#الثائر
جاء في مقال ضمن صحيفة "الاخبار" للكاتب "محمد بلوط"
.. للنقمة الفرنسية على الرئيس سعد الحريري قصة يرويها مالبرونو وشينو في الكتاب. الفرنسيون الذين استدعوا مؤتمراً دولياً لجمع 11 مليار دولار قبل حلول الكارثة الاقتصادية بلبنان، يحمّلون الحريري المسؤولية الكاملة عن فشل مؤتمر «سيدر» وتأخير تنفيذه، ثم إسقاطه. فصلان أنهيا شهر العسل بين الحريري وباريس. الأول يعود فيه مالبرونو الى مقالة له نشرت في «الفيغارو»، وإلى الصدمة التي أحدثها أحد مساعدي الحريري (الدكتور نديم الملا)، الذي فاوض الشركات الفرنسية المرشحة للحصول على صفقات واستثمارات في إطار «سيدر» في لبنان، مقابل الحصول على عمولة 20 في المئة.
الفصل الآخر يرويه بيار دوكان المسؤول عن ملف «سيدر» في لبنان، ويتعلق بخداع الحريري في صفقة سفن بقيمة 300 مليون دولار فاوض الإيطاليين عليها من دون علم الفرنسيين لغايات مالية. ويقول دوكان: «اتفقنا على لائحة من 280 مشروعاً استثمارياً، وقلنا للبنانيين: رتّبوا أولويّاتكم، لكن لا جواب. وعندما جاء الحريري الى باريس للقاء إيمانويل ماكرون وجان إيف لو دريان في العشرين من أيلول 2019، وبّخ الرجلان الحريري على التقصير».
وفي اجتماعه مع رؤساء الشركات الفرنسية الكبرى، سمع الحريري أسئلة حول المشاريع المفترضة: مطار... طرق؟ في الحقيقة لم يكن الحريري كثير الكلام، لكنه لا يريد أن يدع للدول المانحة أن تراقب الاستثمارات من داخل أجهزة الرقابة اللبنانية أو ديوان المحاسبة. صحيح أن فرنسا حشدت الأسرة الدولية لمساعدة لبنان، لكنها تطمح إلى أن تستفيد منها شركاتها، كأن تكون لـ«الستوم» صفقة توربينات، وأن تتولى «توتال» صفقات الغاز والنفط.
تذرّع الحريري أمام الفرنسيين بتدخل وزير المالية علي حسن خليل في المفاوضات على الصفقة كي لا يعيّن مندوبيه لإتمامها، فجرى تحييد خليل من قبل مرجعيته (أي الرئيس نبيه بري). ثم اختبأ الحريري خلف رفض وزير الدفاع في حينه إلياس بوصعب لصفقة شراء زوارق للقوات البحرية في الجيش اللبناني. فظنّ الفرنسيون أن جبران باسيل هو من يعرقل الصفقة، قبل أن يكتشفوا من خلال بوصعب نفسه أن الحريري هو من يرفض الصفقة، وأنه يفاوض الإيطاليين. وهي صفقة لم تتمّ في النهاية، بل سقط «سيدر» بأكمله.