#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ما الذي تغيَّرَ بعدَ كلِّ هذهِ المعاناةِ ؟
انتقلَ اسمُ رئيسِ الحكومةِ، الاكاديميِّ المتوازنِ الدَّخلِ والشفافيةِ، بالرغمِ من فشلِ وعجزِ حكومتهِ لأنها كانت لوناً ونوعاً ومعنىً واحداً،
الى اسمٍ كبيرِ الحجمِ والقيمةِ النقديةِ دولةِ الرئيسِ نجيب ميقاتي .
لم يعدْ ولا مجالَ للمزحِ "بالنجيبِ العجيبِ" وقد اصبحتْ القصةُ جديةً، بعدَ أن أدهشَ البلدَ بمرونتهِ المتفوقةِ بدرجاتٍ ، اكثرَ بكثيرٍ من الرئيس الحريري،
ولاءً وانتماءً الى حكومةِ اللونِ الواحدِ كسابقاتها، والذي هو من نفسِ الطينةِ والعجينةِ السياسيةِ إياها.
***
ذاكَ الشبلُ أي الاكاديميُّ الذي سيغادرُ السرايا، من ناحيةِ الراحةِ والرخاءِ وكلفةِ المحروقاتِ والمصاريف،
ليعودَ الى الصرحَ الاكاديمي كرئيسِ حكومةٍ سابقٍ ، وقد يسافرُ إلى الخارجِ بعدما تردَّدتْ معلوماتٌ أنه قدَّمَ الـــ CV أثناء زيارتهِ لأحدى الدولِ الخليجيةِ .
***
كلُّ هذهِ السرعةِ الفُجائيةِ مُرادها ان تكونَ هناكَ حكومةٌ،
كي تفجرُ الناسُ سخطها عليها بعدَ رفعِ الدعمِ نهائياً ، وهو أصبحَ في مرحلتهِ النهائيةِ .
هنا لبُّ الكارثةِ الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ،
إذ ما خُرِّبَ بدهرٍ لا يمكنُ إصلاحهُ، من نفسِ نادي رؤساءِ الحكوماتِ، وبنفسِ الذهنيةِ السياسيةِ التي أوصلتنا الى ما نحنُ نعانيهِ.
الاصلاحاتُ اولاً، إن بدأتمْ بها جدِّياً ليصارَ وتحتَ وصايةٍ حثيثةٍ لصندوقِ النقدِ الدوليِّ،
الذي سيقرضنا من مالنا مجدداً، مع فوائد تتراكمُ الى اعراسِ اولادِ الاحفادِ!
هذا بالمطلقِ،
***
اما في الصميمِ: فتأتي اسماءُ الوزراءِ والحقائبِ وقد نشرتْ على كافةِ مراكزِ التواصلِ الاجتماعيِّ والمواقعِ الالكترونيةِ وكافةِ محطاتِ التلفزةِ، تظهرُ النياتِ الصادقةَ او المغايرةَ التي قد تكتشفُ لاحقاً .
من الوزراءِ الذينَ نعرفهمْ عن كثبٍ،
نتمنى ان تأتينا الملايينُ على وجهِ وزيرِ الاعلامِ جورج قرداحي لا أن تجفَّ الى "اخرِ ليرتينِ بحوزتنا"...
والسيدةُ الدبلوماسيةُ السفيرةُ نجلا رياشي عساكر التي نعرفها وهي من اصدقِ وافعلِ ودماثةِ خلقِ السيداتِ،
حينَ كانتْ سفيرةَ لبنان في روما .
أما الاسمُ الكبيرُ الذي اتى من عالمِ الديبلوماسيةِ والذي شغلَ منصبَ سفير لبنان في واشنطن الصديق السفير عبد الله بو حبيب،
واكثرُ المقربينَ من دولةِ الرئيسِ عصام فارس،
الذي منذُ إعتزالهِ العملَ السياسيَّ في لبنانَ، لم نرَّ يوماً نبتسمُ فيهِ، كوجهِ دولتهِ الوضاحِ المفعمِ بالأملِ .
والأبرزُ وزيرُ المالِ يوسف الخليل لا مجالَ الاَّ ان يكونَ اقربَ المقربينَ من دولةِ الرئيسِ نبيه بري.
اما وزيرُ السياحةِ وليد نصار الذي كانَ يشغلُ منصبَ رئيسِ اتحادِ كرةِ السلةِ، فعلاً موقعهُ في السياحةِ ، على آملِ ان تنشطَ السياحةُ على ايامهِ ولا تقتصرُ على زياراتِ العائلاتِ اللبنانيةِ المغتربةِ في المواسمِ، بل يسعى الى فتحِ قنواتٍ مع كافةِ الدولِ، اولاً الخليجيةُ منها.
اما سائرُ الوزراءِ الجدُّدِ سنرى "خيرهم من شرهم" .
ولا بدَّ من الاشادةِ بدورِ وتمرُّسِ اللواء عباس ابراهيم مدير عام الامن العام في فكفكةِ العقدةِ وراءَ العقدةِ، بصبرهِ على الصبرِ لنصلَ الى التأليفِ.
***
للتنويهِ، أن سعرَ صرفِ الدولار انهارَ مع عظمةِ تشكيلِ الحكومةِ إياها ونتركُ للايامِ القادمةِ ان تحكمَ.
ومع إنخفاضِ سعرِ صرفِ الدولارِ القائمِ على جهتين :
الغلاءُ الفاحشُ على رغمِ تقهقرِ الدولارِ،
هو التحدي الاولُ والاخيرُ امامَ الحكومةِ العتيدةِ.
***
اما ارتداداتُ الشعبِ الحضاريِّ على تأليفِ الحكومةِ فهو على المحكِّ،
إذ يجبُ ان يكونَ العينَ الساهرةَ لحظةً بلحظةٍ وخطوةً بخطوةٍ ،
فهذهِ السلطةُ التنفيذيةُ الجديدةُ، القديمةُ من نادي الرؤساءِ،
لا تُترَكُ من دونِ رقابةٍ ... ورقابةٍ شديدةٍ .