#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
على مدى عامينِ، إبتلعتْ مافيا الفسادِ معظمَ ودائعِ الأوادمِ ومدَّخراتهمْ. واليومَ، جاءَ دورُ الجزءِ القليلِ الباقي…
ملايينُ الملايينِ يرميها المهندسُ "الفظيعُ" لخفضِ سعرِ الدولارِ، فمنْ أينَ يأتي بها؟ لا أحدَ يحقُّ لهُ أن يسألَ.
هبطَ الدولارُ من 33 ألفاً إلى ما دون الـ22، ولكنْ بأيِّ ثمنٍ، وكمْ سيدومُ منخفضاً؟ لا أحدَ يعرفُ؟
ولكنْ، ما نعرفهُ بالتأكيدِ هو أن اهلَ الفسادِ إياهم يلعبونَ لعبةَ الهبوطِ والصعودِ لمصلحتهم، لا لمصلحةِ الناسِ…
***
لاحظوا:
منذُ أن بدأ التحضيرُ للموازنةِ- الفضيحةِ، أوقفتْ الدولةُ تقريباً كلَّ عملياتِ إستيفاءِ الرسومِ والضرائبِ.
يذهبُ المواطنُ الى الدائرةِ الرسمية فيجدها مقفلةً، أو مفتوحةً وموظفوها لا يعملون، أو يعملونَ استنسابياً "لناس وناس"…
كأنها "كلمةُ سرٍّ" بينَ الجميعِ:
لا تستوفوا الرسومَ والضرائبَ حتى إقرارِ الزيادةِ، وليدفعها الناسُ أضعافاً.
وطبعاً، هذهِ ليستْ بدعةَ الموظفِ العاديِّ المغلوبِ على أمرهِ، والذي ذابَ راتبهُ، بل هي نتيجةُ هندساتُ ادمغةِ من اوصلنا الى هذا الدركِ.
***
اهلُ الفسادِ يحتاجونَ الى المالِ. وبعدما نهبوا مالَ الناسِ والخزينةِ، يمدُّونَ ايديهمْ إلى الاحتياطِ الباقي... وإلى ما بقيَ في جيوبِ المودعينَ من قرشٍ أبيضَ خبَّأوهُ ليومهمْ الأسوَدِ.
الجبناءُ، يَمدُّونَ اليدَ إلى فلسِ الأرملةِ ورغيفِ اليتيمِ وحبَّةِ الدواءِ الباقيةِ لعجوزٍ خسرَ كلَّ شيءٍ وغادرهُ الأبناءُ والأحفادُ الى غيرِ رجعةٍ...
وبعدُ، يُخبرونكَ عن مشروعهمْ لدعمِ العائلاتِ الأكثرِ فقراً، بالملايينِ؟
فمنْ أينَ ستأتونَ بالملايينِ يا مهندسي اهلِ الفسادِ، وليسَ أمامكمْ إلاَّ طريقانِ:
1- إما طباعةُ الليراتِ مجدداً فتنهارُ العملةُ الوطنيةُ أكثرَ،
2- وإما النَّهبُ من ودائعِ الناسِ، وتوزيعها على مَن افقرتموهمْ!
وفي الحالينِ كارثةٌ…
وفوقَ ذلكَ، استبدادٌ غيرُ مسبوقٍ في أسعارِ السلعِ والخدماتِ..
عندَ صعودِ الدولارِ، كانَ عمالُ السوبرماركت يَدورونُ كلَّ دقيقةٍ ويرفعونَ الأسعارَ..
واليومَ، يخسرُ الدولارُ ثلثَ قيمتهِ، والأسعارُ تبقى على حالها، أو يتراجعُ بعضها بخجلٍ. فهلْ من تَعسُّفٍ أكبرَ، وجريمةٍ أشنعَ؟
***
كلُّ هذا لأنكمْ تُريدونَ شراءَ الوقتِ بالغشِّ:
بالموازنةِ المغشوشةِ، والتحضيرِ لانتخاباتٍ تُريدونها مغشوشةً أيضاً..
وحكمتمْ البلدَ عشراتِ السنينَ بالغشِّ والخداعِ، وتُخطِّطونَ لاستمرارِ سيطرتكمْ .
ولكنْ، نقولها لكمْ بالفمِ الملآنِ:
قطعتمْ انفاسَ الشعبِ ،كما خنقتمْ هذا الوطنَ العظيمَ.
لقد ربحتمْ معركةَ الفسادِ والهدرِ والذلِّ والتجويعِ ،
الامرُ الذي يتطلبُ "قَبعكُمْ" جميعاً بتسونامي الانتخاباتِ،
أن تجرَّأتمْ ان تتواجهوا مع كلِّ مواطنٍ افقرتموهُ، وذلَّيْتموهُ، وحرمتموهُ من عزَّةِ وكرامةِ عيشهِ الكريمِ!