#الثائر
عقد وزير التربية والإعلام بالوكالة الدكتور عباس الحلبي والصحة العامة الدكتور فراس الأبيض مؤتمرا صحافيا مشتركا، في وزارة الاعلام، في حضور ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتورة إيمان الشنقيطي، ممثل عن اليونيسف في لبنان الدكتور شاو أونج، المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، المدير العام لوزارة التربية فادي يرق، رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، مدير الدراسات في وزارة الاعلام خضر ماجد، ممثل عن الصليب الأحمر اللبناني قاسم شعلان، مديرة مكتب الوزير الحلبي رمزا جابر، منسق عملية التلقيح في وزارة التربية الدكتور داني حامض، المستشار الاعلامي للوزير الحلبي البير شمعون.
وتناول المؤتمر البروتوكول الصحي وأهمية الإجراءات الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا، والعودة الى المؤسسات التربوية والتعليم الحضوري.
وزير التربية
بداية، تحدث الوزير الحلبي، فقال: "عندما يرتفع منسوب التفلت الإجتماعي، يرتفع معه منسوب تفشي الوباء. هذه حقيقة علمية تجعلنا نتوقف عندها لنرفع الصوت مع معالي وزير الصحة ومنظمة الصحة العالمية والأصدقاء في اليونيسف والصليب الأحمر اللبناني، من اجل دعوة جميع المواطنين من دون استثناء إلى أخذ اللقاح واعتماد البروتوكول الصحي في ارتداء الكمامة والتباعد وغسل اليدين وعدم المخالطة مع اي شخص مصاب. وإننا نعول في ذلك على تعاون وسائل الإعلام معنا، لنكرر كل يوم من دون ملل، الدعوة إلى اتباع هذه التدابير والإجراءات، حفاظا على صحتنا وصحة اولادنا ومجتمعنا واقتصادنا وإنتاجنا، وقبل كل شيء للحفاظ على مؤسساتنا التربوية والجامعية سليمة وقادرة على القيام بمهامها التربوية".
اضاف: "إننا نمضي نحو فتح المدارس وسائر المؤسسات التربوية والجامعات في العاشر من الشهر الحالي بالتوافق مع وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية وجميع الشركاء من المنظمات الدولية، ضمن المعايير المحددة صحيا، وإن الهدف الأساسي هو الإفادة من التجارب العالمية بإبقاء المدارس مفتوحة مع التقيد بالإجراءات للحد من أي تبعات في حال الإصابة".
وتابع: "لقد كان الأسهل علينا ان نقفل في حال التفشي الكبير، وان نقفل البلاد إذا رأت السلطات الصحية والرسمية ذلك، لكننا قررنا أن نتعاون مع الأهالي اولا لتلقيح انفسهم وأولادهم، ومع المؤسسات التربوية الرسمية والخاصة لشمول التلقيح جميع الأساتذة والإداريين والعاملين والتلامذة ضمن الفئات المستهدفة".
واكد الحلبي ان "العام الدراسي لا ينتظر، ولن نقبل بخسارة عام دراسي مهما كانت التضحيات، لأن مصلحة الأجيال في رأس الأولويات، لذلك نريد لأبنائنا الصحة والسلامة والعلم والحماية، وذلك عبر التحصين والتنبه وعدم التفلت في المنازل اولا، وفي المدارس ثانيا، وفي المجتمع واماكن التجمع ثالثا".
وقال: "إننا نعول على التعاون اللصيق مع معالي وزير الصحة وفريق عمل الوزارة والجمعيات والمجتمع المدني والمتطوعين، للقيام بحملات التطعيم والمتابعة، كما نعول على وعي المجتمع لخطورة عدم التسجيل لنيل اللقاح. وقلما يوجد احد لم يفقد عزيزا في هذه الجائحة، فلنتعلم ونتعظ ونغتنم الفرصة لحماية صحتنا والحفاظ على وطننا وإنقاذ العام الدراسي".
