#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
تحت عنوان: «على شو يا خراشو»، كتب فيصل القاسم في ٢٠٢١/١٢/٢٥ في صحيفة "القدس العربي"، ونشر على موقع "Beirut Observer"، مقالاً اعتبر فيه: أن روسيا هي قزم اقتصادي بالمقارنة مع دولة صغيرة مثل كوريا الجنوبية، وعدّد جملة صناعات؛ من السيارات، إلى البدلات الفاخرة، والقمصان والعطور، إلى جملة سلع أُخرى تستوردها روسيا من الغرب، وتعجز عن المنافسة بصناعتها في الاسواق العالمية، وخلص القاسم إلى نتيجة ساخرة مفادها: أن لا قيمة للأسلحة الروسية؛ من نووية وغيرها، وهي دولة نفطية ريعية، لا تُصدّر للعالم سوى الجميلات الروسيات، ليقدّمن صورة عن الانحلال وتجارة الجنس الرخيصة. ويتوجّه القاسم في الختام إلى الروس بالعبارة التي عَنونَ بها مقاله، "على شو يا خراشو" غامزاً بما تحمل الكلمة من معنى الإهانة باللغة العربية، سائلاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سبب اعتباره روسيا "دولة عُظمى" ناصحاً إياه بمحاولة منافسة كوريا الجنوبية، قبل التطلع إلى منافسة الولايات المتحدة الأمريكية والكبار في العالم .
لا يا «خوي» فيصل ليس جيداً أن تكون جاهلاً او متجاهلاً للحقيقة، ولا أن تُعميك الضغينة والحقد عن الواقع .
لن نُخبرك عن هزيمة نابليون، ومَن خلّص دول أوروبا والعالم من خطر مخطات هتلر النازية، فواضح أنك لا تُحب التاريخ ولا الاستفادة من دروسه. ولن نُخبرك عن الصاروخ الفرط صوتي الأسرع في العالم، ولا عن طائرت الجيل الخامس من "سوخوي-٥٧" إلى "تشيك ميت" إلى الغواصات والروؤس النووية وغيرها من الأسلحة، التي تحتل المرتبة الأولى في العالم، فانت تعتقد أن لا أهمية لذلك في ميزان السياسة الدولية، ولا في حماية الأوطان، ولا أحد يلومك على ذلك، فأنت لا علاقة لك بالعسكر ولا بمفهوم الدفاع عن حدود الوطن، فسندعُك في عالمِك الافتراضي، حيث تعتقد انت (على ما يبدو) أن حماية الوطن تتم بالصراخ على التلفاز.
فقط إليك التالي :
نعم روسيا هي الدولة الأكبر بالمساحة في العالم كما ذكرت في مقالك ، لكن هي أيضاً لديها ٣٠٪ من موارد العالم الطبيعية، وهي تنتج أكثر من ٣ ملايين شاحنة سنوياً، ولقد احتلت شاحنة كاماز المرتبة الأولى عالمياً عدة مرات. كما تُنتج اليوم روسيا أكثر من مليوني سيارة سنوياً، ورُغم وصفك لماركة «لادا» بالسخيفة، فيبدو أنك ما زلت لم تشاهد نموذجها الجديد الفاخر، من نوع "فاستا" ولا من نوع "نيفا" التي فازت بجائزة أفضل سيارة دفع رباعي لعام ٢٠٢١ ، والتي تُستخدم حالياً بشكل واسع في معظم الدول الأوروبية.
أمّا فيما يخص العلوم والتكنولوجيا، ربما من المفيد تذكيرك: بأن روسيا هي أول دولة في العالم ابتكرت لقاح مضاد لفيروس كورونا كوفيد-19 العام الماضي، واليوم أكثر من خمسين دولة تعتمد هذا اللقاح المنقذ للبشرية، رغم محاربة الغرب لروسيا وصناعاتها.
لا داعي لتذكيرك برحلة أول رائد فضاء في العالم "يوري غاغارين" ، فانت يومها كنت لا تزال طفلاً صغيراً في صفوف الحضانة. لكن على الأقل يجب أن تكون قد سمعت منذ أسبوع، أن روسيا نظّمت رحلات سياحية، لعظماء من دول "الكبار" الذين تحدثت عنهم في العالم، إلى الفضاء الخارجي، وآخرهم كبار أغنياء اليابان (العُظمى)، وهم الآن يطلبون من روسيا أن تسمح لهم بالمشاركة في الابحاث العلمية، على متن المحطة الفضائية الدولية. وهل تذكر محطة "مير" التي أنشأها علماء روسيا، قبل أن يفكّر بذلك أحد من هؤلاء «الكبار» في العالم؟؟؟
وهذا الأسبوع دخلت الخدمة طائرة الركاب MC-21 ، التي تتفوق على "بوينغ" و "إيرباص" وبشهادة أفضل خبراء العالم في الطيران.
أما عن الأسلحة الكيمياوية التي تحدّثت عنها، والتي استغنت عنها روسيا منذ زمن، فهل تعلم من هو ديمتري مندلييف، الذي حفظ علماء وطلاب العالم اسمه عن ظهر قلب؟؟؟
لن نحدّثك عن التقنيات الروسية الحديثة؛ في علم الكمبيوتر، والأمن السيبراني، وتفوق روسيا في مجال تقنيات الاتصالات، وصناعة الكابلات، والشرائح الالكترونية، فربما ليس لديك براعة في هذه العلوم، كإبداعك في اللعب على الألفاظ، وشرح معاني الكلمات الروسية، لكن إذا أردت معرفة معنى كلمة يا "خوي" التي نقولها لك بالعربية، فربما عليك الاستعانة بصديق، وتوجيه السؤال ذاته ، «الذي عنونت به مقالك» إلى نفسك "على شو يا خراشو"؟؟؟ فذلك سوف يفيدك حتماً .
افتخر أنت يا دكتور فيصل قدر ما تشاء، ببدلتك الأوروبية الفاخرة، وحذائك الجلدي اللامع، فهذا ما يناسب فهمك للأمور ، ودع روسيا لعقول مبدعيها وأبطالها، فهم راضون أيضاً بأن يصنع لهم الإخرون، (ممن تعتبرهم انت "كباراً") كل ؛ أحذيتهم، وبدلاتهم، وعطورهم، وحتى ربطات العنق، أو السيارات والأدوات المنزلية ، فهذا لا يضيرهم بشيء، ولا يغيض نساء روسيا، اللواتي أنجبن رجالها العظماء، وأبطالها الذين أنقذوا عالمك من الخطر عِدّة مرات. وإذا زرت أوروبا، فاسأل حجارة برلين العتيقة، لتخبرك عن البطلات الروسيات اللواتي قاتلن إلى جانب رجالها، ودكّوا معقل النازية، وأنقذوا أوروبا والعالم من طغيان هتلر ومخططاته الهدامة. ولَك أن تتلهّى بعدها قدر ما تشاء، باللعب على الكلام وشرح معاني الألفاظ الروسية.
يُرجى الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية عند نسخ أي شيء من مضمون الخبر وضرورة ذكر اسم موقع «الثائر» الالكتروني وإرفاقه برابط الخبر تحت طائلة الملاحقة القانونية.