من "خططٍ خاصةٍ بهِ" للعودةِ اليهِ من "التصريفِ" الى التعويمِ مجدداً.
***
هلْ يَقبلُ بهِ الرئيس عون، وهلْ يقبلُ بهِ النوابُ الجدُدُ،
وهلْ يقبلْ بهِ الخليجُ الذي لا يبدو انه كانَ مرتاحاً لاداءِ هذا "الرئيسِ" الممجوجِ بالتسوياتِ،
وخصوصاً عندما نعرفُ انه حينَ ذهبَ لاداءِ العُمرةِ لم يستقبلهُ ضابطٌ حتى في الديوانِ الملكيِّ...
فكيفَ يعودُ رئيسُ حكومةٍ غيرُ قادرٍ على زيارةِ دولةٍ خليجيةٍ..
الاَّ إذا كانَ "النجيبُ" متَّكلاً على تصريفِ اعمالٍ طويلِ المدى، او بالعودةِ من بابِ آخرِ مستشارٍ في دولةٍ غربيةٍ..
"النجيبُ" الى "التصريفِ"، فهل يَغرقُ وتغرقُ معهُ البلادُ؟