#الثائر
-" الهام سعيد فريجة "
حينَ يكونُ راتبُ الطبَّاخِ في السفارةِ اللبنانيةِ في باريس 5050 دولاراً أميركياً شهرياً ، كيف لا نُدرِكُ أيَّ سلطةٍ مجرمةٍ تحكُمنا .
راتبُ الطباخِ شهرياً يُوازي رواتبَ عشرينَ عميداً في الجيش اللبنانيِّ شهرياً ، فهلْ من إجرامٍ أقسى من هذا الإجرامِ؟
عن أيِّ دولةٍ تتكلَّمونَ ؟ عن أيِّ حكومةٍ تتحدَّثونَ ؟ عن أيِّ سلطةٍ تنفيذيةٍ تُدافعونْ ؟
***
اللبنانيونَ حينَ كانوا يُشاهدونَ كيفَ ان المغربَ استنفرَ كلَّ قواهُ وقدراتهِ من أجلِ الطفلِ ريان ، تمنوا لو أنهم ولِدوا في المغربِ حيثُ الدولةُ تنقلُ الجبلَ وتحفرهُ من أجلِ محاولةِ إنقاذِ طفلٍ ،
فيما في لبنان، قد اوصلتنا هذهِ السلطةُ المتسلِّطةُ مُهشَّمينَ الى قعرِ البئرِ.
***
على أيِّ حالٍ ، كأنَّ لبنانَ لم يعدْ منتمياً إلى الكرةِ الأرضيةِ .
ولم يعدْ في لبنانَ سوى طبقتينْ :
طبقةُ السَّارقينَ، وطبقةُ المسروقينَ... المعادلةُ واضحةٌ وصريحةٌ ، حينَ تكونُ هناكَ سرقةٌ ، يكونُ هناكَ سارقٌ ومسروقٌ.
في حالتِنا اللبنانيةِ هناكَ مسروقٌ ، هو الشعبُ اللبنانيُّ، فمَنْ هو السارقُ؟
السارقُ ليسَ شخصاً واحداً ، إنها المنظومةُ الفاسدةُ إياها ، مؤلَّفةٌ من سياسيينَ ووزراءَ ونوابٍ وموظفي فئة اولى،
هل رأيتمْ سياسياً يشكو من أنه خسرَ ودائعهُ في المصارفِ ؟ كيفَ لسياسيينَ ان يُسافروا وان يُسفِّروا أبناءهمْ للدراسةِ في الخارجِ؟
مَن أينَ يأتونَ بالـــ " فريش دولار" لو لم تكنْ اموالهم قد هُرِّبتْ إلى الخارجِ ؟
وأكثرُ من ذلكَ ، حينَ تُوضَعُ الخططُ للتعافي الإقتصاديِّ ولتوزيعِ الخسائرِ، فإنَ العبءَ الأكبرَ يقَعُ على المودعينَ ،
فيما يتمتَّعُ افسدُ الفاسدينَ باموالنا.
بربِكمْ ، هل من فجورٍ أقسى من هذا الفجورِ؟
يُسرَقُ الشعبُ فيُحمَّلُ الخسارةُ، ويُتركُ على هواهُمْ كلُّ السارقينَ!
***
لبنانُ دخلَ عملياً في عزلةٍ عن العالمِ ، لم يعدْ هناكَ شيءٌ يربطنا بهِ :
لم نعدْ جامعةً ولا مستشفى ولا طبيبَ ولا مهندسَ ولا مصرفَ ... جامعاتنا تترنَّحُ ، ومستشفياتنا تغصُّ بالمرضى وتفتقدُ إلى الاطباءِ والممرضينَ والممرضاتِ .
ماذا بقيَ من البلدِ ؟ عملياً لا شيءَ ! متى يعودُ البلدُ ؟
عملياً لا أحد يعرفُ ، فلكي يزدهرَ هذا البلدُ ، استغرقَ الامرُ ما يقاربُ النصفَ قرنٍ ،
ولكي يعودَ إلى ما كانَ عليهِ ، سيستغرقُ على أبعدِ تقديرِ سنواتٍ طوالاً،
إلاَّ إذا خرجَ ماردٌ "من الفانوس او القمقمِ" لا فرقَ...
"شبيك لبيك استعادةُ المالِ بينَ يديك"!