#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
اكثرَ فاكثرَ إزدادَ التطويقُ الخارجيُّ للبنانَ؟ما حذَّرنا منهُ وكتبنا عنهُ وقعَ، والمحظورُ صارَ واقعاً أليماً... وعلى لبنانَ او ما بقيَّ من لبنانَ الدولةِ للأسفِ ان يتعايشَ لفترةٍ طويلةٍ مع الجحيمِ المتبقي الذي وصلَ اليهِ ...
***
بشحطةِ قلمٍ.. ونتيجةَ تفلُّتِ لسانٍ وعقلٍ في لحظةٍ من لحظاتٍ، كبرتْ كرةَ الثلجِ الخليجيةُ ضدَّ لبنانَ بمسؤوليهِ وادارتهِ السياسيةِ بعدَ سنواتٍ من التحذيراتِ والتلميحاتِ والاشاراتِ.
لم يعدْ باستطاعةِ دولِ الخليجِ تحمُّلَ تبعاتِ سياساتنا الداخليةِ المتهوِّرةِ وأتُّخذَ القرارُ بالمواجهةِ الدبلوماسيةِ اولاً ثم الاقتصاديةِ والماليةِ والسياسيةِ...
***
في الداخلِ اختلطَ حابلُ النكاياتِ بنابلِ تصفيةِ الحساباتِ ، بالتهوُّرِ بادارةِ الملفِ: الازمة.
ودخلتْ اعتباراتُ موازينَ القوى والرعبِ والاستثماراتِ السياسيةِ في الانتخاباتِ النيابيةِ والرئاسيةِ، دخلتْ في مسارِ الازمةِ الدبلوماسيةِ التي اكتفتْ حكومةُ "النجيبِ العجيبِ" المعلَّقةِ بتشكيلِ خليَّةِ ازمةٍ تشحذُ اتصالاتٍ من هنا ومن هناك، بآخرِ سكرتيرٍ في وزارةِ خارجيةٍ اميركيةٍ او اوروبيةٍ او خليجيةٍ للملمةِ الوضعِ ولكنْ من دونِ جدوى...
الأنكى ان "النجيبَ العجيبَ" وسطَ كلِّ ذلكَ لم يكلِّفْ نفسهُ العودةَ الى بيروت من قمةِ المناخِ في غلاسكو، كونُ كلِّ همِّهِ إلتقاطُ الصورُ التذكاريةُ لوضعها في البومِ العائلةِ لتزيدَ استثماراتها بها للمستقبلِ...
ازمةٌ بهذا المستوى، يُديرها رئيسُ الحكومةِ المعتكفةِ من خارجِ البلادِ،
وهو نامَ على ضماناتٍ اميركيةٍ واوروبيةٍ بأنَ حكومتهُ لن تطيرَ ولا يمكنُ ان تطيرَ ضماناً للاستقرارِ،
ولكن ماذا بقيَّ من الحكومةِ المشلَّعةِ ومن حكومةِ البيتِ "بمنازلَ" كثيرةٍ كما كتبَ كمال الصليبي في يومٍ من الايامِ...
***
عملياً لا شيءَ... حكومةٌ فخَّختها تحقيقاتُ المرفأِ والموقفُ من القاضي طارق البيطار ثم احداثُ الطيونةِ وتداعياتها القضائيةُ كما الامنيةُ، ثم الازمةُ الدبلوماسيةُ مع الخليجِ والتي اظهرتْ الانقسامَ السياسيَّ في لبنانَ بأبشعِ صورهِ...
وطبعاً لن تكونَ الازمةُ الدبلوماسيةُ للحكومةِ المعلَّقةِ عن العملِ الاخيرةَ... فالتعاملُ مع خطةِ صندوقِ النقدِ متى انعقدتْ الحكومةُ لن يكونَ بالسهولةِ التي يراها البعضُ،
والتي لنْ تبصرَ نتائجها النورَ إلاَّ ما بعدَ الانتخاباتِ النيابيةِ، ولكن ماذا لو طارتْ الانتخاباتُ النيابيةُ،
نتيجةَ التشنُّج على الارضِ والفوضى والطعوناتِ الدستوريةِ التي تطيرُ معها خطةُ صندوقِ النقدِ والملياري دولار الموعودةُ...
ألن تكونَ هذهِ الملياراتُ التي لن تتعدى الاثنينِ او الثلاثةَ هي الوحيدةُ الآتيةُ الى البلدِ وسطَ ازديادِ الحملةِ والعزلةِ الخليجية ضدَّنا، ووسطَ اقفالِ ابواب الخليج والتصديرِ وتحويلِ الاموالِ وربما حركاتِ الركابِ الخليجيينَ الى لبنان...؟
***
أيُّ جحيمٍ نحنُ فيهِ؟ وأيةُ أنفاقٍ دخلنا فيها ولنْ نخرجَ منها الى النورِ في القريبِ العاجلِ؟
من الاكيدِ ان لا احدَ في السلطةِ المشلَّعةِ في لبنانَ يملكُ جواباً...
لعلَّ الجوابَ عندَ اللهِ تعالى...