مقالات وأراء

من كازاخستان إلى أوكرانيا، من يحفِّز الدب الروسي؟

2022 شباط 12
مقالات وأراء

#الثائر

- " ظافر مراد " ==خاص==خاص==

خرجت روسيا من كازاخستان منتصرة بعد تدخل قواتها الحاسم لصالح الحكومة الكازاخية في مواجهتها للإضطرابات الغامضة، والتي من المرجح أن تكون ذات توجيهات وتعليمات خارجية، ولمن لا يعرف لماذا تدخلت روسيا في كازاخستان، فسنشرح له الحقائق التالية:

1- كازاخستان هي أحدى دول الإتحاد السوفياتي السابق، والتي تقودها حالياً حكومة ذات علاقة ممتاز مع روسيا، وتعتبر الحليف الأقوى لها في المنطقة.

2- تعتبر كازاخستان أقوى دولة في آسيا الوسطى إقتصادياً وعسكرياً، بسبب صناعة النفط والغاز لديها، وتصديرها للخارج.

3- تقع كازاخستان في قلب آسيا الوسطى بين روسيا والصين، العدوين التقليدين للولايات المتحدة، وبالتالي فإن ضرب الإستقرار فيها، سيؤثر حتماً على النشاط الإقتصادي والحركة التجارية في هذه المنطقة، وسيوقعها في فوضى ستكون لها تداعيات سلبية جداً على روسيا والصين.

4- ترتبط كازاخستان مع روسيا بما يسمى "معاهدة الأمن الجماعي" ، وهذه المعاهدة بدأت أساساً بينها وبين بعض دول الإتحاد السوفياتي السابق في العام 1992، تحت مسمى "كومنولث الدول المستقلة" كمنافس لحلف شمال الأطلسي والإتحاد الأوروبي.

5- أعادت رابطة الدول المستقلة في أيار 2002 ، تسمية نفسها بإسم منظمة معاهدة الأمن الجماعي، مع التركيز المعلن على الحفاظ على السلامة الإقليمية، ويوجد سبع دول اعضاء في هذه المعاهدة، وهي على التوالي: روسيا، بيلاروسيا، أرمينيا، كازاخستان، قيرغيزستان، طاجاكستان وأوزبكستان وتم وضع خطط طويلة الأمد لإنشاء قوة مشتركة للرد السريع لدعم "الأمن الجماعي". كما دعت الخطة إلى بنية دفاع جوي مشتركة وتنسيق السياسات الخارجية والأمنية والدفاعية.

هدفت أحداث كازاخستان إلى حرف الإنتباه والجهد العسكري والأمني الروسي عن أوكرانيا، إضافة إلى زعزعة أمن وإستقرار الخاصرة المشتركة لروسيا والصين في المنطقة، حيث أن هذه الأحداث ترافقت مع التوتر على الحدود الروسية الأوكرانية، والحديث عن نية روسيا مهاجمة الأراضي الأوكرانية وقلب النظام فيها لمصلحة نظام آخر موالي لها، وبذلك يقوم الغرب بإرباك الرئيس الروسي بوتين، بفتح جبهات أخرى تهدد محيطه الحيوي، وبنفس الوقت إرسال رسائل مفادها أن هناك العديد من الوسائل لمواجهة روسيا وتقويض سيطرتها في مناطق إهتماماتها، في حال تجرأت وهاجمت الاراضي الأوكرانية، وفي مقاربة للموقفين الغربي والروسي، يجب إيضاح عدة نقاط هامة:

6- لن تسمح روسيا لأوكرانيا بأن تكون مصدر تهديد قريب عليها، من خلال إنضمامها لحلف الناتو، ونصب منظومات صواريخ إستراتيجية هجومية، أو قواعد أسلحة تقليدية وغير تقليدية.

7- تعتبر أوكرانيا منطقة إهتمام وتأثير روسي عالي المستوى، ومن خلالها قد يتم تهديد الأمن القومي الروسي، وكما يعلم الجميع فإن لدى روسيا موالين في كثير من مناطق الداخل الأوكراني، لا سيما في إقليم دونباس، والذي يشهد حركة إنفصالية قوية. 

8- لن تتوانى روسيا عن شن الحرب على أوكرانيا إذا إستشعرت الخطر الحقيقي، ولم تجد حلولاً ديبلوماسية مجدية، وهي قد إستكملت تحضير قواتها على الحدود من عدة جهات.

9- بدأت روسيا مناورات عسكرية مع بيلاروسيا، ما يؤشر إلى أنها لن تكون بمفردها في حال إندلاع الحرب مع أوكرانيا، وتدخل دول أخرى.

