متفرقات

البنك الدولي ليس مسؤولاً عن العتمة: الكهرباء موّلَت السوريين والعونيين وأمل

2022 أيار 04
متفرقات صحف

#الثائر

خضر حسان - المدن

تُلقي القوى السياسية اللوم على البنك الدولي كمُعرقِل لزيادة ساعات التغذية، بعد عدم موافقته حتى الآن على تمويل قرض استجرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر، للمساهمة في زيادة التغذية.

ولإحراج البنك، شهدت تلك القوى لنفسها أنها التزمت بتأمين الأموال لسداد القرض، فوزارة الطاقة حصلت على تعهّد خطّي من مصرف لبنان بتأمين الدولارات التي تحتاجها مؤسسة كهرباء لبنان، بدون شروط، وبسعر منصة صيرفة. ولمزيد من الاطمئنان خصصت الحكومة 60 مليون دولار من حقوق السحب الخاصة، لعقود الصيانة والتجهيزات التي قد تحتاجها المؤسسة.

لكن مسرحية السلطة لم تنطلِ على البنك. فما أنجزته لا يُعَدُّ خطوةً على طريق إصلاح القطاع، بغض النظر عن موافقة البنك على التمويل أم لا. فتعيين الهيئة الناظمة للكهرباء لم يحصل، وكذلك تعيين مجلس إدارة جديدة لمؤسسة كهرباء لبنان. ولم يجرِ تخفيض الهدر غير الفنّي في شبكة الكهرباء، ولا تحسين الجباية. ووزير الطاقة وليد فياض لم يتوصّل لوضع دفاتر شروط لمناقصة إنشاء معملين، وذلك بموجب تفويض الحكومة الملتبس قانوناً، علماً أن مهلة الشهرين المعطاة للوزير، تنتهي منتصف شهر أيار الجاري. وعلى ما يبدو، لن يصل إلى نتيجة لأن عملية إنشاء المعملين تخضع لمعادلة سياسية ركيزتها إنشاء معمل سلعاتا الذي يريده الفريق العوني.

وطلب البنك التماس الوضوح والشفافية في مالية مؤسسة الكهرباء، عن طريق نشرها حجم جبايتها الشهرية. وهذا ما لم يحصل. وتجدر الإشارة إلى أن أموال الجباية التي تقوم بها شركات مقدمي الخدمات، لا تحوَّل مباشرة إلى حساب مؤسسة الكهرباء، بل توضع في حسابات خاصة في المصارف، وتُقبَض عليها فوائد شهرية، ثم يحوَّل أصل المبلغ. وهذه العملية تندرج في إطار عدم الشفافية المالية.

الجدوى السياسية

تُعَدُّ دراسة الجدوى السياسية العقبة الأبرز حالياً بنظر السلطة أمام الحصول على التمويل. ما جعلها تتّهم البنك بعرقلة المشروع. ولذلك يستغرب فيّاض استمرار البنك بنقاش المشروع. فقد أكّد في حديث تلفزيوني أمس الإثنين، أنه "من النصوص الخطية غير الرسمية أو المراسلات التي وصلتني، تبيّن أنّهم مازالوا يفاوضون على أمور عدة، من بينها الجدوى السياسية. ويهمنا أن يتم الأمر بأسرع وقت". ويشمل فيّاض "الإدارة الأميركية" في حديثه، معتبراً أن البنك والإدارة "يجب أن يوافقا على التمويل"، لكَونَ هذا المشروع "أرخص ما يمكن أن نصل إليه في الكهرباء".

بعيداً من الخدعة المتعلّقة برخص الكلفة (راجع "المدن") فإن دراسة الجدوى السياسية "أمر طبيعي"، على حد توصيف أحد الأعضاء السابقين في مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان، خلال حديث لـ"المدن". ويضيف أن "البنك يريد بدراسة الجدوى، أن يعرف ما إذا كانت القوى السياسية قد وصلت إلى قرار تحرير القطاع من نفوذها السياسي، وبات مستقلاً ولا يُستَعمل لتأمين التمويل السياسي، لأن الشقّ السياسي هو الذي قضى على قطاع الكهرباء ويمنع إجراء الاصلاحات الفعلية فيه".

