#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
إنها مسألةُ أسبوعٍ ويُقفلُ بابُ الترشيحاتِ، ولا أحدَ يفسِّرُ لنا:
لماذا هذا الشللُ...
لماذا هذا العددُ القليلُ من المرشحينَ، وأينَ هم رافعو شعاراتِ "التجديدِ"؟
على الأرضِ، تنشَطُ الماكيناتُ الحزبيةُ: الثنائيُّ الشيعيُّ الذي باتتْ لوائحهُ شبهَ مكتملةٍ،
"القوات اللبنانية" التي تجهِّزُ لوائحها بهدوءٍ وبشكلٍ متماسكٍ،
"التيار الوطني الحر" الذي يحاولُ سدَّ الثغراتِ وتجنُّبِ الانتكاساتِ المحتملةِ،
فيما القوى السُنِّيةُ ترتقبُ كلمةَ دارِ الفتوى...
ولكنْ، في هذا الخِضمِّ، يستعينُ المراقبونَ بـ"ميكروسكوب" للبحثِ عن مرشحي "الثورةِ" والمجتمعِ المدنيِّ فلا يجدونهمْ…
يجدونَ نواباً مستقيلينَ يبحثونَ عن صفةٍ ضائعةٍ بينَ حزبيينَ و"ثوارٍ"…
ويجدونَ جماعةَ 17 تشرين التائهينَ، وكلٌّ منهم يغني على ليلاهُ…
فلا همْ نجحوا في توحيدِ البرنامجِ والقيادةِ للفوزِ بـ"الثورةِ"،
ولا هم توافقوا على البرنامجِ واللوائحِ للفوزِ بالانتخابات…
***
يقولُ البعضُ:
"كبِّروا عقلكم" ولا تعذبوا أنفسكمْ.
أساساً لا انتخاباتَ في أيار.
وإلاَّ فلماذا طُرحَ "الميغاسنتر"، في آخرِ لحظةٍ؟
وأيُّ "ميغاسنتر" يمكنُ تنفيذهُ خلالَ أسابيعَ، في دولةٍ ليست فيها ورقةٌ بيضاءُ وحِبرٌ للطباعةِ وقلمٌ لمعاملةٍ بسيطةٍ؟
ومَن سيموِّلُ "الميغاسنتر" في دولةِ الجائعينَ لرغيفِ الخبزِ العربيِّ؟
ومن أينَ لها الكهرباءُ والإنترنتْ، من أولِ عملياتِ الاقتراعِ إلى آخرها؟
أوليست "الميغاسنتر" هي المدخلَ الأنسبَ لتطييرِ الانتخاباتِ، والمَهربَ الأفضلَ من نتائجها المحتملةِ على أحزابِ السلطةِ ومنظومةِ الفاسدينَ؟
***
وإذا كانتْ الانتخاباتُ "من دون دفّ بترقص"، فكيفَ حالها بعدَ "الدفُّ" الأوكرانيِّ؟
فقط، فلنتخيَّلْ ماذا ستفعلُ الحربُ هناكَ بأسعارِ النفطِ العالميةِ، وكيفَ ستنعكسُ علينا…
الآن، صفيحةُ البنزين بـ400 ألفٍ، والطوابيرُ عادتْ أمامَ المحطاتِ…
وفي الأسابيعِ الآتيةِ، بالتأكيدِ، هناكَ ارتفاعٌ سريعٌ للأسعارِ، وأزمةُ توقيعِ اعتماداتٍ في مصرفِ لبنانَ…
يعني ذلك أن صفيحةَ البنزينِ ستصبحُ نادرةً… وإذا توافرتْ فسعرها 500 ألفٍ أو600 ألفٍ أو أكثر!
فأيُّ مواطنٍ سيكونُ قادراً أو مستعداً لبذلِ هذهِ التضحيةِ الغاليةِ، واستهلاكِ صفيحةِ بنزينٍ أو أكثرَ من أجلِ اقتراعٍ قد لا يقدِّمُ ولا يؤخِّرُ في حياتهِ؟
وإذا استنكفَ الناسُ، وجرتِ الانتخاباتُ بمنْ حضرَ، فإلى أيِّ حدٍّ ستكونُ شرعيةً ومشروعةً؟
***
بدأنا نسمعُ عن رشاوى مباشرةٍ وغير مباشرةٍ تحضِّرُ لها ماكيناتُ السلطةِ…
بدأنا نسمعُ عن بوسطاتٍ لـ"شحنِ" الأنصارِ من بيروتَ والمناطقِ إلى البلداتِ البعيدةِ،
ومعها وعودٌ بالطحينِ والمازوتِ والزيتِ والمعكرونةِ والسكرِ والأرزِ...
وهذهِ المرَّةُ، الرشوةُ "باللبناني" وبلقمةِ العيشِ، في لحظةِ اهتزازِ الأمنِ الغذائيِّ، ستناسبُ تماماً حيتانَ السلطةِ والمالِ وتسهِّلُ استغلالهمْ لجوعِ الناسِ،
بعدما نهبوهمْ وجرَّدوهمْ من ثيابهمْ على مدى سنواتٍ من الفسادِ!
***
إنه التحدّي الحقيقيُّ للانتخاباتِ:
تكونُ ديموقراطيةً تغييريةً أو لا تكونُ...
فيا ثوارَ لبنان اتّحِدوا، إنها الفرصةُ الوحيدةُ...
لا تُضيِّعوا الانتخاباتِ كما ضاعتْ "الثورةُ"!