#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
29 تشرين الثاني 2021 ، عادَ الثوارُ إلى الشارعِ، استفاقَ اللبنانيونَ على قطعِ الطرقاتِ ، لم يكنْ الامرُ مفاجئاً ، الإعلانُ عن " إثنينِ الغضبِ " تمَّ مساءَ الاحدِ ، ليسَ في الأمرِ سرٌ ، بل علانيةٌ مطلقةٌ ، فإلى متى ستستمرُّ هذهِ السلطةُ في دفنِ رأسها في الرمالِ؟
***
تحمَّلَ الشعبُ اللبنانيُّ حكومةَ الأكاديمي على مدى ثلاثةَ عشرَ شهراً من تصريفِ الأعمالِ ، واعتبرَ ان الفرجَ يأتي من الحكومةِ التي ستخلفهُ ، لكن خيبةَ الأملِ جاءتْ بسرعةٍ :
وعودٌ معسولةٌ على اصولها، " على مد عينك والنظر".
هروبٌ الى الامامِ من خلالِ الأسفارِ.
محاولةُ إرضاءِ الجميعِ وعدمِ " تزعيلِ " احدٍ إلاَّ ... الشعبُ اللبنانيُّ .
شكوى وبكاءٌ وتدويرُ زوايا .
***
لكنَ الأخطرَ من كلِّ ذلك الاستعاضةُ عن جلساتِ مجلسِ الوزراءِ ، حيثُ لم يجرؤ على عقدها ، باجتماعاتٍ وزاريةٍ في السرايا الحكوميةِ وكأنها البديلُ .
كلُّ ما سبقَ أدى إلى ما وصلنا إليهِ :
الشعبُ يئسَ من كلِّ شيءٍ،:
حكومةٌ لا تجتمعُ الاَّ بشروطٍ مضادةٍ.
رئيسُ حكومةٍ لا يجرؤ على تزعيل احدٍ لأنهُ "يخافُ على موقعه العظيمِ" ان يُسحبَ البساطُ منهُ.
فكانتْ العودةُ إلى خيارِ الشارعِ ، لكنْ خيارَ الشارعِ وحدهُ لا يكفي إذا لم يقترنْ بخطواتٍ عمليةٍ إضافيةٍ .
***
البطريرك المارونيُّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ، قال في حديثٍ تلفزيونيٍّ :
" صحيحٌ لحزبِ اللهِ تأثيرٌ كبيرٌ، ولكنْ في المقابلِ أينَ بقيةُ الاشخاصِ؟
ولماذا الخضوعُ؟ أينَ البرلمانُ، أينَ الحكومةُ، أينَ رئيسُ الجمهوريةِ"؟
سؤالي الصريحُ لصاحبِ الغبطةِ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي السامي الاحترامِ:
أليسوا كُلُّهمْ متوافقينَ، متكاتفينَ،متضامنينَ،ونضيفُ فرحين ومسرورين؟
صحيحٌ صاحبُ الغبطةِ الكاردينال الراعي الكليِّ الاحترامِ، لا حلَّ الاَّ بالحوارِ.
لكنَ كلَّ الحلولِ والمؤتمراتِ التي حصلتْ، أتتْ وللأسفِ والقهرِ ، بعدَ حروبٍ داميةٍ.
اما ان يذهبَ القيِّمونَ علينا من تلقاءِ أنفسهم للحوارِ، اساساً برأيهم مَن "امامهم" ليتفقوا معه، وهنا الطامةُ الكبرى.
***
مهما حاولوا تهبيطَ عزيمةِ الناسِ الغاضبين، الثائرين،من اولى واجباتهم أن يتفقوا ويتماسكوا ويتضامنوا سوياً، ولكن للأسفِ الشديدِ لم ينجحوا.
المطلوبُ من الشعبِ المقهورِ كلِّهِ لا ان يَصبَّ غضبهُ وسخطهُ ويكونَ غبَّ الطلبِ،
بل القيامُ بخطواتٍ منسقةٍ ضمنَ برنامجٍ عامٍ لوضعِ حلٍّ للاستخفافِ والاستهزاءِ والتمييعِ من اهلِ السلطةِ المتسلطةِ الفاشلةِ الظالمةِ!
اما سخطٌ هنا وهناك،
فالوضعُ العامُ في البلادِ، اعمقُ بكثيرٍ وقاهرٌ اكثرُ بكثيرٍ.