#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كانَ ينقصُ البلدَ خلافاتُ مجلسِ القضاءِ الاعلى، حتى يكتملَ "النقلُ بالزعرورِ"، على خلفيةِ مناقشةِ بندٍ مُدرجٍ على جدولِ اعمالِ مجلسِ القضاء الاعلى، ويتعلقُ باخبارٍ ضدَّ مدعي عامِ التمييزِ القاضي غسان عويدات.
الخلافاتُ بمجلسِ القضاءِ، تهدِّدُ إن استمرتْ مسارَ التحقيقاتِ بانفجارِ المرفأِ،
وتشكيلَ لجانِ الانتخاباتِ، والتي من شأنِ عدمِ بتها، أن تطيحَ بالانتخاباتِ النيابيةِ برمَّتها .
***
هل تحصلُ الانتخاباتُ؟
تبدي مصادرُ دبلوماسيةٌ رفيعةٌ قلَقَها من "العثراتِ" الواقفةِ امامَ الآلياتِ التنفيذيةِ للانتخاباتِ،
مَن وضعيةِ القنصلياتِ والسفاراتِ بالخارجِ، الى مشاكلِ عدمِ اكتمالِ مصادرِ التمويلِ في الداخلِ، باعتبارِ ان ثمةَ اموالاً سيتمُّ تأخيرُ البتِّ بها لما بعدَ ايار،
بالاضافةِ الى عنصرٍ اساسيٍّ، لن يغيبَ عن البالِ، وهو خللٌ امنيٌّ معيَّنٌ على اكثرِ من خطٍّ قد يؤجلُ الانتخاباتِ لا سمحَ اللهُ .
***
مَنْ المستفيدُ من عدمِ اجراءِ الانتخاباتِ ، حتى الساعةِ معارضونَ وموالونَ في السلطةِ وخارجَها، يَجزمونْ ويؤكدونْ مصلحتهمْ في اجراءِ الانتخاباتِ .
ولكنْ هل نُصدِّقُهمْ وتحديداً مَن هم بالسلطةِ والمنظومةِ، هل مَن مصلحتِهمْ اجراءُ انتخاباتٍ تُطيحُ بهمْ ؟
وهل مَن مصلحتِهمْ تسهيلُ الامورِ لتداولِ السلطةِ؟
وهمْ يُدركون سلفاً ان ما اغرقَوا الناسَ به من مصائبَ وويلاتٍ ستنزلهمْ عن كراسيهم وستؤدي بهمْ الى قعرِ الجحيمِ .
***
ولكنْ هل البدائلُ في الثورةِ جاهزةٌ ، وهل توحَّدتْ المعارضةُ والثورةُ والثوارُ على برنامجٍ انتخابيٍّ واحدٍ؟
حتى الساعةَ يختلطُ الحابلُ بالنابلِ في صفوفِ الثوارِ مع الأسفِ،
وها همْ بعضُ مَن لبسوا واستفادوا من السلطةِ سابقاً "يلتحفونَ" اليومَ ثوبَ الثوارِ، ويحتمونَ بعباءتهمْ ويَركبونَ في اللوائحِ.
هل هذا هو المطلوبُ لِمنْ خرجوا من شباكِ السلطةِ ليعودوا من شباكِ الثورةِ العريضةِ؟
***
الانكى انهمْ يأتونَ الى لوائحِ الثورةِ باموالِ الخارجِ، ويبتزونَ ثوارَ الارضِ حيثُ اصبحوا هم أمَّ الصبي وعريسَ الانتخاباتِ.
فعلاً مسخرةٌ...
هل هذا ما تستحقهُ ثورةُ 17 تشرين .
وهل هذا ما ناضلنا من اجلهِ،
حتى يستبدلَ نفوذُ السلطةِ والاحتلالِ في السابقِ، بالمالِ الانتخابيِّ الآتي على جناحِ الجمعياتِ NGOs ،ومؤسساتِ المجتمع المدنيِّ، والتي "تنغلُ نغلاً" بكلِّ قريةٍ ومدينةٍ .
***
أليسَ ما يجري مستغرباً ، وأينَ كانَ هؤلاءُ،
عندما نكَّلتْ السلطةُ بكلِّ ادواتها بثوارِ الارضِ، واوقفتهمْ وضربتهمْ ونكَّلتْ بهم وساقتهمْ الى المحاكمِ؟
الا يستحقُ الثوارُ لوائحَ نظيفةً من كلِّ ملفاتِ السلطة والسلطاويين ،
والذين يُلوِّحونَ بدولاراتهمْ الفريش لشراءِ اللوائحِ والمقاعدِ وذممِ الناسِ.
هل هذا ما نستحقهُ؟