10- لا تستطيع أوروبا أن تدخل بمواجهة عسكرية مع روسيا، كرمى لخاطر الولايات المتحدة أو لأوكرانيا،  وموقفها سيبقى موقفاً سياسياً ديبلوماسياً، سيكون سقفه الأعلى فرض عقوبات اقتصادية معينة.

11- تمتلك روسيا ورقة الغاز الذي تحتاجه أوروبا كثيراً، وإن أي إجراء تتخذه روسيا بقطع الغاز عنها سيتسبب بكارثة  إقتصادية ومعيشية.

12- لن تتدخل أي دولة في قتال مباشر مع روسيا في حال هاجمت الأخيرة أوكرانيا، والذي على الأرجح سيكون هجوماً صاعقاً مترافقاً مع تحركات داخلية موالية، وسيستهدف العاصمة كييف مركز القرار، حيث من المرجح أن يكون الهجوم الرئيسي من داخل أراضي روسيا البيضاء بإتجاه العاصمة الأوكرانية.

13- أكدت تصريحات الديبلوماسيين الغربيين أن المساعدات لاوكرانيا ستقتصر على دعمها بالسلاح والخبراء، وكل ما يقومون به في الحقيقة بهدف رفع سقف المواجهة ومن اللافت ان الأكثر حماساً للحرب هما الولايات المتحدة وبريطانيا.

في الحقيقة أن الولايات المتحدة منزعجة من التقارب الإقتصادي وتبادل الطاقة بين بعض الدول الأوروبية وروسيا، وهي تطرح نفسها كبديل لمصدر الطاقة لأوروبا بالرغم من الكلفة الأعلى والمسافة الأطول لخطوط الإمداد، كما أنها منزعجة أيضاً من إستقلالية القرار الأوروبي في كثير من القضايا والأحداث الدولية، وهي بهذه الحرب ستعيد هاجس التهديد والخطر الروسي على الأمن الأوروبي، ما يجعل القارة العجوز تقع مجدداً في حضن السياسة الخارجية الاميركية.

يُرجى الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية عند نسخ أي شيء من مضمون الخبر وضرورة ذكر اسم موقع «الثائر» الالكتروني وإرفاقه برابط الخبر تحت طائلة الملاحقة القانونية.

اخترنا لكم
عودةٌ إلى الوراءِ!
المزيد
هل نحن مقبلون على حرب شاملة؟
المزيد
خوفًا من الصراع... شركات طيران تعلّق رحلاتها إلى الشرق الأوسط
المزيد
"شُحنَت في صيف 2022".. شركة "البايجر" وهمية؟
المزيد
اخر الاخبار
"خطواتٌ جديدة" على الحدود!
المزيد
بزشكيان: ندعو إلى وحدة المسلمين لوقف المجازر الإسرائيلية
المزيد
تعليق للشركة اليابانية حول انفجارات أجهزة اللاسلكي
المزيد
الحزب ينعى مؤسّس قوة الرضوان ابراهيم عقيل وهيئة أركانها
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
جمالي: الأهم من الاستعراضات البهلوانية مصلحة أهل الفيحاء وألف شكر للحريري رجل الدولة والمؤسسات
المزيد
ميقاتي بحث مع ملك الاردن في الاوضاع وتوسيع التعاون
المزيد
قبلان يطالب الدولة بتحمل مسؤولياتها بتوفير الأمن والاستقرار والتصدي للفلتان الأمني
المزيد
هل نحن مقبلون على حرب شاملة؟
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
اتفاقية تعاون بين جمعيّتي "غدي" و"الملكية الاردنية لحماية الطبيعة" الناصر: حماية الطبيعة لا تعرف حدود، فهي مثل الطائر الذي يطير وينتقل من مكان إلى آخر غانم: نؤمن أن التعاون هو أرقى أشكال التطور
بيان للدفاع المدني بعد الانتهاء من عمليات إطفاء مطمر برج حمود
شكوى بجرائم بيئية ضد الدولة اللبنانية امام مجلس حقوق الانسان الدولي
محمية أرز الشوف في المنتدى الإقليمي للحفاظ على الطبيعة لدول غرب آسيا، هاني: نعمل مع شركائنا لزيادة المناطق المحمية
لجنة البيئة تواكب حريق المكب وتدعو لإقفال المطامر الشبيهة.. وياسين يعتذر
فياض: تنظيف مجاري الأنهر بمزايدات لتفادي الفيضانات وحماية البنى التحتية