#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
امامَ مجلسِ النوابِ الذي يناقشُ عبرَ لجانهِ المشتركةِ مشروعَ الكابيتال كونترول ، مُودعونَ اقفلوا الطرقَ على النوابِ حتى لا يقرُّوا مشروعاً يُطيحُ بما تبقَّى من اموالهمْ...
اما مَن تسرَّبَ من النوابِ الى الداخلِ، فذهبَ بخلفياتٍ انتخابيةٍ، او تحتَ ضغطِ اللوبي النيابيِّ الحكوميِّ.
لتمريرِ مشروعِ قانونِ ارضاءٍ لصندوقِ النقدِ الدوليِّ للحصولِ على ثلاثةِ ملياراتِ دولارٍ مشروطةٍ على ستةٍ واربعينَ شهراً.
اعدمنا احتياطياً، وفقدنا خلالَ عامٍ عشرينَ مليارِ دولارٍ على الدعمِ، ودعمِ الليرةِ فيما نشحذُ اليومَ ثلاثةَ ملياراتِ دولارٍ.
والاخطرُ أنها ستكونُ، ومهما قيلَ، على حسابِ ودائعِ الناس وجنى اعمارهمْ.
عملياً منذُ 17 تشرين 2019 ولغايةِ اليومِ ماذا بقيَ من ودائعِ الناسِ؟
لا شيءَ، طارتْ وجُمِّدتْ وخَضعتْ لهيركات يصلُ الى 90 % ،واليومَ ستُحوَّلُ مع مشاريعِ الحكومةِ وخطَّةِ التعافي، او لنقلْ سيحَوَّلُ ما بقيَ منها الى ليرةٍ لبنانيةٍ،
وما تبقَّى من ودائعَ بالليرةِ اللبنانيةِ سيذهبُ اسهماً في المصارفِ قد لا يتمكنُ احفادُ احفادِ المُودعينَ من الحصولِ على فائدةِ واحدٍ بالمئةِ، او ربحَ واحدٍ بالمئةِ من هذهِ الاسهمِ...
عملياً حسبَ خطَّةِ "النجيبِ العجيبِ" ستطيرُ اموالُ الناسِ كما ستطيرُ اسهمُ المصارفِ واسهمُ اصحابِ المصارفِ.
***
وسيأتي مُساهمونَ جُددٌ لمصارفَ اجنبيةٍ تحتلُّ السوقَ اللبنانيةَ على فتاتِ قطاعٍ رغمَ اخطائهِ وجرائمهِ صنعَ المجدَ اللبنانيَّ...
اما المُودعونَ ومن الان وحتى اشعارٍ اخرَ فسيبقونَ تحتَ رحمةِ تعاميمِ هذا الحاكمِ او ايِّ حاكمٍ آخرَ قادمٍ بعدَ الانتخاباتِ لتحديدِ سقوفِ السحوباتِ وعلى ايِّ سعرٍ، علماً ان مشروعَ الكابيتال كونترول يحدِّدُ السقوفاتِ الشهريةَ بالفِ دولارٍ...
الفُ دولارٍ إذا احتسبناها على سعرِ السوقِ اليوم:
حوالي خمسةٍ وعشرينَ مليونَ ليرةٍ...
كيفَ تطعمُ عائلةً، وكيفَ تدفعُ الكهرباءَ والاتصالاتِ والبنزين واقساطِ المدارسِ والتأمينِ والاستشفاءِ؟
هل هذا هو لبنانُ القادمُ؟
ثمَّةَ من نقلَ عن احدِ السفراءِ الاوروبيينَ قولهُ:
"ما المشكلةُ في ان يعرفَ اللبنانيونَ معنى الفقرِ، ولماذا محلاتُ "اللوكس" في بيروت؟ لن تكونوا بحاجةٍ لهذهِ المحلاتِ بعدَ اليوم".
الا يكفي اللبنانيينَ ما عانوهُ خلالَ اربعينَ عاماً من قتلٍ وتهجيرٍ وهجرةٍ ودمارٍ وفقرٍ، حتى يختموا مسارَ حياتهمْ بالفقرِ والجوعِ واحتجازِ الاموالِ بعد سرقتها،
فيما مَن سرقوهمْ يعيشونَ احراراً، ويتنقلونَ خارجَ لبنانَ بسياراتهمْ الفارهةِ، ويخوتهمْ الواسعةِ وطائراتهمْ الخاصةِ؟
مَن يُحاسبُ هولاء؟ وهل عفا اللهُ عما مضى؟
أَوَلا يستحقُّ هذا الشعبُ الحزينُ يوماً من السعادةِ والرفاهيةِ، ام ان قدَرهُ ان يرافقهُ الجحيمُ الى الجحيمِ؟