#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بكلِّ إتقانٍ، وباعصابٍ "سوبر باردة" على مدى 25 عاماً، نفَّذتمْ الأولوياتِ التي في رؤوسكمْ،
أولويَّاتُكمْ كانتْ التنكيلَ بالمواطنينَ... فساداً وهدراً وتجويعاً وتهجيراً، وقد نجحتمْ...
والآنَ، جئتمْ تتسوَّلونَ على ظهرهمْ...
***
لو بقيتْ عندكمْ ذَرَّةٌ من كرامةٍ، لاختفيتمْ خجلاً عن وجهِ الأرضِ، ولكنْ، مِن أينَ لكمْ هذا؟
صيتُكمْ المُخزي صارَ عنواناً في العالمِ...
فكيفَ لأولادنا الرافعينَ رؤوسهمْ تفوُّقاً وكرامةً، أن يُخبروا العالمَ ويقولوا:
نعم، هؤلاءِ الشحَّاذونَ هُم حُكَّامُنا!
وهؤلاءِ هم النهَّابونَ الذينَ كانوا وراءَ تشريدنا!
***
ولكنْ، كونوا على ثقةٍ… فِلسٌ واحدٌ لن يأتيَكمْ!
فالدنيا كلُّها تعرفكمْ، وتدركُ أنكمْ متمسكونَ بكراسيكمْ ،كما انتمْ جاثمونَ على قلوبِنا.
العالمُ كلهُ يعرفُ أنكمْ شبعانون... بل مُتْخَمون، وأنَ المواطنينَ "نتَفْتُمْ جِلدهمْ عن لحمهمْ".
معكمْ حلَّتْ اللعنةُ وانهارتْ المؤسساتُ ووصلنا إلى الارتطامِ المدوِّي…
ومنكمْ تَخرَّجَ الفاسدونْ، ولم يتخرَّجْ أيُّ "أفلاطون"...
ومع ذلكَ، تتبجَّحونَ... وأنتمْ حديثو النعمةِ،
وقد تدرَّجتمْ منذُ 25 عاماً في نخرٍ بالفسادِ و"السلبطةِ" والمشاريعِ الوهميةِ… وقد نجحتمْ بامتيازٍ!
***
… وتدَّعونَ أنكمْ لبنانيون؟
باللهِ عليكمْ عَلامَ تتباهونَ وأنتمْ مسحتمْ الوطنَ عن خريطةِ العالمِ…
كُلكمْ على بعضكمْ مجموعةٌ مؤلفةٌ لا اكثرَ من "2000 رأس"، "بالزائدِ او بالناقصِ" ،
تمسكتمْ وتحكَّمتمْ بالبلادِ والعبادِ، بسياساتكمْ الداخليةِ والخارجيةِ، وبسوءِ اداراتِ كلِّ مفاصلِ الدولةِ...
مَنْ يريدُ التباهي بأنهُ لبنانيٌّ أصيلٌ، أليسَ واجبهُ الحفاظُ على عراقةِ لبنانَ وتاريخهِ الراقي والحافلِ بالإبداعاتِ؟
صدِّقونا لو أحسنتمْ قيادةَ البلدِ إلى برِّ الأمانِ لصفَّقنا لكمْ وقُلنا:
ونِعْمَ الحكامُ!
***
حمداً لله أن في عمقِ هذا الظلامِ الدامسِ، مؤسسةٌ نرفعُ لها القبعةَ ونُلقي التحيةَ بفخرٍ واحترامٍ وتقديرٍ،
إنها مؤسسةُ الجيشِ اللبنانيِّ بقيادةِ العمادِ القائدِ جوزف عون، وبأركانها وضباطها وأفرادها الذينَ طالهمْ ما طالَ الوطنَ والمواطنَ، لكنهمْ صامدونَ بغصَّةٍ وبشموخٍ وطنيٍّ،
وألفُ تحيةٍ لكمْ في مديريةِ المخابراتِ في جيشنا الأبيِّ، برئاسةِ العميد أنطوان قهوجي، وأنتمْ الساهرونَ دوماً على أمنِنا...
وألفُ تحيةٍ لكمْ في المديريةِ العامةِ للأمنِ العامِ، برئاسةِ اللواء عباس ابراهيم، الصامتِ الأكبر، المعاني الاكبرَ خصوصاً لِما تشهدهُ المؤسسةُ من كثافةِ طلباتٍ للهجرةِ،
***
مِن حُسنِ أقدارِ لبنانَ أن هناكَ مَنْ هو ساهرٌ وجاهزٌ لإنهاضهِ، ولو حوَّلهُ الفاسدونَ إلى ركامٍ،
وأنَ فيهِ شعباً حضارياً أصيلاً، وأبناءً مبدعينَ ولو شرَّدتهمْ الغربةُ…
بابنائنا جميعاً سنرفعُ رؤوسنا على الدوامِ،
والأملُ بالمستقبلِ سينبضُ،
ولنْ يموتَ لبنانُ وطنُ العزَّةِ والكرامةِ والشعبِ العنيدِ.