#الثائر
- الهام سعيد فريحة "
يُنقلُ عن وزيرِ الداخليةِ قولهُ أنه قد يُطلقُ تلزيماً بالتراضي بعدَ موافقةِ مجلسِ الوزراءِ، لشركةٍ او شركاتٍ خاصةٍ، تؤمِّنُ الكهرباءَ 24 ساعةً على 24 ساعةً في ويك اند الانتخاباتِ أي في 14 و 15 ايار المقبل،
كونُ العمليةِ ستكونُ اوفرَ بكثيرٍ ممَّا عرضهُ وزيرُ اللاطاقةِ وليد فياض، والكلفةُ التي تتطلبها عمليةُ تأمينِ الكهرباءِ 24/24 من مؤسسةِ كهرباءِ لبنانَ والتي تتخطى ستةَ عشرَ مليونَ دولارٍ اميركيٍّ فريش...
الجمهوريةُ الحزينةُ المعتَّمةُ تشحذُ الكهرباءَ لتأمينِ إستحقاقٍ انتخابيٍّ، فيما كلُّ المرشحينَ الميسورينَ او المؤسساتِ الدوليةِ التي تدعمُ احزاباً او افراداً لم تقدِّمْ للدولةِ اللبنانيةِ شيئاً لتعزيزِ فرصِ اجراءِ انتخاباتٍ نيابيةٍ...
كيفَ لجمهوريةٍ ان تسيطرَ على اصحابِ المولِّداتْ وهمْ صاروا حاجةً اكبرَ من الدولةِ نفسها، وينافسونَ الدولةَ باسعارها، ولماذا جاءَ عرضُ وزيرِ الطاقةِ لتأمينِ الكهرباءِ اغلى بكثيرٍ من عروضِ الشركاتِ الخاصةِ،
التي ستؤمنُ الكهرباءَ بواسطةِ شبكةِ المولِّداتِ على طولِ الخريطةِ اللبنانيةِ، ومن خلالِ المازوتِ المدفوعِ ثمنهُ بالفريش؟
***
واستطراداً، أليسَ بمقدورِ "النجيبِ العجيبِ"،
الذي حسبَ مجلةِ Forbes العالميةِ زادتْ ثروتهُ مع شقيقهِ هذا العامَ فوقَ اربعمايةِ مليونِ دولارٍ،
ان يقدِّمَ للدولةِ اللبنانيةِ مساهمةً لاجراءِ الانتخاباتِ النيابيةِ، او لشراءِ القمحِ، او لادويةِ السرطانِ، او لإعمارِ مقرِّ عملهِ كرئيسٍ للحكومةِ، والمهدَّمِ بالكاملِ مع إنفجارِ المرفأِ؟
كلُّ همِّ "النجيبِ العجيبِ" إلتماسُ العمرةِ في المملكةِ الصديقةِ، حتى من دون ان يلتقيَ مسؤولاً سعودياً واحداً.
وكلُّ همِّ "النجيبِ العجيبِ" تقديمُ التنازلاتِ حتى ولو على حسابِ سيادةِ البلدِ، من اجلِ ان يعودَ رئيساً للحكومةِ بعدَ الانتخاباتِ.
وكلُّ همِّ "النجيبِ العجيبِ" هو إرضاءُ صندوقِ النقدِ الدوليِّ والسفاراتِ الغربيةِ في لبنانَ، حتى يعودَ رئيساً للحكومةِ ولو على حسابِ السيادةِ الماليةِ للبلادِ،
وبشروطٍ اقلَّ ما يُقالُ فيها انها تَكسرُ البلدَ على سنواتٍ وترهنهُ للوصايةِ الدوليةِ، وتُفقرُ الناسَ، وتجعلُ البلادَ فنزويلا جديدةً وكوبا جديدةً...
***
أينَ النقاشُ اللبنانيُّ العلنيُّ لخطَّةِ التعافي التي مرَّتْ على مجلسِ الوزراءِ، وهل هي من اسرارِ البنتاغون،
وهلْ يعقلُ تمريرُ بنودٍ من دونِ إطلاعِ الناسِ عليها، وهمْ المعنيونَ في نهايةِ المطافِ كمواطنينَ وكمودعينْ؟
ما الذي تغيَّرَ بينَ "النجيبِ العجيب" و"الحسَّانِ" الذي دمَّرَ البلادَ بإعلانِ التوقفِ غيرِ المبرمجِ عن تسديدِ اليوروبوندز؟
وهلْ خرجتْ خُطَّةُ لازار من البابِ لتدخلَ من الشباكِ الميقاتي؟
عبرَ تحميلِ المُودعينَ الخسائرَ في الخطَّةِ، وعبرَ تدميرِ القطاعِ المصرفيِّ، وعبرَ تجميدِ حساباتِ الناسِ لسنواتٍ للامامِ؟
ماذا نفعلُ ببلدنا وما هذا الانقلابُ على صورةِ لبنانَ، وعلى اقتصادهِ وعلى دورهِ؟
هل هذهِ مؤامرةٌ ينفِّذها من في الداخلِ لمصلحتهمْ قبلَ مصلحةِ الخارجِ؟
يُقالُ ان الايامَ التي ستلي الانتخاباتَ النيابيةَ ستكونُ مصيريةً على البلادِ..
أليسَ كلُّ ما يرسمُ مع حكومةِ "النجيبِ العجيبِ" سيدمِّرُ ما تبقَّى من بلدٍ عرفناهُ في عزِّهِ، فإذا بنا نعيشُ آخرَ ايامهِ؟ وربما ايامنا؟
للأسفِ... نحنُ نخسرُ لبنانَ.. مَنْ سيكونُ معنا للمواجهةِ؟