#الثائر
- " الهام سعيد فريخة "
يا شياطينَ الشرِّ!
ها قد وصلتمْ الى غايتكمْ المنشودةِ، فماذا تريدونَ بعدُ؟
تسبَّبتمْ بتعاسةِ الكبيرِ والصغيرِ، شرَّدتمْ مئاتَ آلافِ العائلاتِ اللبنانيةِ، وهجَّرتمْ جيلاً صاعداً بكاملهِ، فماذا تُريدونَ بعدُ؟
منذُ انتهاءِ حروبِ الآخرينَ على أرضنا، بدأتمْ تَنسجونَ مؤامراتكمْ على الوطنِ والشعبِ،
لَمْلَمتمْ بعضَكمْ بعضاً، تجمَّعتمْ، مرَّرتمْ الخدماتِ في ما بينكم، وبدأتمْ تتفنَّنونَ في الشُّرورِ...
أشرارٌ أنتمْ، بل أنتمْ الشيطانُ بعينهِ...
وهل الشرُّ سوى الشيطانِ في كلِّ الأديانِ السماويةِ؟
فكفانا اللهُ شروركمْ السوداءَ بحقِّ هذا الشعبِ الطيِّبِ النبيلِ،
كفانا شرورَكمْ بالصفقاتِ، بالعمولاتِ، بالسمسراتِ، بالتلزيماتِ، بالكهرباءِ والاتصالاتِ وكلِّ الإداراتِ والمرافقِ والمصالحِ… وبالأخضرِ كما باليابسِ...
شُرورُكمْ بالهدرِ المكشوفِ المفضوحِ، وبالنهبِ الخفيِّ المستورِ،
وفي الحالتينِ،
أموالُ اللبنانيينَ صارتْ حراماً في جيوبكمْ وفي أرصدتكمْ المشبوهةِ عبرَ العالمِ…
***
نعم، في بلادنا الحزينةِ... "أشرارُ الشرِّ" بعضُهمْ يُهندسُ الفسادَ والنهبَ،
وبعضُهمْ يتواطأُ ويلبِّي ويسهِّلُ،
والكلُّ يَسترُ على الكلِّ لتُصبحَ الجريمةُ كاملةً...
***
ألم تتعبوا، وقد نهبتمْ من جيوبِ المواطنينَ جنى أعمارهم فاختفتْ وتبخَّرتْ؟
كما مدَدتمْ أيديكمْ القذرةَ إلى أموالٍ جمعها المُودعونَ الشرفاءُ بدمِ القلبِ وعرقِ الجبينِ…
واليومَ، نسمعُ قهقهةَ الشياطينِ فوقَ جثثِ الضحايا،
ضحايا دولاركمْ "الطالع- نازل" كالمنشارِ، بدماغِ الهندساتِ الخبيثةِ والتواطؤِ الشريرِ…
وبعدُ، إشاعةٌ تلوَ إشاعةٍ، عن دولارٍ سيصلُ إلى 30 ووصلَ، والى ما فوق، ثم الى 40 أو 50 أو أكثرَ…
و"لا شيءَ يتكذَّبُ عنكمْ"، كما يُقالُ، لأنكمْ شياطينُ الشرِّ الأكبرِ،
شياطينُ الذلِّ والجوعِ والتهجيرِ والقهرِ والمرضِ…
ولأنَ لا حدودَ للشرِّ ما دامَ هذا الوطنُ الحزينُ مخطوفاً إلى جهنَّمكمْ الحمراءِ...
***
وبعدُ، على أنقاضِنا، وفوقَ بؤسِنا وتعاستنا، تتقاسمونَ الحصصَ للانتخاباتِ في عتمةِ الزوايا… "اعطيني لأعطيك، واحميني لأحميك"...
تُريدونَ الإطاحةَ بنا، نحنُ الأكثريةُ الحضاريةُ الصامتةُ… حتى لا نُحقِّقَ هدفنا السامي، ونجعلَ الانتخاباتِ فرصتنا لولادةِ لبنانِنا الجديدِ.
ألهذهِ الدرجةِ تَخافونَ أصواتَ الحقِّ، وكيفَ ستلتقي، ولمنْ ستكونُ؟
***
وبعدُ، أنتمْ تُراهنونَ على "الجوعِ الكافرِ"، في الأشهرِ الآتيةِ، لتشتروا البطنَ الفارغَ بدولارٍ واحدٍ فريش... أو بدولارينْ؟
فأيُّ شرٍّ أنتمْ، مجسَّدٌ بأشكالٍ بشريةٍ. وما أحوجنا اليومَ إلى تذكُّرِ كلماتِ جبران:
الخَيرُ في الناسِ مَصنوعٌ إِذا جُبِرُوا،
وَالشرُّ في الناسِ لا يَفنى وَإِن قُبرُوا...
***
تَضحكونَ في سرِّكمْ وتقولونَ:
مِن أينَ للشعبِ أن يشتريَ صفيحةَ بنزينٍ تُوصلهُ إلى الساحةِ ليصرخَ: "كلُّكمْ يعني كلَّكم"، يا أفسدَ فاسدي الفسادِ...
وتضحكونَ لأن الناسَ صارَ أقصى طموحهم لقمةً مبلولةً بالدمعِ عندَ المساءِ، مع كوبٍ من الشاي وكسرةِ خبزٍ وقطرةِ ماءٍ…
ولكنْ، لا…
هذا النبضُ الباقي في وجدانِ الشعبِ الصامدِ المناضلِ لن يختنقَ...
وهذا الايمانُ الراسخُ في قلبهِ لن ينطفئَ…