#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
مَن منكمْ لا يتذكَّرُ حيوان " الكومودو" الذي ظهرتْ آثارُ قدميهِ في منطقةِ الرابية عام 2003 ؟
تجنَّدَ الجميعُ لاقتفاءِ آثارهِ ، لكنَ المحاولاتِ باءتْ بالفشلِ ، وشاعتْ اساطيرُ عنهُ ، ومنها ان مهاجراً اصطحبهُ معهُ من الخارجِ ، وهو صغيرٌ ، لكنهُ حينَ كبُرَ أصبحَ خطِراً ، فأطلقهُ مما أثارَ هلعاً، لكن يبدو أنه لجأ إلى إحدى المغاور وتوفِّيَ فيها .
***
تذكَّرنا " الكومودو " الذي هو من صنفِ التماسيحِ،
لأن اهلَ الساسةِ السلطةِ المتعاقبينَ عندنا هُم من الصنفِ الذي شكَّلَ خطراً على الشعبِ ،
لأنهم أستغلوا طيبةَ الناسِ وعزَّةَ نفسهم وكرامتهم ، ليمدُّوا ايديهم على جيوبهم وودائعهم مما تسبَّبَ في إفقارهم .
أهلُ السلطةِ والساسةِ الفاسدينَ المتعاقبينَ تسبَّبوا في نوعينِ من الحرائقِ:
حرائقُ الغاباتِ وإحراقُ الودائعِ ، وكلُّ ذلكَ بسببِ إهمالهم وفسادهمْ وجشعهمْ .
يا لهُ من إجرامٍ موصوفٍ بسببكم يا "فاسدي الفسادِ"، المصابينَ بمرضِ الانانيةِ وأيادي اللصوصِ غيرِ الظرفاءِ .
فالحرائقُ التي اكتوينا بنيرانها على مدى ايامٍ ، ما كانتْ لتتمدَّدَ لولا الإهمالُ ، إن واحداً في المئةِ من سرقاتكم ونهبكم كانَ كافياً لتجهيزِ الدفاعِ المدني وفوجِ الإطفاءِ والبلدياتِ بأحدثِ المعداتِ للإطفاءِ ،
ولكنْ، حين تسرقونَ "الاخضرَ واليابسَ"، فبالتأكيدِ لن يبقى فلسٌ واحدٌ لشراءِ صهريجِ مياهٍ للإطفاءِ .
***
إن منظرَ الحرائقِ يُدمي القلوبَ ،
لكن ما يُدميها اكثرَ هو مشهدُ "حريقِ الودائعِ" على يدِ مَن أئتمنوا عليها سواءٌ في السلطاتِ التنفيذيةِ او في مصرفِ لبنانَ او في وزارةِ المالِ .
أيها " النجيبُ العجيبُ"، ماذا تنتظرونَ لأطفاءِ الحرائقِ؟ هل ستردِّدونَ ايضاً : " العين بصيرة واليد قصيرة " ؟
أنتم تعرفونَ ان اسبابَ الحرائقِ معروفةٌ والنتائجَ معروفةٌ :
لا مازوتَ للشتاءِ، والناسُ سيلجأونَ إلى الحطبِ والفحمِ للتدفئةِ، وربما إلى الأَشغالِ المنزليةِ من طبخٍ وغسيلٍ، فقد يصبحُ الطبخُ على الحطبِ في غيابِ الغازِ وفي ظلِ ارتفاعِ اسعارهِ بشكلٍ جنونيٍّ لأنهُ سيكونُ بالفريش ،
مثلهُ مثلُ المازوتِ والبنزين، من هنا سيكونُ اللجوءُ إلى الحطبِ والفحمِ ،
والفريش غيرُ موجودٍ إلاَّ في جيوبكم وخزائنكم في داخلِ لبنانَ وفي خارجهِ، وتسألونَ بعدُ عن سببِ الحرائقِ ؟
***
إن حرائقَ الأيامِ الاخيرةِ " أنتجت مونةَ الشتاءِ " فلماذا التفتيشُ عن الاسبابِ والمُسبِّباتِ ؟
أنتمْ مسؤولونَ آنياً دولةَ " الميقاتي" لأنَ على ايامكم هذهِ وصلَ الناسُ إلى إحراقِ الاخضرِ ليستفيدوا من اليابسِ.
***
"النجيبُ العجيبُ" لا همَّ لكم سوى ان تُسمُّوا للمرةِ الثالثةِ " دولةَ الرئيس "،
ولو على حسابِ مجاعةِ الناسِ وإفقارهم، وبسببِ ولعكم بالـــ prestige ولو على حسابِ " بهدلةِ " الناسِ .
ايُّ Prestige سوى "لنفشِ ريشِ الطاووسِ"!
فشِلتمْ بالداخلِ ، فشلتمْ بالخارجِ ، ليسَ منذُ اليومِ، بل على امتدادِ وجودكم في السرايا ثلاثَ مراتٍ بشكلٍ متقطِّعٍ ، فماذا فعلتمْ ؟ لا شيءَ سوى إغداقِ الوعودِ وإفراغِ جيوبِ الناسِ من أجلِ ملءِ جيوبكم .
***
وكأنكم لم تكتفوا بذلكَ، بل يبدو أن هناكَ استعداداتٍ أو "روائحَ كريهةً" تتعلَّقُ بخياراتٍ نقديةٍ قد تلجأونَ إليها مع وزيرِ المالِ وحاكمِ مصرفِ لبنان، وتقضي بتحويلِ الودائعِ بالدولارِ إلى الليرةِ اللبنانيةِ .
نقولُ لكَ وبالفمِ الملآنِ :
إن هذا الإجراءَ، إذا ما حصل ، سيكونُ بمثابةِ المقصلةِ التي تسقطُ على رقابِ المودعين، الذينَ احبُّوا لبنانَ، وجنوا بعرقِ جبينهم، ولكن قبلَ ان تسقطَ هذهِ المقصلةُ ،
لن تكونوا لا انتمْ ولا سواكم في مناصبكم، ولن يكونَ لديكم الوقتُ الكافي لتهربوا،
كفانا جلادينَ في حقِّ الشعبِ اللبنانيِّ الحضاريِّ الأصيلِ!