وشكر منظمة اليونيسف "على الدعم المادي وتوفير مقومات العودة سابقا ولاحقا، ونطلب المزيد من الكمامات وأدوات التطهير والنظافة، ونشكر منظمة الصحة العالمية على المتابعة والتوجيهات واللقاحات. ونشكر الصليب الأحمر اللبناني ومتطوعيه الذين لبوا النداء في كل هذه الحملات، كما نشكر المتطوعين مع حملة وزارتي الصحة والتربية لتنفيذ الحملات في المدارس".
وقال: "أود ان نضع الرأي العام في أبرز الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لتأمين عودة آمنة إلى المدارس:
- البروتوكول الصحي تم تيويمه وأصدرنا كل التعاميم اللازمة بالتنسيق مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف والصليب الاحمر اللبناني.
- تم إنتاج فيديوهات توعوية شاركت فيها كل الوزارات المعنية، ونتمنى عرضها في وسائل الإعلام، إذ أن للإعلام الدور التوعوي الأهم ونحن نحتاج لمساعدتكم.
- تستكمل الوزارة توزيع المعقمات والكمامات على القطاع الرسمي بدعم من منظمة اليونيسف والصليب الاحمر اللبناني.
- أنشئت بالتعاون مع الصليب الاحمر الذي يواكب الوزارة على مدار الساعة، غرفة عمليات تدير ملف كورونا ويقوم الصليب الاحمر بتتبع الحالات tracing.
واستنادا لذلك يتخذ قرار اقفال صف او طابق او مدرسة في حال وجود اصابات.
- تنشر وزارة التربية كل اصاباتها بطريقة شفافة من خلال dashboard ويستطيع اي شخص الولوج اليه لمعرفة عدد الاصابات في كل مدرسة أو محافظة.
-الـ rapid test تم توزيع قسم منه على المدارس التي شاركت بالتدريب الذي اقيم من جانب وزارتي التربية والصحة ووضعنا آلية لاستكمال آلية التوزيع.
-تم تحضير لوائح اللقاحات من المدارس وسنتعاون مع وزارة الصحة لتفعيل الحملة من خلال العيادات النقالة في المدارس.
- تقوم الوزارة بزيارات للتأكد من تطبيق البروتوكول الصحي في المؤسسات التعليمية من خلال جهاز الارشاد والتوجيه للمدارس والثانويات الرسمية ومصلحة التعليم الخاص للمدارس الخاصة. وابتداء من 10 كانون الثاني سنكثف هذه الزيارات وسيشرف الوزير شخصيا على تنفيذها ومحاسبة المدارس التي لا تلتزم".
وأكد وزير التربية "أن انتشار الفيروس جاء خلال العطلة، وبالتالي علينا التنبه لجعل المدرسة مكانا للانضباط واتباع المعايير الصحية وتخفيف الإنتشار الوبائي، وذلك بوعينا وإدراكنا وتصميمنا، وهكذا ننقذ اجيالنا من تضييع فرصة التعليم حضوريا، وان لا خيار غير التعليم الحضوري على الرغم مما نتعرض له من حالات مغرضة وبعض المواقف السلبية التي لا تدرك ان مصير التربية والتعليم في لبنان على المحك اذا نحن فوتنا فرصة الدراسة حضوريا من جهة، ومن جهة ثانية فان المترددين نحيلهم الى التعميم الذي صدر عن الرئيس ميقاتي بهذا الخصوص".
وشكر وسائل الإعلام على "التعاون في هذا الجهد الوطني المبارك"، وقال: "اعتمادنا كبير على وسائل الاعلام لتساعدنا في هذه الحملة، اولا للتوعية ودعوة الناس الى التسجيل على المنصة لتلقي اللقاح. اللقاحات مجانية وهي موجودة في كل المناطق اللبنانية وبصورة خاصة في المناطق البعيدة. نتوجه الى الجميع بضرورة التسجيل، فهذه أسهل وارخص طريقة لنحمي مجتمعنا ولنؤمن لمدارسنا الجو الآمن. الاقبال على تسجيل جميع الطلاب من 12 عاما وما فوق الى جانب الاساتذة وافراد الهيئات التعليمية والعاملين في المدارس واهاليهم، آملين ان يتم التجاوب".
