#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
مَن يعرفُ "النجيبَ العجيبَ" يدركُ حجمَ الفرحةِ الوهميةِ التي يعيشيها وهو يحتفلُ بالاتصالِ الفرنسيِّ – السعوديِّ به،
اثر محادثاتِ الرئيسِ الفرنسي ماكرون مع وليِّ العهدِ السعوديِّ محمد بن سلمان ...
ولكنْ من يدقِّقُ جيداً بمضمونِ الكلامِ السعوديّ والمعلوماتِ الفرنسيةِ،
يلاحظُ حجمَ الاثقالِ التي رُميتْ على ظهرِ "النجيبِ العجيبِ"، وهو العاجزُ عن تحقيقِ الحدِّ الادنى من "دفترِ الشروطِ" الواضحةِ،
وربما قبلَ إستئنافِ العلاقاتِ وعودتها الى طبيعتها بينَ لبنانَ والسعوديةِ ودولِ الخليجِ.
***
اعادةُ تموْضعٍ سياسيٍّ واصلاحاتٍ وتطهيرٍ من الفساد وضبطِ حدودٍ... مَن هي الجهةُ القادرةُ في لبنانَ على تلبيةِ هذهِ الشروطِ، أوليسَ اطلاقُ النارِ على ما وردَ بعدَ ساعاتٍ قليلةٍ من اعلانها عبرَ وسائلَ اعلاميةٍ لبنانيةٍ تابعةٍ لحزب الله، اكبرُ دليلٍ على العجزِ عن تلبيتها؟
لا يكفي ان يزهوَ "النجيبُ العجيبُ" بنفسهِ بعدَ الاتصالِ السعوديِّ بهِ،
والذي لنْ يتمكنَ من استثمارهِ في ايِّ مكانٍ، الاَّ في زيارةٍ للعمرةِ ربما، او لزيادةِ بعضِ الصورِ الى البومهِ العائليِّ؟
فعدا ذلكَ هل هو قادرٌ على الدعوةِ الى مجلسِ الوزراءِ وسطَ استمرارِ عقدةِ المحققِ العدليِّ، والتي ستليها عقدةُ استكمالِ التحقيقاتِ في احداثِ الطيونة؟
***
بالونٌ اعلاميٌّ سيفرحُ بهِ "النجيبُ العجيبُ،" نيَّةُ اهلنا في الخليجِ طيبةٌ وواضحةٌ ومعروفةٌ، ولم يتغيرْ شيءٌ في الثوابتِ والمطالبِ الخليجيةِ":
المطلوبُ اصلاحاتٌ وسيادةٌ.
فهل لبنانُ بوضعهِ الحاليِّ قادرٌ على تلبيةِ ذلكَ؟
سنعيشُ اسابيعَ على تحليلِ الخطوةِ السعوديةِ - الفرنسيةِ، وعلى استثمارها في الداخلِ لكنْ ايُّ امرٍ عمليٍّ لنْ يحصلَ، طالما لم يتخذْ لبنانُ بكاملهِ قراراً بالانسحابِ من قنابلِ المنطقةِ المتنقلةِ..
***
وعليه ستبقى المسائلُ الخلافيةُ اللبنانيةُ على حالها كما الازماتُ الماليةُ والاجتماعيةُ والاقتصاديةُ .
فهل سيجتمعُ صندوقُ النقدِ غداً لاعطاءِ لبنانَ الملياراتِ لاعادةِ الحياةِ الى القطاعِ النقديِّ في البلدِ؟
وهل وثقتْ فينا الدولُ لتعقدَ غداً اجتماعاً "كسيدر"وترسلَ الملياراتِ الموعودةَ الى لبنانَ؟
وهل سنتخذُ قراراتٍ اساسيةً بابعادِ السياسةِ عن الكهرباءِ، ونبدأُ ببناءِ معاملَ للكهرباءِ؟
وهل ستُغدَقُ علينا الاموالُ لوقفِ الانهياراتِ في قطاعاتِ الاستشفاء والضمانِ والتربيةِ والتعليمِ؟
وهل سترسلُ ودائعُ خليجيةٌ الى مصرفِ لبنانَ تماماً كما كانَ يجري في الماضي كضماناتٍ لودائعِ الناسِ؟
وكيفَ ستستعادُ اموالُ الناسِ؟
وهل يَفتحُ ما جرى غداً الباب امامَ استئنافِ الحوارِ حولَ الاستراتيجيةِ الدفاعيةِ؟
***
وسطَ "اوهامِ النجيبِ العجيبِ"، الاهمُ ان علينا ان نشكرَ الرئيسَ الفرنسيَّ على استمرارهِ الدؤوبِ في حملِ الهمومِ اللبنانيةِ إينما حلَّ،
والشكرُ الاكبرُ لوليِّ العهدِ السعوديِّ على تَلقُّفهِ المبادرةَ الفرنسيةَ وعلى فتحِ كوَّةٍ في بابِ العتمةِ اللبنانيةِ رغمَ ان الداخلَ قد لا يكونُ جاهزاً ولا حاضراً لتلقُّفِ كلِّ هذهِ الايجابياتِ...
وعليه سندخلُ الى اسبوعٍ جديدٍ من "القيلِ والقالِ"، ومن لعبةٍ مزاجيةٍ خطيرةٍ لتجارِ "بورصةِ الدولارِ" الطالعِ والنازلِ،
من دونِ ضوابطَ اخلاقيةٍ ولا علميةٍ!!