#الثائر
رعى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزير الاعلام زياد المكاري ، احتفال تكريم الروائي والإعلامي جورج فرشخ، والذي دعا اليه أصدقاء الراحل بعد غيابه أخيرا في باريس، على المسرح البلدي - قاعة بيار فرشخ، بمشاركة النائب اسطفان الدويهي ونقيبة المحامين في طرابلس والشمال ماري تراز القوال ورئيس بلدية زغرتا - اهدن انطونيو فرنجية والمطران بولس دحدح وعدد كبير من الأنسباء والأصدقاء والمهتمين.
بداية عرفت الدكتورة جورجيت فرشخ بخالها المحتفى به، ثم تناول نقيب محرري الصحافة جوزيف القصيفي في كلمة جورج فرشخ في التأليف والرواية والاعلام. وكانت كلمة لمدير أرشيف تلفزيون لبنان الاعلامي عثمان مجذوب الذي تحدث عن معرفته بفرشخ منذ تكليفه كتابة سيرة الرئيس الشهيد رشيد كرامي.
وتحدث العميد الركن المتقاعد في الجيش الياس فرحات عن فرشخ حين قصده يطلب وثائق الجلاء وهو يتناول الزعيم حميد فرنجية في كتابه، ثم تطرق الى سائر مؤلفاته وسيرته وصداقتهما.
كذلك تحدث المدير السابق لدار المعلمين بطرس يوسف الدويهي باسم الاصدقاء، عن "أبو لبنى" وصداقتهما وأعماله ونشاطاته.
وكان عرض وثائقي تضمن لقطات مصورة عنه، قدمه الاعلامي جلال عساف. ثم قرأت حفيدته أبولين فوريه مقاطع من رواية "خيط رفيع من الدم" بنسختها الفرنسية "أم فارس". وباسم العائلة تحدثت ابنته لبنى، فشكرت للوزير زياد المكاري رعايته ولأصدقاء والدها وبلدية زغرتا - اهدن والحضور والمنتدينعاطفتهم، معتبرة ان المثل الذي يقول "مين خلف ما مات يصبح مع جورج فرشخ من كتب ووضع هذا الارث الفكري لن يموت ابدا".
المكاري
وختام الكلمات كانت لوزير الإعلام الذي استعاد صداقته مع جورج فرشخ قائلا: "المرة الأولى التي التقيت بها بجورج فرشخ الكاتب وليس الشخص، كانت من خلال كتابه الذي أصبح الأحب على قلبي "خيط رفيع من الدم". أذكر جيدا اللحظة التي اشتريت فيها الكتاب ورحت أقرأه. لا أخفي عليكم، أنني ولكثرة اعجابي بمضمونه قرأته مرتين... وربما أكثر. ومنذ تلك اللحظة رحت أتتبع الخيط بحثا عن جورج الانسان، حتى تعرفت عليه في العاصمة الفرنسية باريس في العام 1993، حيث كان مقيما وأنا كنت طالبا جامعيا. منذ ذلك الحين تكونت بيننا صداقة محورها زغرتا. جمعتنا زغرتا في باريس وأذكر تماما لقاءاتنا المتكررة، وكيف كنا نستمع إليه بإعجاب متحدثا عن زغرتا، وإهدن ولبنان. تطورت العلاقة هناك فقررنا أن ننظم عشاء لأهالي زغرتا في باريس، أصبح لاحقا مناسبة سنوية".
أضاف: "كان جورج مختار زغرتا في باريس. كيف لا، وهو الذي كان يوقع كتاباته ونصوصه وكأنه كتبها في مدينتين: مدينة السكن باريس، ومدينة القلب زغرتا. ما هذا الرجل الذي ينتقل بسلاسة من مركز إلى آخر، من كتاب الى آخر؟ ما هذا الرجل الذي، ومن موقعه الفكري، استطاع ان يكتب تاريخ لبنان من خلال أعلامه؟ من يستطيع ان يكتب في آن عن حميد فرنجيه ورشيد كرامي والبونا هكتور والفضل شلق في وطن قسمته المصالح السياسية والطائفية؟ هذا يتطلب شخصا بحجم الوطن، هو جورج فرشخ الذي كتب قصة وطن".
وتابع: "أعترف لكم، وأنا أحضر كلمتي اليوم لتكريم جورج، بأنني فكرت مجددا وسألت نفسي: لماذا أحب كتاباته؟ ربما اليوم وجدت بعضا من الأجوبة. أحببت كتبه لأنه جمع في صفحاته ما كنا نسمعه من حكايات يرددها أهلنا في زغرتا بالسر والعلن. باح بأوجاعنا ووثقها. وثق جورج قصصا وأحداثا رسمت بالدم، وحولها إلى الفة زغرتاوية ووطنية عمادها قرابة الدم. كتب جورج ذاكرتنا الجماعية الزغرتاوية، وربطها بوجع وطن التهمته الطائفية. لم يكن جورج مؤرخا ولا صحافيا ولا روائيا، لكنه كان رؤيويا".
وقال: "في زمن وجدنا أنفسنا في القعر، لا بد لنا من العودة الى كتابات جورج لنستعيد الأمل. والأمل موضوع مركزي في كتاباته. استعير من كتابه "كي لا تنتهي الحرب" الحوار التالي: "أنت متشائم كثيرا وتقطع الأمل. مشكلتنا هي مع الأمل ... أملونا وتأملنا أكثر. ولو قطعنا الأمل من زمان، كنا وجدنا حلا. كنا ثرنا عليهم، كنا أضربنا عن الإنجاب، كنا انتحرنا، كنا هاجرنا. لكننا لا نزال نأمل بأن تثلج في آب وبأن تنبت أزهار زكية في رؤوسهم. لماذا لا تهاجر، إذن؟ كنت مهاجرا ورجعت".
أضاف: "يعود جورج إلى الأمل ويقول في "خيط رفيع من الدم": "بيننا وبينهم جسور كثيرة لا يستطيعون قطعها كلها، مهما بذلوا من جهد... ولن نقطع منهم الأمل. فالأمل في حالتنا موقف. وسنظل نتسلح به لأن ليس لدينا اختيار آخر. ومن يقطع الأمل يهاجر". أجمل ما في جورج أنه ميز بين أمل وأمل. بين أمل زائف وأمل حقيقي. أمل الناس الحقيقيين. هاجر جورج فرشخ الوطن، لكنه عاد اليوم يعطينا الأمل. أمل بوطن أفضل بالرغم من كل مشقات المرحلة الحالية".
وختم المكاري: "رحم الله جورج فرشخ، وإنه لشرف كبير لي أن أقلده، باسم الجمهورية اللبنانية، وسام الاستحقاق اللبناني الفضي ذو السعف، أسلمه إلى عائلته الكريمة".
يذكر أن نبذة مطبوعة عن الراحل وأعماله ومؤلفاته وزعت على الحضور.