#الثائر
افتتحت الدورة التمكينية للقيادات النسائية حول "إدارة الحملة الانتخابية" التي تمتد لثلاثة أيام، بدعوة من "منظمة المرأة العربية" ورعاية رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون ، ومشاركة مرشحات من خمس دول عربية هي: الأردن، العراق، سلطنة عمان، فلسطين ولبنان.
عون
وألقت عون كلمة الافتتاحية، فقالت: "نظريا لا تختلف الحملات الانتخابية التي تقوم بها المرشحات عن تلك التي يقوم بها المرشحون. ففي الحالتين هناك حاجة قبل خوض المعركة إلى تقييم حظوظ الربح والخسارة، وفي الحالتين يصح تشبيه الحملة الانتخابية بالحملة العسكرية. فكما في هذه الأخيرة، هناك حاجة إلى رسم إستراتيجية للنجاح وإلى رسم خطوط للاستفاده من المواد المتوفرة ومن عناصر مختلفة مثل حجم جمهور المؤيدين، والقدرة على الإنفاق المالي والقدرة على الاستفادة من المعلومات للقيام بالخيارات الناجحة ومن حسن توظيف الوقت المتاح ومن الظروف المحيطة في الحملة لإنجاحها".
ورأت أن "نجاح النساء في الانتخابات، خصوصا إذا كن مرشحات للفوز بمنصب سياسي، يتطلب منهن تخطي صعوبات لا يواجهها الرجال، تعود إلى أن سعيهن للمشاركة في صنع التشريع والقرار لا يزال حديث العهد نسبيا خاصة في بلادنا. فلنا ألا ننسى مثلا، أن دخول أول امرأة في لبنان إلى البرلمان يعود إلى العام 1963 وأنه منذ ذلك التاريخ لم يزيد عدد النائبات اللواتي إنتخبن في أية دورة انتخابية عن الستة. هذا مع الإشارة إلى أن حضور النساء في المهن الحرة كان قد سبق بعقود بدء اهتمامهن بميدان السياسة، هذا الأمر يدل أولا على أن النساء قادرات على تحمل المسؤوليات ويؤكد ثانيا أن ظاهرة غيابهن عن الساحة السياسية لا تعود إلى عوامل مرتبطة بإمكانياتهن، بل إلى أسباب تتعلق بالثقافة السياسية السائدة القائمة على أساس قيم المجتمع البطريركي الذي يخص مراكز القرار بالذكور".
اضافت: "نطالب في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية بأن يصحح القانون الانتخابي الخلل في تمثيل النساء الذي تتسبب به هذه الثقافة، وذلك باعتماد كوتا النسائية تخصص عددا من المقاعد البرلمانية للنساء، وسوف نستمر في الهيئة بالسعي لتحقيق هذا المطلب. في مواجهة هذه الثقافة، تحتاج النساء المرشحات أكثر من الرجال إلى إتقان تنظيم حملاتهن الانتخابية وهن بنوع خاص، بحاجة إلى تعريف جمهور الناخبات والناخبين على شخصيتهن ومواقفهن باتباع نهج تواصلي يتسم بالوضوح في التعبير وبالإيحاء بالثقة. والنساء أكثر من الرجال بحاجة إلى تثبيت مصداقيتهن كنساء قادرات ومسؤولات مدركات للمعطيات القانونية وللمهام المترتبة على المنصب الذي يتطلعن للوصول إليه".
وتابعت: "والحفاظ على المصداقية يستتبع أن تكون النساء المرشحات مدركات لمواطن إجحاف القانون بحقوقهن كنساء وأن تكون لديهن إرادة لتحقيق المساواة بين الجنسين عن طريق العمل لتصحيح هذه القوانين وعن طريق السعي لتطوير الممارسات المتحيزة ضد النساء في المجتمع. والواقع أنه غالبا ما تكون لهن مصلحة بتبني مطالب فئات الشابات والشباب وهي الفئات التي تتجاوب عادة مع مطالب تحسين أوضاع النساء".
واردفت: "للنساء المرشحات أن يبدين، أكثر من المرشحين الرجال، تعاطفا مع الحاجات المعيشية للناخبين، إذ أن أحد الأوجه الإيجابية للصورة السائدة للمرأة في المجتمع هي أن النساء أكثر إنسانية من الرجال تجاه الذين يعانون من الضيقة والعوز. لكن قبل كل شيء للمرشحة أن تكون صادقة في أقوالها ومواقفها كي تفرض حضورها وتوحي بالثقة وبالقدرة على تحمل المسؤولية. أخيرا للمرشحات مصلحة أكيدة في توسيع دائرة الشبكات التي لهن حياكتها مع الجهات التي تتشاطر معهن الاهتمام بقضايا المجتمع والمساواة، حتى ولو كانت هذه الجهات خارج نطاق حلقة الناخبين".
وقالت: "يصادف تنظيم هذه الدورة حول إدارة الحملات الانتخابية، ونحن في لبنان على أبواب الانتخابات النيابية. لذا فإن آمالي كبيرة بأن تكون هذه الدورة ناجحة ومثمرة وأن تساهم في فوز السيدات المرشحات المشاركات فيها".
وختمت: "أتمنى لكن جلسات عمل مفيدة والتوفيق للجميع، وأتوجه بالشكر إلى منظمة المرأة العربية على اختيارها تدريب قيادياتنا النسائية المستقبلية حول موضوع تنظيم الحملات لما لهذا الموضوع من تأثير في مسار الفوز في الانتخابات. أخيرا أود الإعراب عن كل تقديري للدكتورة فاديا كيوان التي تنشط بالتزام وشغف لتوفير شروط التمكين للنساء العربيات في أكبر عدد ممكن من المجالات".
وتتناول الدورة ضمن جلسات عملها التسع، عددا من الموضوعات وهي: موارد النفوذ السياسي وحقيبة المرأة المرشحة، بناء التحالفات وصورة المرشحة وعرض لفرص المرشحة في التواصل عبر وسائل الإعلام المختلفة، كما تتناول خطاب المرشحة والأجندة وبعد النوع الاجتماعي، بالإضافة إلى الأنظمة الانتخابية وتأثيرها على فرص الفوز للنساء المرشحات، محاكاة حول بناء خطاب المرشحة بحسب أنظمة انتخابية مختلفة، إدارة الحملة الانتخابية، تدريب عملي للمشاركين حول العمل بالحملة الانتخابية والنفقات الانتخابية وكيفية تغطيتها، وأخيرا محاكاة عامة.