وختم: "نعول جدا على وسائل الاعلام في لبنان في ان تساعدنا بحماية مجتمعنا ووطننا ودرء مخاطر كبيرة قد تترتب عن الاهمال وعدم التعاطي والنظر بجدية الى هذا الامر، خصوصا وان الوضع الاستشفائي والطبي كما عرضه وزير الصحة، وهذه دعوة للتضامن لحماية المجتمع".
وزير الصحة
بدوره، أوضح وزير الصحة "أن ما شهدناه في الأيام الأخيرة من إرتفاع في الإصابات يعود إلى انتشار المتحور أوميكرون الذي هو أسرع انتشارا من المتحورات التي شهدناها في السابق، وينعكس ذلك زيادة مرتفعة جدا في الإصابات في مختلف دول العالم، كما أن التجمعات التي شهدها لبنان في الأسبوعين الأخيرين في فترة الأعياد أسهمت في ارتفاع الإصابات".
وقال: "ان إطالة العطلة المدرسية أو عدم اطالتها، في ظل تزايد الإصابات، كان السؤال الذي طرح في الاجتماع الذي عقد أمس بين وزارتي الصحة والتربية، علما أن إقفال المدارس للسنة الثالثة على التوالي يشكل مأساة كارثة، لأن العلم هو أثمن ما يمكن أن نعطيه لأولادنا في ظل الأزمة الإقتصادية المتفاقمة التي نعيشها. من وجهة نظر الصحة، نعتبر أن الصحة النفسية للطلاب تكون بعودتهم إلى المدارس وممارسة نشاطهم العادي".
أضاف: "العودة المدرسية تشكل تحديا كبيرا، فهي قد تسهم في انتشار الوباء في حال عدم توفر الشروط الصحيحة المطلوب تأمينها لهذه العودة. لذلك تم قبول التحدي بالتزامن مع التركيز على أمرين: أولا التشدد في الإجراءات التي وضعت من ضمن البروتوكول الذي ذكره وزير التربية بالتعاون بين وزارتي التربية والصحة والمنظمات الدولية والذي يقوم على الإلتزام بإجراءات الوقاية بدءا من ارتداء الكمامة والتباعد الإجتماعي. وفي هذا المجال لا بد من توجيه الشكر لمنظمة الصحة العالمية واليونيسف على دعمهما وزارتي الصحة والتربية، ولا سيما في الوقت الراهن، مع تقديم منظمة الصحة العالمية مساهمة جديدة من نصف مليون كمامة لوزارة التربية".
وتابع: "الأمر الثاني الواجب التركيز عليه لتأمين العودة المدرسية يرتبط بخلق جو آمن في المدارس للمعلمين والعاملين في الإدارة لضمان خلو المدارس من الوباء"، مشددا في هذا السياق على "ضرورة إجراء الفحوصات وتحديد الإصابات المسجلة وعزل المصابين والمخالطين".
ولفت وزير الصحة إلى هبة الـRapid Antigen المقدمة من المنظمات الدولية وتشتمل على أكثر من ثمانين ألف فحص ستسلم كلها إلى وزارة التربية لاستخدامها في المدارس بهدف التأكد من الحالة الصحية لأفراد الجسم التربوي والطلابي والقيام بالمقتضى وفق ما تظهره الفحوص".
وأعلن أن "وزارة الصحة العامة تقدم بدورها لوزارة التربية عشرة آلاف فحص PCR مجاني لدعم المدارس الرسمية على أن تجرى في مختبرات المستشفيات الحكومية وفق آلية يتم تنسيقها بين الوزارتين بما يكفل عودة مدرسية آمنة تكفل حماية الجميع".
