#الثائر
ترأس راعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار ، قداسا في كاتدرائية مار الياس الحي عند البوابة الفوقا في صيدا، لمناسبة عيد مار مارون، عاونه فيه الأب جهاد فرنسيس ممثلا المطران إيلي بشارة الحداد والخوري جان بول شربل والخوري رالف شمعون والشدياق عبدالله بو عيد، في حضور النائب ميشال موسى وأبناء الابرشية وعدد من طلاب الإكليريكية البطريركية في غزير.
بعد الإنجيل كانت عظة للعمار تناول فيها روحانية عيد مار مارون، داعيا الى التمسك بهذه الروحانية. وقال: "أسباب مصيبتنا الكبرى في هذا الوطن هو عدم تحاور المسؤولين مع بعضهم البعض وانعدام الثقة، فبالحوار والتعاون مع بعضنا البعض يمكن ان نبني الوطن الذي نحلم به وكما يراه العالم بلد الرسالة".
وقال: "وجودنا المسيحي في هذا الشرق من وقت ما وجد على ايام سيدنا المسيح، والاضطهادات تلحقنا، وهذه الاضطهادات حتى الموت ولكن مقابل هذه الاضطهادات اذا عدنا الى تاريخنا ووجدنا كم هناك من آباء تركوا لنا إرثا روحانيا مميزا، نرى انفسنا به في الكنيسة العامة وكل أبناء الكنيسة المؤمنة يعودون اليه ليستمدوا منه شجاعة وروحانية. هذه القوة هي كنز آبائنا القديسين الذين عاشوا في هذا الشرق وبهذا الاضطهاد. مار مارون يعلمنا ان نعرف نسلم ذواتنا للرب، وان نعمل ونتعب ونجاهد ان نعمل كل شيء لنكون اشخاصا محترمين على كل هذه الارض ولكن اهم دور ممكن ان نلعبه ايمانيا وسياسيا واقتصاديا وحياتيا، ان نكون نحن ابناء مارون ابناء المسيحيين الذين عاشوا في هذا الشرق، من جهة لا نخاف من الصعوبات ومن جهة ثانية ان نجعل قلبنا وفكرنا وروحانيتنا منفتحة للحوار مع الجميع واللقاء مع الجميع للتعاون مع الجميع من اجل خير الجميع".
وختم: "من أسباب مصيبتنا الكبرى في هذا الوطن ان المسؤولين السياسيين بأغلبيتهم لا يتحاورون مع بعضهم البعض بصدق وثقة. كل واحد يخاف من الاخر وكل واحد يخاف على نفسه ولكن يجب ان نخاف من ان نبعد عن الرب ولا نخاف من تلك الاشياء. اذا كانت لدينا الجرأة أن نثق بالآخر رغم وضعه الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ونتحاور معه ونكون قريبين لبعضنا بالحوار والتعاون، يمكن ساعتئذ أن يكون لدينا وطن مثالي جميعنا نحلم به وكل العالم ينظر الينا لأن يكون هذا الوطن وطن الرسالة".