#الثائر
- " فادي غانم "
لن ننسى اليوم تأخير الساعة 60 دقيقة، فلقد أشبعتنا الحكومة والمسؤولون تذكيراً بذلك، ولن ننسى حرصهم على وقتنا الثمين، فالالتزام بالوقت ضروري جداً في الدولة العصرية.
في دولتنا العلية بدء العمل الساعة الثامنة، وانتهاء الدوام الرسمي الساعة 15.30. والوزراء والنواب والموظفون جميعهم يلتزمون بالتوقيت، ولا يضيّعون دقيقة واحدة، وبسبب هذا الضغط الثقيل الظل، سينسون معاملات المواطنين شهوراً في أدراج مكاتبهم !!!
تقنين بسيط للكهرباء، انقطاع ساعتين يومياً !!! عفواً: تغذية ساعتين. ولهذا السبب يضطر القطاع الرسمي إلى التوقف عن العمل انسجاماً مع انقطاع الكهرباء.
لا لن ننسى «التأخير» فكل شيء في البلد يجب أن يتأخر.
تأخّر البلد مئة عام إلى الوراء بفضل سياساتكم الحكيمة، فهل يمكن أن نبخل بتأخير الساعة 60 دقيقة؟؟؟!!!
لا لن ننسى عملكم الدؤوب في الحفاظ على المال العام وودائع المواطنين، التي حرصتم على نقلها إلى الخارج، وتأمين مستقبل أحفاد أحفادكم بهذه الأموال.
لن ننسى مكرماتكم على المواطنين بتوزيع برميل مازوت وكرتونة إعاشة، فلقد بذلتم قُصارى جهودكم في الحفاظ على كرامة الناس، فهم اليوم لا يشحذون على الطرقات، ويكفي بهم عزّاً وفخراً أن يشحذوا على أبواب قصوركم.
لا لن ننسى إبداعاتكم بتحسين صورة لبنان، وتمتين علاقته مع دول العالم، التي باتت تقاطعه وتهددكم بالعقوبات، حتى الدول الشقيقة منها تقطع علاقاتها بهذا الوطن المنكوب بكم.
لا لن ننسى بطولاتكم وبلاغة خطاباتكم وفصاحتكم في المحاضرة عن الوطنية والإصلاح والعروبة والدستور والقانون، وما أفصح محاضراتكم عن العفة!!!!!
لا لن ننسى تأخير الساعة، فعقارب ساعتكم تدور إلى الوراء بعكس الزمن. فكيف لنا أن ننسى يا تُرى؟؟؟