ولتقديم العقدة اللبنانية على التأثير السياسي داخل البنك الدولي، يفترض العضو السابق، أنه "لو كان البنك صندوقاً خيرياً يجمع التبرعات حول العالم، لكان من الطبيعي أن يطلب التأكّد من وصول التبرعات لمستحقيها، نظراً لعدم ثقته بالسلطة السياسية. وهذا ما فعلته الدول والمنظمات الدولية بعد تفجير مرفأ بيروت، إذ قدّمت مساعداتها للجمعيات وليس للدولة".

والتجربة أكّدت تفرّد المنظومة بالاستفادة من قطاع الكهرباء "منذ خروج الجيش السوري من لبنان. إذ موَّلَ القطاعُ النظامَ السوري وحلفاءه في لبنان، لتضيع الاستفادة منذ العام 2005، ويبدأ بعدها بتمويل العونيين والحفاظ على تمويل حركة أمل بصورة أقل مما كانت عليه سابقاً". والبنك يعلم أن موافقته على التمويل "تُمكّن السلطة من إعادة تحاصص القطاع بعد استنهاضه وإنضاج تسوية سياسية إقليمية ودولية في لبنان، تساهم في دعم إطلاق مشروع بناء معامل عن طريق الخصخصة. والمشروع يُنجَز حينذاك تحت مظلة التسويات السياسية الداخلية. وهو ما يبحثه البنك راهناً تحت مسمى الجدوى السياسية".

لم يتغيّر شيء على مستوى إدارة المنظومة للبلاد ولقطاع الكهرباء تحديداً. وهذا معطى غير مشجّع للبنك لتمويل مشروع الاستجرار. ومع وضوح المشهد، تصرّ المنظومة على إنكار مسؤوليتها ورمي العراقيل على البنك الدولي غير البعيد من التسييس. لكنه في جميع الأحوال، ليس البنك جمعية خيرية ولا يمنح قروضه كيفما اتّفق. والأهم، هو عدم جواز اعتبار موافقته "تحصيل حاصل"، لأنه ينظر من زاويته تماماً كما تنظر القوى السياسية من زاوية مصلحتها التي تقتضي توريط البنك عبر أحد الاحتمالين: إما الحصول على موافقته واستغلال النتائج الإيجابية أمام جمهورها قبل الانتخابات، وإما تبرئة نفسها من "جريمة" العتمة وإلقائها على البنك في حال عدم موافقته على التمويل، بحسب "المدن".

المدن -

اخترنا لكم
"عملية الزر الأحمر".. عميلان للموساد كشفا تفاصيل مثيرة
المزيد
ماذا أهدى وليد جنبلاط إلى أحمد الشرع؟
المزيد
هل يحتاج انتخاب قائد الجيش إلى تعديل الدستور؟
المزيد
أرز الشوف: إنجازات رغم الصعوبات ورؤية واعدة للمستقبل
المزيد
اخر الاخبار
"ويخلقُ اللهُ ما لا تعلمونَ"!
المزيد
"عملية الزر الأحمر".. عميلان للموساد كشفا تفاصيل مثيرة
المزيد
جعجع: العيد هذا العام يحمل طابعاً مختلفاً.. افرحوا!
المزيد
"حزب الله": نكثّف جهودنا جنوباً في ملف التعافي من آثار الحرب
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
جعجع: على الدولة اللبنانية متابعة ملف المعتقلين في سوريا بجدية كاملة
المزيد
كنعان: حفظ حقوق المودعين واجب وضرورة في أي اتفاق مع صندوق النقد
المزيد
كنعان من "لقاء الهوية والسيادة": لا تنقصنا تشريعات بل ارادة سياسية لا تعتبر الدولة "بقرة حلوب" وأن لا يكون "حاميها حراميها"
المزيد
إردوغان: بوتين طلب مني التنسيق مع الأسد... وجهاز المخابرات التركي يتعامل بالفعل مع المخابرات السورية
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
أرز الشوف: إنجازات رغم الصعوبات ورؤية واعدة للمستقبل
كشافة البيئة نظمت في عيّات ورشة "تنمية مهارات العرض والإلقاء والتقديم"
إحذروا هذه الأشياء قد تكون خطر للغاية، ملكي: لألزام المؤسسات الزراعية، بالحصول على رخصة باشراف ورقابة مهندسين زراعيين!
رصد ظاهرة غامضة في قاع البحر الميت.. ما هي المدخنات البيضاء؟ (فيديو)
البنك الدولي يشيد بجهود الإمارات في معالجة التحديات المناخية
لماذا ينصح بشرب كوب من الماء الدافىء قبل تناول الطعام؟