وشدد وزير الصحة العامة على أهمية اللقاح، وانه أساسي في تأمين الحماية للمجتمع". وقال: "ان حملة التلقيح التي تقوم بها الوزارة أظهرت نجاحا بحيث ارتفع عدد الملقحين أسبوعيا من سبعين ألفا إلى حوالى مئة وخمسين ألفا من بينهم تلامذة في المدارس. ولكن الوزارة وحرصا على المزيد من النتائج الإيجابية خصصت ماراتونا يومي السبت والأحد المقبلين لتلقيح الطلاب والأساتذة والإداريين وأهالي الطلاب، على أن تتم الحملة في مراكز تلقيح بالتوازي مع فرق جوالة ستجول على المدارس لإعطاء اللقاح للذين لم يحصلوا عليه".
وشجع الأبيض على أخذ اللقاح، مؤكدا أنه "يحمي من العدوى الشديدة، ومن المهم في ظل الوضع الحالي للمستشفيات في لبنان أن يتم الحد من هذه العدوى".
وتوجه إلى "الفرقاء والشركاء في وزارة التربية والمنظمات الدولية، بالاصرار على النجاح في تحدي العودة إلى المدارس فيكون العام الدراسي ناجحا من دون انتشار واسع للوباء"، آملا "أن تكون أزمة التفشي الحالية نهاية الوباء".
اسئلة وأجوبة
وسئل وزير التربية عن امكانية حصول تعديل على قرار فتح المدارس في حال حصول تفش اكبر للوباء، فقال: "من السابق لأوانه الحديث عن هذا الموضوع، وهدفنا اعادة التلامذة الى صفوفهم ابتداء من يوم الاثنين في 10 كانون الثاني مع كل الاجراءات التي اعلنا عنها اليوم وكل الاحتياطات".
وردا على سؤال، قال وزير الصحة: "كل فحوصات التسلسل الجيني تظهر ان اوميكرون في تصاعد، وان اكثر من 65% من الاصابات في الفترة الاخيرة كانت من هذا المتحور"، متوقعا "ان تكون الارقام اعلى من ذلك".
ونفى الابيض ما يتداوله البعض عن وصول بعض الحالات الى الموت على الرغم من تلقيها اللقاح، وقال: "بعد سنة من وجود اللقاح في لبنان فان عدد من يصلون الى الموت بسبب عدم تلقيهم اللقاح اكثر بكثير جدا من الملقحين ومن أي رقم ممكن لاحد ان يزودنا به".
الشنقيطي
من جهتها، أيدت الشنقيطي كلام وزيري الصحة والتربية، مؤكدة "ان اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ضد اقفال المدارس". وقالت: "اننا نخسر اجيالا بسبب الاقفال، كما حدث خلال السنوات الثلاث الماضية التي كانت صعبة علينا وعلى ابنائنا، وهي تؤثر سلبا على صحتهم النفسية".
واشارت الى ان "الحلول تكمن في زيادة نسب التلقيح، وان عدد الناس المسجلين لتلقي اللقاح غير كاف لجهة التلامذة والمعلمين"، داعية الى التسجيل بكثافة. وقالت: "اكثر من 90% من الحالات الموجودة حاليا في المستشفيات لغير الملقحين، وهذا يثبت مدى حماية اللقاح من خطورة المرض ودواعي الاستشفاء، مع وجود عوارض خفيفة".
ودعت الشنقيطي الجميع الى "تسجيل انفسهم لتلقي اللقاح من اجل التحكم بالوضع الصحي، ليعود ابناؤنا الى المدارس وحماية مستقبلهم".
اونج
وقال ممثل اليونيسف: "نحن جميعا نتشارك خطر الجائحة وعلينا العمل سويا من اجل التقليل من خطر الوضع الراهن. نحن كيونيسف، نؤكد دعمنا لوزارة الصحة الى جانب المؤسسات الاخرى، كمؤسسات المجتمع المدني، وكلها معنية لتعمل مع بعضها لمواجهة هذه الازمة".
اضاف: "اعتقد انه بامكاننا حل ما نمر به اليوم كما فعلنا سابقا، والمطلوب منا جميعا ان نبذل جهدنا وان نتفانى في هذا المجال، ولذلك نحن هنا لنقف الى جانبكم".